خادم ضريح: صورة السيسي وهو عسكري تتوسط الأنبياء (شاهد)
القاهرة- عربي21- حسن محمود14-Mar-1712:50 PM
شارك
أرشيفية
عرضت فضائية "دريم" المصرية، عبر برنامجها "العاشرة مساء"، الثلاثاء، تقريرا مصورا لضريح بمحافظة الشرقية، يقال إنه للإمام "يحيى"، الأخ الأكبر للسيدة نفيسة، وتتردد مزاعم حول ظهور عدد من الصور للأنبياء والرسل على جدرانه.
وادعى خادم الضريح حسام زمزم، لمقدم البرنامج، وائل الإبراشي، ظهور صورة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وهو وزير للدفاع، بجانب صور الأنبياء والرسل على جدران الضريح، مشددا على أن المكان مقدس ومبارك.
وقال، في مداخلة هاتفية مع الإبراشي، إن صورة السيسي ظاهرة بالضريح حتى الآن، و"مش عارف ده معناه إيه.. ده سر خاص بربنا.. الله أعلم".
ونشر البرنامج مقطع فيديو لحسام زمزم يكرر فيه مزاعم ظهور صور للأنبياء في الضريح، وأنه توجد تجليات كثيرة بالمكان، منها أن الرخام بالمكان كان أبيض مثل أي مكان، ولكن الجدار أصبح به صور للأنبياء، والبعض مكتوب بجانبها الاسم.
وزعم ظهور صور السيدة مريم، وابنها عيسى عليه السلام، والنبي سليمان والكعبة المشرفة وغار ثور وحوت نوح وختم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي كان يختم به على الرسائل.
وأضاف أن والده "محمد زمزم"، أبلغه بأن "حضرات الأنبياء والمرسلين، ظاهرون بالمكان كله، باعتبار أنه سيكون إعجازا للعالم كله بما يشهده من صور للأنبياء، وأنه حضر مع والده في أثناء إخراج جثمان شقيق السيدة نفيسة الإمام يحيى، وقد شاهد تجليات واضحة أثناء ذلك، وأنوارا، وأشياء فوق العقل، وهو ما جعله يقترب أكثر من الله، ولم يغادر المكان منذ ذلك الحين لمده 14 عاما مكلفا بخدمته".
وتوجه حسام إلى السيسي برسالة قائلا إنه يحدث بالمكان تجليات واضحة من وجوه الأنبياء والمرسلين والأماكن المقدسة والآيات القرآنية، وهناك دعوة من المكان لحضور علماء الأديان الثلاثة، وجميع العلماء والأولياء من أهل الأرض، وجميع السحرة، إلى أن يأتوا جميعا للمكان، فإما أن تكون المعجزات تنزيلا من الله العلي الحكيم، وإما أن تكون باطلة، ويتحمل هو ووالده تلك المسؤولية.
وتأييدا لحسام، قالت الإعلامية هند فرحات إنها زارت الضريح، ورأت الصور، زاعمة وجود إعجاز بهذا المكان، وأن هذا الموضوع خارج نطاق الشريعة، وفوق مستوى الإدراك العقلي.
والأمر هكذا، هاجم المحامي بالنقض، أحمد مهران، خادم الضريح.
واتهم مهران في مداخلة هاتفية للبرنامج، الخادم بالنصب والاحتيال على المواطنين.
وأوضح أن حسام ووالده سعيد "طلبا من موكلي، محمد حسن غراب، أموالا لشراء المنزل الملاصق للضريح، بدعوى أنه سيكون مهبط سيدنا جبريل الذي سينادي منه على المهدي المنتظر".
وتابع: "فيه إيصالات أمانة على حسام بـ24 ألف جنيه، ومش هسيبه، ولازم أسجنه بها".
وتابع: "حررت محاضر ضد خادم الضريح ووالده، وتنظرها النيابة العامة في الزقازيق، بتهمة النصب على موكلي"، مؤكدا أن الخادم لا يؤدي فروض الصلاة.
وفي السياق نفسه، هاجمت أستاذة الطب النفسي بجامعة الزقازيق، الدكتورة أسماء عبد العظيم، خادم الضريح.
وقالت، خلال لقائها في البرنامج: "خادم الضريح يمارس "بيزنس" مشبوها، ويمارس سحرا وشعوذة، بدليل أن أهل القرية لم يعترفوا بالضريح".
وأضافت أن هناك حالة لاستمالة المواطنين لجمع التبرعات، قائلة: "خادم الضريح معروف عنه ممارسة السحر، وقد تكون العفاريت هي التي رسمت صور الأنبياء على جدران الضريح".
ومن جهته، علَّق الدكتور عبد الله النجار، الأستاذ بجامعة الأزهر، على الأمر بالقول: "أشعر بالخجل لإثارة مثل هؤلاء القضايا التي تسرق العقول، وتخيب الآمال فيمن يروجون لهذه الأفكار".
وحذر من أن الإرهاب يبدأ بسلب العقول وتخريبها، وبالعقل صار الإنسان إنسانا، وأن كل عمل يصرف العقل عن الأعمال الهادفة هو شق من الإرهاب، ودجل يفوق الدخل العادي، بل هو ازدراء للأديان.
ودعا إلى القبض على مروجي هذه الأفكار باعتبار أنهم نصابون، مقترحا تشكيل لجان للكشف عن قواهم النفسية، والعقلية، ومتهما إياهم بالدجل وتخريب العقول متسائلا: "من يعرف صور الأنبياء حتى يتم تصويرها؟".
وغير بعيد، تحدَّى الإبراشي خادم الضريح بالقول: "ما دامت لديك كل هذه القدرات ما تحرر القدس، وتقضي على الجماعات التكفيرية في سيناء"، محذرا من الاتجار بالدين، والدجل، والشعوذة.
ويُذكر أن الإعلاميين الموالين للسيسي يجنحون بين الفينة والأخرى إلى تسليط الأضواء على موضوعات الجن والسحر والشعوذة، كنوع من الإلهاء للمواطنين عن القضايا والشواغل الحقيقية لهم في الحياة، لاسيما عندما تحدث أزمات داخلية كبرى كأزمة رغيف الخبز التي تسببت فيها قرارات حكومية بتقليل حصص المواطنين من مستحقي الدعم لها، ما أدى إلى احتجاجات شعبية واسعة يوم الثلاثاء الماضي.