نشرت مجلة "تايم"
رسالة مفتوحة للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، من اللاعبة الحاصلة على الميدالية الذهبية لأمريكا في رياضة المبارزة ابتهاج محمد.
وفيما يلي نص الرسالة، التي ترجمتها "
عربي21":
عزيزي الرئيس ترامب
إن تمثيل الولايات المتحدة في الألعاب الأولمبية كان أكبر شرف لي في حياتي، ولن أنسى المشي خلف العلم الأمريكي الذي أحترمه في افتتاح الألعاب وحولي بقية أعضاء الفريق، وكل واحد منهم يمثل رياضة من الرياضات، وكانوا من مختلف الأديان والأعراق، ذلك التنوع هو أمريكا: يوحدنا حب بلادنا.
قصتي هي قصة بلدة صغيرة في أمريكا، في بلدتي مابلوود في نيوجيرسي كان السؤال دائما أي رياضة سألعب، وليس إن كنت سألعب رياضة أم لا، أنا لا أتحدث عن الرياضة بل عن الفرصة -الفرصة للاجتهاد وإيمان الشخص بقدره، وهذا هو ما جعل قصة أمريكا فريدة وتختلف عن كل ما سبقها، وقصتي وقصة كل أمريكي آخر أيضا.
أنا أحب أمريكا؛ لأن كلانا متميز، ولدينا عيوب في الوقت ذاته –أشخاصا وأمة- ومسؤوليتنا المشتركة شعبيا هي أن نحترم إمكانيات بعضنا، وهذا هو سبب كتابتي لهذه الرسالة.
أنا صورة عن الحلم الأمريكي، حيث درست في مدرسة خاصة، وأخبرني والداي المحبان لي بأنه بالجد والاجتهاد يمكن لي أن أكون أي شيء أريده، وبالإيمان بنفسي وعدم القبول بالرفض كسرت حواجز وصورا نمطية، فكنت أول امرأة مسلمة تلبس الحجاب وتمثل أمريكا في الألعاب الأولمبية، ومنّ الله علي بالفوز بميدالية أولمبية مع فريقي في ألعاب ريو، فكنت امرأة سوداء مسلمة في رياضة ليست معروفة بشكل كبير، وفي أكبر مسرح دولي.. تحديت التسميات وأردت أن يرى العالم أنه لا تناقض بين كوني مسلمة وكوني أمريكية.
ولكن عندما أستمع لك أشعر بأن القصة التي ترسمها مختلفة تماما، يبدو أنك ترى أن اللاجئين الذين يفرون من
الإرهاب هم أصل الإرهاب بدلا من كونهم ضحايا له، ويبدو أنك ترى أن مشاركة بلدنا في إعادة توطين اللاجئين هي "صفقات سيئة"، بدلا من كونها مثالا مشرقا لمواقف أمريكا دائما، يبدو أنك ترى حجابي تهديدا وسببا للخوف، لقد قلت: "أعتقد أن الإسلام يكرهنا"، وهذا ليس فقط خطأ، بل إنه يثير الخوف والكراهية، وكما رأينا فإنه يثير العنف ضد المسلمين وأماكن عبادتهم، بالتأكيد لم تكن هذه هي نيتك –لا أريد أن أصدق ذلك، ومع ذلك فإنني أشعر أنك وإدارتك تنظرون لي وللناس الذين هم مثلي ليس بصفتنا زملاء في المواطنة، ولكن على أننا "الآخر"، وتمنع المسافرين من دول ذات إكثرية إسلامية واللاجئين السوريين، وهذا له تداعيات أبعد من الدول المدرجة في الحظر، وأشير هنا إلى تداعيات ليست فقط في المحاكم، ولكن في ستاربكس، وليست في الأخبار الليلية، ولكن في الرعب الليلي للأطفال، الذين يفكرون إن كان بيتهم وأهلهم آمنين، فهل هذا هو ما أردته عندما أديت القسم للحفاظ على دستور الولايات المتحدة؟
إن مناخ الخوف والكراهية الذي غذته وضمنت استمراره حملتك الانتخابية يكسب زخما اليوم بسبب قرارتك كونك رئيسا، فمنذ انتخابك تم فتح ملف لي في المطار، واتهمت بأني أبدو "مشبوهة"، وقيل لي في شوارع نيويورك "عودي إلى بلدك"، هذه ليست أمريكا التي أعرف، وليست هذه أمريكا التي ينظر العالم إليها للإلهام والقيادة.
هناك 3 ملايين مسلم أمريكي، يعلمون أطفالنا، ويداوون مرضانا، ويقاتلون في حروبنا، وبالرغم من هجماتكم فإنهم يستمرون في الوقوف في الخطوط الأمامية لحماية الأمريكيين كلهم، ديني يعلمني أن أساعد من هو أقل حظا مني، وأن أرفع صوتي ضد الظلم، أيها الرئيس ترامب انظر إلى الأرقام: ليست لدينا مشكلة إرهاب لاجئين، إنها ببساطة غير موجودة، لكن أخشى أن هناك حملة إرهاب واضحة تشن ضد قيمنا الأمريكية من عدل ومساواة.
لقد اختارت الحركة الأولمبية شعارها حلقات بألوان مختلفة، لكنها مترابطة لترمز إلى وحدة البشرية، وكانت الرياضة دائما رمزا للمساواة والسلام، حتى في الزمن القديم، حيث كانت تتوقف الحروب ليتم إجراء المسابقات، وبقدر ما أفتخر بكوني إحدى أوائل أمريكا، لكن ما أحبه أكثر بخصوص التجربة الأولمبية هو أن نجاحي كان وليد الفرصة والحرية كوني أمريكية.
وكان تجاوز العقبات هو التحدي الذي واجهته بصفتي رياضية، والآن علي أن أواجه التحدي ثانية بصفتي مواطنة، مثلتكم مرة، واليوم أنت تمثلني، أحثك على أن تقوم بذلك بتواضع وعمق تفكير ولطف بما يناسب مركزك الموقر، وكوني أمريكية أفريقية ومسلمة وطنية يعلمني ديني أن أبقى متفائلة، لأومن أن في استطاعتنا محاربة التعصب بالحب، ونأخذ قوتنا من التنوع، وهذا ما يجعل أمريكا عظيمة مرة تلو الأخرى.
المخلصة
ابتهاج محمد