حرص عدد من أنصار رئيس الانقلاب، عبدالفتاح
السيسي، من الإعلاميين والمحللين السياسيين وأعضاء في مجلس النواب، منذ إعلان البيت الأبيض، أن السيسي سيبدأ
زيارة لواشنطن، في الثالث من نيسان/ أبريل المقبل، على تسويق تلك الزيارة باعتبارها "فتحا جديدا" في العلاقة بين البلدين، مؤكدين أنها ستشهد بناء "جبهة عالمية لمحاربة
الإرهاب"، وزيادة الدعم العسكري.
وأصدر عضو مجلس النواب خالد عبد العزيز فهمي، بيانا، الثلاثاء، قال فيه إن زيارة السيسي إلى أمريكا تُعد بداية فعلية لبناء علاقات جديدة ومتميزة لصالح الدولتين، بل العالم أجمع، مؤكدا أنها ستبني جبهة عالمية لمحاربة الإرهاب، وإعادة منطقة الشرق الأوسط عامة إلى الاستقرار، والعالم أجمع.
ورأى عبد العزيز، في بيانه، أن
مصر كدولة إقليمية ومحورية كبرى، وعقل وضمير المنطقة العربية؛ تمتلك الحلول المتوازنة لحل الأزمات السورية والليبية والعراقية، قائلا إن القضية الفلسطينية تشهد كيف تعاملت مصر بنظرة مستقبلية سبقت الجميع لحل جذري لتلك المشكلة، وإن الجميع اعترف بعدالة الطرح المصري لجميع الأطراف المتصارعة بعد فترة، وفق رأيه.
ومن جهته، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، اللواء كمال عامر: "نثق في قدرات الرئيس السيسي في إعادة هذه العلاقات إلى سابق عهدها لاسيما أن الإدارة الأمريكية الجديدة تعلم أن مصر أهم الركائز في المنطقة خاصة في حربها ضد الإرهاب".
وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية المصري السابق، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، محمد العرابي، أن هذه الزيارة ستضع حجر أساس للعلاقات المصرية الأمريكية الجديدة، بحسب تعبيره.
ومن جهته، أشار أستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، إلى أنه لا بد من إعلان الإدارة الامريكية الجديدة استئناف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، على حد قوله.
وقال، في تصريحات صحفية: "كلنا يعلم أن قائد المنطقة المركزية الأمريكي كان في زيارة لمصر منذ عدة أيام، وأعلن عن استئناف المساعدات، إلا أن الإعلان الأهم يجب أن يأتي من رأس السلطة في أمريكا، وهو دونالد
ترامب".
وشدّد فهمي أن أمريكا عليها أن تعلن إعادة استئناف مناورات "النجم الساطع"، بين القاهرة وواشنطن مرة أخرى، التي توقفت في خلال السنوات السابقة.
أما المحلل السياسي، يوسف أيوب، فرأى أن علاقة "السيسى وترامب" تتسم بكثير من التفاهم، وقليل من الخلاف، زاعما أن مصر الدولة الوحيدة في العالم التي كانت متأكدة من فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.
وقال أيوب، في مقال مطول له، الثلاثاء، إن القضية المهمة في التلاقي بين السيسي وترامب، تتعلق بمكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى أن "ترامب وصل الآن إلى قناعة بأن القضاء على الإرهاب يجب أن يبدأ باستئصال الجذور، والمقصود هنا جماعة الإخوان، لذلك فإن العمل يجرى حاليا على إقرار مشروع قانون في الكونجرس يعتبر الإخوان جماعة إرهابية محظورة، لذلك فالطريق أصبح مفتوحا أمام تعهد ترامب لذلك"، وفق قوله.
ومن جهتها،، خصصت صحف مصرية موالية للسيسي، ملفات كاملة للزيارة المرتقبة.
وتناولت صحيفة "اليوم السابع" الزيارة، الثلاثاء، في صفحات عدة، تحت عنوان "السيسي وترامب.. الطريق إلى
تحالف استراتيجي جديد"، خلصت فيها إلى أن الزيارة تؤسس لذلك التحالف الاستراتيجي الجديد بين البلدين، وفق وصفها.
ورأت أن الرئيس الأمريكي، يتعامل مع رئيس الانقلاب، بمنطق "الرجل القوي المسيطر"، مضيفة أن قضايا السلام والتنمية في الشرق الأوسط والإرهاب وفلسطين وسوريا وليبيا هي على رأس ملفات زيارة واشنطن.
وتابعت "اليوم السابع": "بشهادة إعلام الغرب.. السيسي وترامب على اعتاب "تحالف استراتيجى"..أسوشيتدبرس تنبأت بـ"علاقات قوية" بسبب الإرهاب.. "كارنيجي" وصف "ترامب" بـ"فرعون البيت الأبيض".. و"BBC": الرئيسان لديهما "لغة مشتركة" و"إعجاب متبادل".
وأردفت: "السيسي وترامب" يرممان شروخ القاهرة وواشنطن بعد "سقطات أوباما".. "البيت الأبيض" يصحح المسار بعد رهانات الإدارة الأمريكية السابقة على الإخوان ومعاداة "30 يونيو".. وصفحة جديدة من العلاقات خلال أيام".
وكان السيسي أعلن، عقب لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، بقصر "الاتحادية"، بالقاهرة، الاثنين، أن القضية الفلسطينية ستكون محل تباحث مع الرئيس الأمريكي.