قالت قيادة الحملة العسكرية على
الموصل إنه تمت السيطرة على حي الطيران اليوم الاثنين في الجانب الغربي لمدينة الموصل بعد معارك عنيفة مع
تنظيم الدولة.
وقال قائد الحملة الفريق عبد الأمير يار الله في خبر عاجل بثه التلفزيون
العراقي الرسمي إن الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع سيطرتا على حي الطيران ورفعتا العلم العراقي فوق عدد من المباني.
وكانت القوات العراقية تمكنت يوم أمس من التوغل في عمق حي الطيران واقتربت مئات الأمتار في حي الدواسة غرب الموصل.
إلى ذلك تسعى القوات العراقية لإعادة نصب جسر حيوي على نهر دجلة لتسهيل تحركاتها من الجانب الشرقي إلى الغربي من المدينة والضغط لتسريع استعادتها بعد قيام التحالف الدولي بقصف الجسور فوق النهر.
وقال اليار الله إن قوات الرد السريع سيطرت على حي الجوسق والجسر الرابع من جهة النصف الغربي للمدينة في أقصى الجنوب
وأشار إلى أن العلم العراقي رفع فوق مباني الحي بعد خسارة التنظيم العديد من عناصره وآلياته.
ويقع حي الجوسق بملاصقة ضفة نهر دجلة من ناحية الغرب وعلى الطرف الجنوبي للموصل وهو قريب من حي ومعسكر الغزلاني ومطار الموصل الدولي.
وخرج الجسر الرابع وهو أول جسور نهر دجلة عن الخدمة مع الجسور الأربعة الأخرى بعد قيام مقاتلات التحالف بقصفه وقيام تنظيم الدولة بالإكمال عليه بنسفه عندما كان على وشك خسارة النصف الشرقي من المدينة قبل أسابع.
وتعليقا على التقدم العسكري الحاصل غرب الموصل وصف الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الركن صبحي ناظم توفيق التقدم الحاصل في غرب الموصل بأنه كان متوقعا بسبب طبيعة المواقع التي خسرها التنظيم.
وقال توفيق لـ"
عربي21" إن حيّي الجوسق والطيران من الأحياء الملاصقة للنهر والقريبة من مطار الموصل وهي أحياء منظمة وغير مكتظة بالسكان.
وأشار إلى أن حي الطيران هو عبارة عن مساكن لضباط ومرتبات مطار الموصل وليس بالحي السكني الكبير المكتظ الذي يحتاج قوة نارية كبيرة ومعارك شوارع للسيطرة عليه.
وشدد على أن الصعوبة على القوات المهاجمة للمنطقة الغربية للموصل لم تبدأ بعد مشيرا إلى أن أحياء الدندان والنبي شيت والدواسة والنفط والعقيدات هي مكمن الصعوبة في العملية والسيطرة عليها يحتاج إلى فترة طويلة ولن تكون المعركة بالسهلة.
وأوضح أن هذه الأحياء متلاصقة بشكل كبير ومليئة بالسكان وهي الجزء ولا يوجد فيها تقاطعات طرق وهي مكان مثالي لحرب الشوارع.
وقال إن المعركة في هذه المناطق تختلف عن معركة الجانب الشرقي الأكثر تنظيما واستاعا وتباعدا بين المنازل.
وأضاف أن: "تمترس التنظيم وتمسكه بمواقعه في هذه الأحياء المكتظة سيدفع القوات المهاجمة للحقد الناري واستخدام كافة أنواع الأسلحة الثقيلة للقضاء عليه وهو الأمر الذي سيدفع ثمنه المدنيون يوقع خسائر كبيرة".
وحول التصريحات العسكرية التي أدلى بها الناطقون باسم القوات المشاركة في الهجوم بالتوجه لإنشاء جسر لنقل المعدات اللوجستية إلى الطرف الغربي قال توفيق إن هذه التصريحات ربما تأتي من باب رفع المعنويات للقوات المقاتلة لكن إنشاء جسر في هذه الظروف أمر غاية في الصعوبة.
وأضاف: "تصريحات الناطقين العسكريين حول إنشاء جسر قبالة أحياء الدندان والدواسة أمر صعب هذين الحيّيين ما زالا بيد تنظيم الدولة وستكون الفرق العاملة على تجهيز الجسر في المرمى الناري للتنظيم وبالتالي التفكير في عمل جسور بتلك المنطقة أمر صعب من الناحية العسكرية".
7 آلاف نازح
وعلى صعيد نزوح المدنيين قال العميد الركن عبد الله الوائلي من قوات الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش العراقي إن الجيش أجلى نحو 7 آلاف مدني من الجانب الغربي للموصل مع استمرار العمليات العسكرية.
وقال الوائلي إن تنظيم الدولة يستخدم المدنيين دروعا بشرية ويمنع خروجهم من المنازل لتصعيب عمليات تقدم القوات على الأرض.
وأوضح أن قواته تمكنت من إجلاء نحو 7 آلاف مواطن من داخل أحياء المأمون و تل الريان و تل الرمان و الطيران و الجوسق ونقلهم إلى مخيمات النازحين في ناحية حمام العليل جنوب الموصل وهي مناطق تم استعادتها قبل أشهر من تنظيم الدولة.
وأشار إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين نتيجة المعارك الجارية نافيا وجود إحصائية دقيقة للأعداد بسبب ضراوة المعارك واستمرارها على مدار الساعة.
وأضافت أن "تركيب جسر تحت مرمى النيران عملية معقدة وخطرة لكن القوات العراقية تلقت تدريبات من الأمريكان على هذه العملية ونجحت سابقا في معارك الرمادي ضد التنظيم".
وأدت المعارك الجارية غرب الموصل اليوم الاثنين إلى انهيار 6 منازل على رؤوس ساكنيها في حي الطيران وسط ترجيحات أن يكونوا لقوا حفتهم.
وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس محافظة نينوى غزوان الداؤودي إن العديد من المنازل تعرضت لأضرار نتيجة المعارك في الحي وانهار بعضها على رؤوس أصحابها.
واتهم الداؤودي تنظيم الدولة بالمسؤولية عن سقوط المنازل بسبب السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريوه لمهاجمة القوات العراقية.
من جانبه قال لقمان الطائي وهو ناشط حقوقي ومدني إن معلومات وردت إليه بتدمير العديد من المنازل والأحياء في حيي المأمون والطيران
ولفت الطائي إلى أن "المعركة شهدت ضربات جوية عنيفة جدا، مع تفجير عدد من المفخخات التي يقودها انتحاري داخل الحي السكني، ومن الصعب معرفة من يقف خلف هذه المأساة".