أطلقت مجموعة من الشبان الهواة للمسرح فرقة
مسرح جوال، تجوب أرجاء
ريف إدلب وحماة واللاذقية، وتقدم الدعم النفسي والتعليمي للأطفال، خاصة المتسربين من المدارس تحت وطأة ظروف الحرب.
وتنشط الفرقة التي أُطلق عليها اسم "تجمع شباب سراقب" في ستة مراكز أسست حديثا من قبل شبان متطوعين في أرياف إدلب واللاذقية وحماة المحررة.
وفي لقاء أجرته "عربي21" مع مؤسس تجمع شباب سراقب، أحمد خطاب، قال: "لقد بدأنا العمل المسرحي في 2008، وبسبب الحرب خسرنا بعض رفاقنا، لكني قررت وأخي محمد متابعة العمل المسرحي في 2014".
وأضاف: "بدأنا بأربعة متطوعين، والآن أصبحنا 12 متطوعا، ونشاطاتنا متنوعة، فمن مسرح العرائس إلى الكرنفالات، إلى مسرح الكبار".
وأكد خطاب أن فرقته تهدف إلى "تقديم الدعم النفسي والتعليمي للأطفال السوريين الذين عانوا ويلات الحرب، وتخفيف الألم الذي يعيشونه"، مشيرا إلى أنهم يقدمون "مسرحيات وقصصا تحمل في مشاهدها العبرة للكبار أيضا".
وكانت هيئة "أنقذوا الأطفال الخيرية الدولية" كشفت، في تقرير لها الأسبوع الجاري، أن 89 بالمئة من الأطفال السوريين يعانون مما أسمته الهيئة "الجراح الخفية"، وهي أزمات صحية ونفسية وعقلية أصيب بها الأطفال بعد سنوات الحرب الست؛ جراء مشاهد الدم والدمار التي عايشوها أثناء الحرب.
وفي هذا السياق، تحدث خطاب لـ"عربي 21" عن واحدة من عشرات القصص التي حصلت مع فرقته، قائلا: "أثناء كرنفال سراقب التعليمي، لاحظنا تناوب أخوين على حضور الفعاليات، ولدى تعقبنا للأمر، تبين أن الطفلين -اللذين لم يتجاوز عمرهما العاشرة- يعملان لإعالة أسرتهما في إحدى المحلات المجاورة، وكانا يعملان بالتناوب؛ حتى لا يخسرا العمل، ويتمكنا في الوقت ذاته من حضور الفعاليات".
وأضاف أن "الموقف الأكثر إيلاما كان عندما حضرت أختهما الكبرى إلى الكرنفال، وكانت في الـ14 من عمرها، لكنها توقفت عن متابعة تعلمها منذ ست سنوات، "فمستواها التعليمي كان لا يتعدى الصف الثاني؛ نظرا لحالة التنقل الدائمة التي تعيشها الأسرة بفعل ظروف القصف والهرب لأماكن أكثر أمنا ورخصا".
وأشار خطاب إلى أن "الحياة مليئة بالأفكار والمواقف والقصص التي من شأنها أن تحفز تفكير الصغار؛ لذلك فهم يعتمدون على الحياة اليومية في ابتكار مسرحياتهم ونشاطات الكرنفالات التي يقومون بها".
ويحمل غالبية المتطوعين في تجمع شباب سراقب الشهادة الجامعية، كما أن بعضهم تلقى تعليما وتدريبا حول التعليم في زمن الأزمات والحروب؛ لذا فإنهم يعتمدون على التعليم من خلال اللعب.
وتعدّ عملية التعليم من خلال اللعب من أكثر الوسائل التعليمية نفعا، خاصة بالنسبة للأطفال الذين تعرضوا لصدمة انفعالية، كما هو حال غالبية الأطفال السوريين.