ظهر الصراع الخفي الذي استمر لعدة سنوات بعيدا عن وسائل الإعلام
الإيرانية، فيما بين المرشد الإيراني علي
خامنئي والرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي
نجاد هذه المرة إلى العلن، بعد ما هاجم أحمدي نجاد بصورة غير مباشرة في خطابه المرشد خامنئي خلال كلمة ألقاها في إقليم الأحـواز.
وقال نجاد: "هل الثمانون مليون إيراني لا يفهمون وأنت تفهم؟ 97% من الشعب الإيراني يجتمعون لاختيار مطلبهم، ولكن يقول هذا الخيار غير جيد ويضر باقتصادنا".
وأضاف نجاد: "هل أنت فقط من يعرف كيف يُشخّص السيء؟ هل بإمكانك أن تأتي لنا بأدلة على أنك أعلم من هذا الشعب".
وأشار أحمدي نجاد إلى الحملة التي يتعرض لها شخصيا وأنصاره قائلا: أنتم اجتمعتم وتقومون بالتعبئة وتهاجمون لتقولوا للشعب الإيراني بأن هذا الخيار سيئ وخطأ، ولكن 97% من الشعب الإيراني يقول بأن هذا العمل يجب أن يتم وأنتم تقولون: لا"، في إشارة إلى دعوة أحمد نجاد لعدم التصويت لحميد بقائي، مرشح نجاد في
الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة.
وواصل نجاد
هجومه الذي وُصف بأنه ضد المرشد قائلا: "من أنت؟ هل يمكن أن تقول لنا من أين أتيت؟ من الذي منح لك هذه الصلاحيات غير هذا الشعب؟".
وتابع نجاد هجومه الشرس على الموقف من مرشحه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية قائلا: "الإيرانيون قاموا بالثورة ضد الشاه حتى لا يَرَوْا أناسا كهؤلاء". وأضاف: "هؤلاء هم العذاب الإلهي ويجب أن نتحد جميعا ونطرد الشيطان من بلادنا".
ورصدت "
عربي21" ردة فعل وسائل الإعلام الإيرانية على كلمة نجاد، حيث اعتبر بعضها بأنه كان يقصد
روحاني وليس المرشد.
لكن مستشار الرئيس روحاني، حسام الدين آشنا كان له موقف واضح من تصريحات نجاد، واعتبرها موجهة للمرشد خامنئي وليس لروحاني، وذلك من خلال استطلاع قام به على حسابه الرسمي على موقع تويتر.
وتساءل آشنا: تصريحات أحمدي نجاد في الأحـواز.. كانت موجهة ضد أي شخص بصورة كبيرة؟ الرئيس أم المرشد أم المحافظين؟
وصوت أغلب المشاركين على أن هجوم نجاد كان موجها بالدرجة الأولى للمرشد خامنئي.
وقال موقع "كلمة" المقرب من التيار الإصلاحي: المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي كان المخاطَب الرئيسي في كلمة أحمدي نجاد المثيرة للجدل.
وأضاف موقع "كلمة": "نهى المرشد نجاد عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولكن نجاد أعلن دعمه لنائبه الأسبق والمرشح الحالي حميد بقائي، كما أعلن أنه لن يلتزم هذه المرة الصمت في حال تم رفض ترشيح الأشخاص الأكفياء والصالحين.
يذكر أنه بعد نهي المرشد لنجاد عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية، حاول الأخير الالتفاف على مطلب خامنئي من خلال دعمه لنائبه السابق حميد بقائي للوصول إلى منصب الرئاسة الإيرانية.
ويقول الإصلاحيون بأن الراحل هاشمي رفسنجاني حذر المرشد من نجاد، وأكد له بأنه سينقلب عليه لاحقا كما انقلب عليه شخصيا في وقت سابق، حيث إن رفسنجاني كان من الداعمين لنجاد، وهو من أوصله إلى منصب عمدة طهران قبل وصوله إلى الرئاسة الإيرانية، ولكن بعد ما أصبح رئيسا للبلاد، تحول إلى أشرس عدو لرفسنجاني.
ويصف الإصلاحيون نجاد وأنصاره بأنهم تيار منحرف وخرج عن جادة الثورة الإيرانية، وأن وجوده شخصيا أو مساعديه وأنصاره في مناصب حساسه في البلاد، سوف يشكل خطرا وجوديا على النظام الإيراني، وأن فترة رئاسته السابقة لمدة ثماني سنوات أثبتت ذلك.