ذكر موقع شبكة أخبار "سي أن أن" أن الأثرياء العرب يتدفقون للحصول على حصة في برنامج أمريكي يعطي المستثمرين حقا في الحصول على البطاقة الخضراء مقابل المال، محاولين تجنب الملاحقة التي فرضها برنامج الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب على القادمين من سبع دول ذات غالبية مسلمة.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن ثلاث شركات في دبي تقوم بتقديم الاستشارة القانونية حول
الهجرة، قولها إنها لاحظت تصاعدا في الطلب على
الاستثمار في الولايات المتحدة منذ أن وقع الرئيس الأمريكي قرار المنع، الذي أوقفته المحاكم.
وينقل الموقع عن مديرة شركة "ستيب أمريكا" بريا مالك، قولها: "تلقينا عددا كبيرا من الاتصالات وطلبات من زبائن منذ قرار الرئاسة الأمريكية"، مشيرا إلى أن شركة مالك تقدم خدمات حول كيفية الحصول على تأشيرات سفر إلى الولايات المتحدة، حيث تقول: "يستطيع المستثمرون رؤية الكيفية التي تتغير فيها قوانين الهجرة، ويبحثون عن طرق للانتهاء من خياراتهم المتاحة قبل أن يتم اتخاذ قرار نهائي".
ويشير التقرير إلى أن قانون الهجرة يعرف باسم "EB-5"، حيث يستطيع المستثمر من خلاله الحصول على بطاقة خضراء مقابل مبلغ 500 ألف دولار، وتوفير 10 وظائف في الولايات المتحدة، لافتا إلى أن البرنامج يمنح سنويا حوالي 10 آلاف تأشيرة.
ويذكر الموقع أنه منذ عام 2011، فإن نسبة 83% من التأشيرات ذهبت لمستثمرين صينيين، وأقل من 2% لمستثمرين من الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذه الأرقام من جمعية "إنفست إن ذا يو أس إي/ (استثمر في الولايات المتحدة الأمريكية".
ويفيد التقرير بأنه مع احتمال قيام ترامب بالكشف عن أمر تنفيذي جديد يتعلق بالهجرة في أي وقت، فإن الاهتمام العربي بالبرنامج زاد، حيث يقول مدير شركة "بيات" للخدمات القانونية سام بيات: "كنا نبيع التسهيلات إلا أنها لم تعد مضمونة"، وتقول شركة "ستيب أمريكا" إنها تلقت زيادة بنسبة 60%، و40% من ناحية الطلبات للحصول على هذا البرنامج منذ قرار المنع.
ويورد الموقع نقلا عن شركة "آرتون كابيتال"، المتخصصة في 12 برنامجا للاستثمار حول العالم، قولها إن شهر كانون الثاني/ يناير زاد فيه العمل، وزادت نسبة الطلبات التي تلقاها مكتبها في دبي بنسبة 200%، مقارنة مع الفترة ذاتها العام الماضي، لافتا إلى أنها تتوقع زيادة في الطلب في الأشهر القادمة، ويقول مدير الشركة جون هانفين: "عندنا 12 موظفا هنا في دبي، وقد غمرتنا الطلبات، خاصة من هذه المنطقة".
ويلفت التقرير إلى أن من بين الذين يفكرون جديا بالتقدم بطلب لهذا البرنامج محمد عز الدين المولود في مصر، والأب لثلاثة أولاد تحت سن 16 عاما، ويعيش في دبي منذ 20 عاما، ويعمل مديرا في شركة عقارات، ويريد الانتقال إلى الولايات المتحدة لتوفير تعليم أفضل لأبنائه، ويرى في البرنامج السبيل الوحيد لتحقيق هذا الأمر.
وينقل الموقع عن عز الدين قوله: "أريد شيئا مضمونا وقويا يحمي عائلتي"، ولدى عز الدين تأشيرات زيارة للولايات المتحدة مدتها خمس سنوات، لكنه يبحث عن تأشيرة استثمار توفر الأمن، وهو ما يقدمه برنامج "EB-5".
ويقول عز الدين للموقع: "كيف تضمن أنك ستكون محميا ضمن هذا البرنامج، ولو كان الأمر صحيحا، فسأتقدم له غدا وبنسبة 100%".
وبحسب التقرير، فإن لؤي العزاوي ينتظر توضيحات حول البرنامج، وهو عراقي يعمل طبيبا في دبي، ويريد الانتقال إلى أمريكا ليمنح ابنه حياة أفضل، وقال إنه تقدم منذ 6 سنوات لبرنامج الهجرة إلى الولايات المتحدة، لكنه لم يتلق ردا، ويقول: "أبحث عن طرق أخرى، فعندما أعلن ترامب سياساته الأخيرة شعرت بالخوف"، مشيرا إلى أنه يفكر الآن في البرنامج، لكنه يخشى من تأثر طلبه بكونه عراقيا، فيقول: "لا يوجد هناك ما يضمن الحصول على موافقة، واحتمالات الرفض كبيرة، ولا أريد المخاطرة بمالي"، فمن شروط التقدم للبرنامج هو وضع 500 ألف دولار في البنك حتى لو اقتضى الحصول على الموافقة 12 شهرا.
ويبين الموقع أن هناك دافعا آخر لتفكير المستثمرين في البرنامج، ففي كانون الأول/ ديسمبر، مدد الكونغرس صلاحية البرنامج بشرطه الحالي وهو 500 ألف دولار كحد أدنى للاستثمار، وسيقوم بمراجعته في شهر نيسان/ أبريل، وقد يقوم بزيادة الحد الأدنى إلى 800 ألف دولار.
ويختم "سي أن أن" تقريره بالإشارة إلى أنه من المتوقع أن تقوم إدارة ترامب بمراجعة سلسلة من برامج التأشيرات، إلا أن برنامج "EB-5" لم يكن ضمن الأمر التنفيذي الذي اطلعت عليه الشبكة.