قالت صحيفة "الغارديان" إن المهاجم
خالد مسعود (52 عاما)، الذي حاول يوم الأربعاء الدخول إلى
البرلمان البريطاني، كان في مزاج جيد ليلة رحلته إلى لندن من برايتون.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن صاحب الفندق الذي نزل فيه مسعود، قوله إنه "كان يضحك ويمزح"، مشيرا إلى أن الشرطة البريطانية نشرت صورة لمسعود، حيث قال القائم بأعمال مفوض شرطة لندن مارك رولي إن الشرطة تحاول التأكد فيما إن كان المهاجم قد تصرف بطريقة فردية نتيجة لتأثره بدعاية المتطرفين أم من خلال مجموعة.
وتورد الصحيفة ما نقلته شبكة "سكاي نيوز" عن صاحب "بريستون بارك هوتيل" صبور تومي، قوله: "لم يثر مسعود انتباهنا في شيء، فقد كان نزيلا من النزلاء الذين حجزوا في الفندق"، وأضاف أن مسعود تحدث عن عائلته، قائلا إن "والده مريض جدا"، و"لديه عائلة رائعة"، منوهة إلى أن الشرطة قامت بأخذ عينات من الغرفة التي نزل فيها، في محاولة لتركيب الاحداث الأخيرة في حياته.
ويشير التقرير إلى أن الشرطة قامت ليلة أمس بحملة اعتقالات مهمة، وأخرى اليوم، حيث احتجزت عدة أشخاص بلغ عددهم 10، فيما أعلنت عن الشخص الرابع الذي قتل في الهجوم وهو ليزلي رودس (75 عاما) من جنوب لندن، الذي توفي في المستشفى ليلة أمس متأثرا بجراحه بعد دهسه على جسر ويستمنستر.
وتذكر الصحيفة أن الشرطة لا تزال تقوم بالبحث عن عنوانين في بيرمنغهام وآخر في شرق لندن، لافتة إلى أن وكالة "برس أسوسييشن" ذكرت أن السيارات التي صودرت مرتبطة بالتحقيق.
ويلفت التقرير إلى أنه كشف عن جناية جديدة لمسعود، حيث قام بضرب رجل بموس في وجهه أثناء مشاجرة معه في حانة خمر عام 2000، مشيرا إلى أن مسعود، الذي كان يعرف في عام 2000 بأدريان إلمز، سجن لمدة عامين، وقال المحامون الذين تابعوا القضية إنه وعائلته أجبروا على ترك نورثيام في مقاطعة ساسكس بعد الحادث، حيث تم نبذهم من السكان.
وتفيد الصحيفة بأن المحكمة استمعت إلى أن إلمز كان واحدا من اثنين من السود، اللذين يعيشان في قرية ري في الوقت الذي حدث فيه الاعتداء، الذي ترك بيرز موت بندبة عمقها 8 سنتمترات في وجهه.
ويورد التقرير نقلا عن إدريان بيكر، الذي عاش في نورثيام لمدة 25 عاما، قوله لوكالة "برس أسوسييشن" إن إلمز كان معروفا في المنطقة بأنه "شخصية مثيرة للمشكلات"، وأضاف: "أنا مندهش، فلم تبد عليه أي من علامات التدين وكان يذهب إلى حانة الخمر المحلية"، وتابع قائلا: "أتذكر مشكلة مع رجل اسمه بيرز موت، وكان هذا قبل فترة طويلة، وأعرف أن إلمز كان شخصية مثيرة للمشكلات".
وتنوه الصحيفة إلى أن مسعود ولد باسم أدريان رسل أجو، حيث نشأ في تانبريدج ويلز مع أخوين غير شقيقين، وغير اسمه عندما تزوجت والدته، وقال زميل له من مدرسة هانتلي الثانوية إنه شعر"بالصدمة الشديدة جدا جدا" عندما علم أنه قام بالهجوم، وقال ستيوارت نايت الذي يدير ملحمة في تانبريدج ويلز: "كان شخصية جيدة جدا، وكان طالبا ذكيا، ويحب الرياضة، وكان في فريق الرغبي".
وأضاف نايت للصحيفة أنه فقد الصلة مع مسعود بعدما ترك المدرسة في سن الـ 16 عاما، وقال: "كان محبوبا، ولديه أصدقاء، وكان واحد من طالبين أسودين في مدرسة من 600 تلميذ، ولا أعرف إن كانت لديه صديقة، لكنه كان يحب الحفلات والأوقات الجميلة".
وينقل التقرير عن رولي، قوله إن الاعتقالات التي جرت في الليل كانت في ميدلاندز، وتم احتجاز رجل وامرأة صباح اليوم الجمعة في مانشستر، واعتقل 8 أشخاص منذ يوم الأربعاء، وأفرج عن سيدة، وأضاف رولي، الذي يدير أيضا وحدة مكافحة الإرهاب، أن التحقيقات في هجوم مسعود تتركز على دوافعه وتحضيراته والمحيطين به.
وبحسب الصحيفة، فإن رولي قدم تفاصيل عن التحقيقات التي أطلق عليها اسم "عملية كلاسيفك"، وقال إن البحث جار في خمسة عناوين مع تفتيش 16 بيتا، صودرت منها 2700 قطعة، بالإضافة إلى أن الشرطة اتصلت بـ 3500 شاهد، منهم ألف كانوا على جسر ويستمنستر يوم الهجوم.
ويشير التقرير إلى أن رولي أكد وفاة رودس من سترتام، وهو أرمل متقاعد يعيش وحيدا، ووصفه جاره فيليب ويليامز بأنه "أطيب رجل قابلته في حياتي"، بالإضافة إلى مقتل كل من المفتش كيث بالمر والمدرسة الإسبانية أيشا فريدي، وقال رولي إن 50 شخصا من 12 جنسية أصيبوا، منهم 31 احتاجوا إلى علاج في المستشفى.
وتورد الصحيفة نقلا عن الشرطة، قولها إن مسعود لديه سجل في السوابق الإجرامية، منها التسبب بالأذى الجسدي وحيازة السلاح، حيث ارتكب أول جرم في عام 1983، وآخر جرم ارتكبه كان عام 2003 عندما كان يعيش في إيستبورن عندما ضرب رجلا على أنفه أثناء مشاجرة.
ويكشف التقرير عن أن مسعود تزوج فرزانة مالك في ميدوي في كينت في أيلول/ سبتمبر عام 2004، وتشير تقارير إلى أن مسعود أضاف لسيرته الذاتية معلومات، منها أنه درس اللغة الإنجليزية في السعودية عام 2005، وعاد إلى
بريطانيا عام 2009، عندما أصبح "مدرسا كبيرا" في كلية تعليم اللغة الإنجليزية للأجانب في لوتون، وأنشأ في عام 2012 مدرسة لتعليم اللغة الإنجليزية "اقرأ" في بيرمنغهام.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن رولي دعا إلى المساعدة في التحقيق، حيث قال: "نحن راغبون بالاستماع إلى أي شخص يعرف خالد مسعود جيدا".