نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن
النشاطات الروتينية للرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، حيث تستحوذ فترة مشاهدة التلفاز على النصيب الأكبر من الوقت.
والجدير بالذكر أن أسلوب حياة ترامب في
البيت الأبيض؛ بعيد كل البعد عن ما دأب عليه الرؤساء السابقون.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إنه وعلى الرغم من نمط حياة ترامب، التي يمكن تشبيهها بـ"البابلية"، فقد نجح الرئيس الجديد في التكيف والتأقلم مع طبيعة الحياة في البيت الأبيض، حيث ينحصر يومه بين العمل، ونشر التغريدات، والنوم قليلا، فضلا عن مشاهدة التلفاز لساعات طويلة، وبمعدل ثلاث ساعات عند الاستيقاظ من النوم، بالإضافة إلى قضاء ساعات عديدة أمام التلفاز في الليل.
وأوردت الصحيفة أن ترامب يعتبر شخصا روتينيا، وقد ظهر ذلك جليا للعيان خلال حملته الانتخابية. فخلافا لمنافسيه في السباق الرئاسي الذين كانوا ينامون في المباني التي يديرون منها حملاتهم الانتخابية، كان ترامب يعود كل ليلة لينام في سريره الذهبي في برج ترامب. وفي هذا الإطار، أقدم ترامب في إحدى المناسبات، إثر مشاركته في اجتماع ليلي في مدينة كليرمونت، في نيو هامبشاير، على العودة إلى نيويورك في الليلة ذاتها، ليعود في الصباح الموالي إلى كليرمونت من أجل مهمة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن بإمكان ترامب البقاء لعدة أيام دون الخروج إلى الشارع. وهو لعدة عقود من الزمن، كان يعمل ويعيش في المبنى نفسه، أي برج ترامب.
وفي هذا السياق، يقول صديقه ومستشاره، روجر ستون، إن "ترامب من النوع الذي يحب الاستلقاء على الأريكة وتناول شطيرة برجر بالجبنة، كما أنه يحب مشاهدة التلفزيون". وقال إنه رجل يحب قضاء وقت في البيت.
وأكدت الصحيفة أن ترامب يبدأ يومه في وقت مبكر، وحتى قبل الساعة السادسة صباحا في بعض الأحيان. وأول ما يقوم به هو نشر تعليقاته وقراراته عبر حسابه الخاص على موقع "تويتر"، وهذه التغريدات تكون غالبا ذات صلة بمستجدات الوضع في العالم.
ونقلت الصحيفة عن، غويندا بلير، أستاذة الصحافة في جامعة كولومبيا ومؤلفة كتاب "عائلة ترامب: ثلاثة أجيال من النشطاء في القطاع العقاري، ورئيس"، أن "ترامب يثمن قدرته على امتلاك القوة، وتوجيه كل الأمور تحت سقف واحد". وأضافت بلير أن "كل هذه الجوانب تكوّن صورته، وهذا هو عالمه الخاص؛ الذي يبدو غارقا فيه بشكل كامل. ومما لا شك فيه أن ترامب يشاهد التلفاز في كل الأوقات".
وأردفت بلير أن "هذا العالم لا يستند على الأفعال والحقائق، وإنما على الأخبار، والقصص المقنعة، وعلى كل ما يجذب اهتمام الناس. وعموما، فإن هذه الحالة من التبعية هي مصدر سلطة وقوة ترامب. فمن الواضح أن هناك ضعفا من حيث الاستناد للوقائع في تصرفات وتصريحات ترامب، وفي الوقت نفسه يمتلك نوعا من القوة، تتجسد في قدرته على حسن التجاوب ورد الفعل".
وقالت بلير أيضا: "يمكن اعتبار ترامب مثل موسيقي، أو رياضي؛ أو شخص غريزي إلى أقصى الحدود".
وذكرت الصحيفة أنه يمكن التحقق من مدى تعلق ترامب الشديد بالتلفاز عند معاينة حسابه على موقع "تويتر"، حيث يشير في الكثير من الأحيان إلى مواضيع شاهدها على قناة فوكس نيوز، أو قناة "إم آي إن بي سي". فضلا عن ذلك، وفي العديد من المناسبات، كانت سياسة ترامب وتحركاته منبثقة بالأساس من ردة فعل فورية على الأخبار المتداولة. وأبعد من ذلك، أقدم ترامب على تبني أفكار سياسية انطلاقا من وجهة نظر أحد معلقي القنوات التلفزيونية.
وأوضحت الصحيفة أن أسلوب ترامب في الإدارة لم يتغير أيضا، حيث لا يزال يطبق الاستراتيجية ذاتها التي كان يعتمدها في إدارة أعماله.
وفي هذا السياق، توضح بلير أنه "خلال تجربته في قطاع العقارات، عمل ترامب على خلق صراعات داخلية بين أعضاء فريقه حتى لا يكوّنوا تحالفات فيما بينهم، ويبقوا أوفياء له. وبهذه الطريقة، يضمن أن يتنافس الجميع من أجل الظفر باهتمامه وإرضائه".
وبيّنت الصحيفة أن الرياضة الوحيدة التي يمارسها ترامب هي الغولف. ويعد ترامب من الأشخاص الذين لا ينامون كثيرا. ففي بعض الأحيان، ينشر تغريدات قبل الساعة السادسة صباحا، كما أنه لا يتوانى عن الاتصال بأحد أقاربه في أي وقت يشاء، بما في ذلك الساعة الواحدة والنصف صباحا أو الرابعة والنصف صباحا.
وفي الختام، أوردت الصحيفة تعليقات بلير حول خاصية فريدة تميز عائلة ترامب، التي تتمثل أساسا في الثقة غير المحدودة بالنفس، والقدرة التنافسية الشديدة. وأشارت بلير في هذا الصدد إلى أن "والد ترامب لطالما حثهم على أن يكونوا أشخاصا منافسين إلى أبعد الحدود، إذ يعتبر ذلك سببا للاستمرار على قيد الحياة. كما علمهم أن يفكروا دائما وأبدا في كيفية تحقيق العديد من الأرباح والانتصار على منافسيهم".