أعلن النظام السوري والمعارضة، الاثنين، التوصل إلى اتفاق مصالحة في
حي الوعر، آخر معقل للفصائل في مدينة
حمص، وسط البلاد، يقضي بإخراج مقاتلي المعارضة من هذا الحي، وفق ما أفادت به وكالة أنباء النظام السوري الرسمي ومواقع المعارضة.
وخرج مئات المقاتلين على ثلاث دفعات العام الماضي من الحي، بموجب اتفاق تم التوصل إليه في كانون الأول/ ديسمبر 2015، بإشراف الأمم المتحدة، إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذ بنوده.
وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام الاثنين، أنه "تم التوصل اليوم إلى اتفاق مصالحة برعاية روسية، في حي الوعر، على الأطراف الغربية لمدينة حمص، يقضي بتسوية أوضاع المسلحين في الحي، وخروج الرافضين للتسوية مع عائلاتهم، تمهيدا لعودة جميع مؤسسات الدولة إليه".
وأوضحت أن تطبيق الاتفاق سيبدأ السبت، ولمدة أقصاها شهرين.
من جهته، أكد مركز حمص الإعلامي الذي يديره نشطاء من المعارضة في المحافظة، أنه تم التوصل للاتفاق، ولكنه أضاف أن الوجهة النهائية لمقاتلي المعارضة لم تتقرر بعد.
ويأتي الاتفاق بعد اتفاقات أخرى لم تنفذ بالكامل قط بين النظام ومقاتلي المعارضة في الوعر، الذي تعرض لغارات جوية مكثفة في الأسابيع القليلة الماضية.
اقرأ أيضا: الأسد يعيد فظائع حلب بحمص.. واستهداف المنشآت والمدارس
ونقل تلفزيون النظام السوري عن محافظ حمص، طلال البرازي، قوله، إن جميع المقاتلين وعائلاتهم سيغادرون حي الوعر على دفعات باتجاه شمال
سوريا، وإن أول مجموعة ستغادر يوم الجمعة.
وقال مركز حمص الإعلامي إن ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص سيغادرون في مجموعات خلال الأسابيع المقبلة، وأول مجموعة ستضم 1500 شخص.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، قال البرازي إن 40 ألف مدني و800 مقاتل يقيمون في حي الوعر. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 2500 مقاتل يتمركزون في المنطقة.
ولم تدخل الحي أي قافلة مساعدات منذ أربعة أشهر على الأقل، بعد عرقلة دخول قافلة الشهر الماضي، إثر إطلاق رصاص القنص عليها، ومن ثم اقتيادها إلى منطقة تحت سيطرة قوات النظام، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة في 23 شباط/ فبراير.
وقال محافظ حمص، طلال البرازي، الاثنين، إن "استكمال تنفيذ اتفاقية حي الوعر سيتم بالتعاون مع مكتب المصالحات الروسي"، موضحا أن القوات الروسية ستتولى مسؤولية "تنسيق وتأمين وصول" الذين سيتم إخراجهم.
ومن المقرر أن يتوجه الخارجون من حمص، وفق ملخص عن الاتفاق وزعه أحمد رمضان، رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إلى مناطق سيطرة الفصائل في ريف حمص الشمالي، ومدينة جرابلس (شمالا) وإدلب (شمال غرب البلاد).
وبحسب هذا الملخص عن الاتفاق، "تتحمل قوات النظام السوري والقوات الروسية المسؤولية الكاملة عن سلامة الخارجين من الحي" على أن يتم "نشر كتيبة عسكرية روسية من ستين إلى مئة شخص بينهم ضباط روس" في الحي، ومن مهامها "مراقبة تنفيذ مراحل الاتفاق بدقة (..) ومنع اعتقال أهالي الحي".
وتسيطر قوات النظام منذ بداية أيار/ مايو 2014 على مجمل مدينة حمص، بعد انسحاب حوالي ألفي عنصر من مقاتلي الفصائل من أحياء المدينة القديمة، بموجب تسوية مع النظام، إثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام، وتسبب بوفيات ونقص كبير في التغذية والأدوية.
وانكفأ المقاتلون الباقون إلى حي الوعر إلى جانب آلاف المدنيين.
وعمل النظام السوري في الأشهر الأخيرة على التوصل إلى اتفاقات مصالحة مماثلة، خصوصا في محيط دمشق، في خطوة تعتبرها المعارضة بمثابة "تهجير قسري" لمقاتليها.