أعلنت فرق الهلال الأحمر الليبي في العاصمة الليبية
طرابلس، مقتل مدني، وجرح تسعة آخرين من المشاركين في اشتباكات بين مسلحين معارضين لحكومة الوفاق الوطني ولاتفاق الصخيرات السياسي، وبين آخرين تابعين لوزارة داخلية حكومة الوفاق.
وسيطر فرع الأمن المركزي أبو سليم، بإمرة عبد الغني الككلي، على مقر قصور الضيافة، أحد أهم تجمعات القوات الموالية لحكومة الإنقاذ الوطني، التي كانت مقرا للمجلس الأعلى للدولة قبل إخراجه في شهر تشرين الثاني/ أكتوبر من العام الماضي.
وتدور الاشتباكات في حي الأندلس وقرقارش وقرجي وغوط الشعال وباب بن غشير، ومحيط القصور الرئاسية"ركسوس" غرب العاصمة الليبية طرابلس، بين كتيبة من مدينة مصراتة يقودها نوري فريوان، وأخرى تابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق الوطني يقودها هيثم التاجوري.
وأعلنت الفرقة الأولى التي يقودها هيثم التاجوري، والتابعة لداخلية حكومة الوفاق، أن عمليتها العسكرية تأتي في إطار مطاردة من وصفتهم بـ"المجرمين والخاطفين" والخارجين عن القانون، الذين يروعون سكان مناطق وأحياء غرب العاصمة، وعلى الأخص حي الأندلس.
بينما بررت كتيبة نوري فريوان في بيان لها الاشتباكات الجارية، بأن قوات هيثم التاجوري هاجمت الكتيبة قرب المصرف التجاري الوطني المكلفة بتأمينه واحتجزت ستة أفراد من الكتيبة وعدد من السيارات، مطالبة كشرط لوقف هذه الاشتباكات خروج الفرقة الأولى من مقر المصرف.
من جانبه حذر الهلال الأحمر في العاصمة طرابلس سكان مناطق "حي الأندلس، قرجي، الحي الإسلامي، غوط الشعال" من الخروج من بيوتهم بسبب الاشتباكات التي يستعمل طرفاها الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدافع مضادة للطائرات.
وطالب المجلس البلدي طرابلس المركز من طلاب المدارس العامة والخاصة والجامعات والمعاهد بعدم الذهاب، بسبب الظروف الأمنية، وهو ما تسبب في خلو معظم شوارع العاصمة الرئيسة وإغلاق محطات الوقود.
رواية أخرى
في الجهة المقابلة قالت مصادر عدة لـ"
عربي21" إن للصراع في العاصمة طرابلس وجها آخر، ما بين مؤيدين لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، والمعارضين لها من مؤيدي حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة خليفة الغويل.
وذكرت المصادر أن رئيس حكومة الإنقاذ الوطني خليفة الغويل، كان على وشك إبرام اتفاق مع مناطق "ورشفانة" غرب العاصمة طرابلس، يقضي بفتح الطريق الساحلي، المغلق من مسلحي ورشفانة منذ قرابة عامين، بعد عملية فجر
ليبيا في يوليو/ تموز 2014.
وأفادت تلك المصادر، بأنه عقب فتح الطريق الساحلي الرابط بين العاصمة طرابلس، ومدن غرب البلاد حتى الحدود مع تونس، فستدخل كتائب مسلحة من مدينتي الزاوية وصبراتة إلى طرابلس كدعم لحكومة الإنقاذ الوطني برئاسة خليفة الغويل. وبالتالي السيطرة على أجزاء واسعة غرب طرابلس وأجزاء من الزاوية وصبراتة.
وصرحت المصادر المتطابقة بأن قوات هيثم التاجوري وهاشم بشر، التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق، استبقت خطوة دخول قوات مؤيدة لحكومة الإنقاذ، بقطع الطريق عليها، وتوسيع نفوذ المسلحين المؤيدين لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.
وتتبع كل تلك الكتائب قانونيا وإداريا الجهات الرسمية الحاكمة في العاصمة طرابلس، سواء أكانت وزارة الدفاع أم الداخلية، ويتقاضى منتسبوها رواتبهم من تلك الجهات، إلا أن الولاءات لأشخاص يقودون تلك الكتائب ومعظمهم ليس له صفة عسكرية أو أمنية.
وتشكل الكتائب الموالية لحكومة الوفاق تحالفا متماسكا وهي كتيبة التاجوري وقوة الردع وكتيبة غنيوة وقوة الردع الخاصة وكتيبة النواصي، فيما يتمثل تحالف الكتائب الموالية لحكومة الإنقاذ في الحرس الوطني كتيبة البركي والأمن الرئاسي إضافة إلى لواء الصمود والقوة الوطنية المتحركة.
مصراتة في قلب الصراع
هذا وطالبت قوات عملية البنيان المرصوص، التي تشكل مدينة مصراتة القوة الضاربة فيها، جميع المسلحين في العاصمة طرابلس، بوقف القتال، وعودة كل طرف إلى مقره، وإطلاق سراح المعتقلين، وفتح الطرق في العاصمة أمام حركة المواطنين.
وهددت عملية البنيان المرصوص بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفتها بالتصرفات "غير المسؤولة" وأنها ستتدخل كقوة حفظ أمن وسلام في أحياء العاصمة الغربية.
حفتر يسيطر ويقصف
وفي سياق مختلف قصفت طائرة تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، قاعدة الجفرة الجوية، جنوب مدينة سرت، في ساعة مبكرة من اليوم الأربعاء، والتي تتخذ قوات سرايا الدفاع عن بنغازي مقرا، لانطلاق هجومها على مناطق الهلال النفطي.
وأفاد الناطق باسم مستشفى العافية في هون بمنطقة الجفرة، سالم الأمين، لـ"
عربي21"، بوصول ثلاثة عشر جريحا من قوات سرايا الدفاع عن بنغازي، إثر القصف الجوي.
يشار إلى الناطق باسم قوات عملية الكرامة، أحمد المسماري، أعلن عن استعادة القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر السيطرة على موانئ وحقول الهلال النفطي شرق ليبيا، إثر هجوم بري وبحري وجوي على ائتلاف قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني، وآخرين من سرايا الدفاع عن بنغازي.