أثارت احتفالات أقامتها وحدات حماية الشعب الكردية أمس الثلاثاء، بعد مجزرة خان شيخون، غضبا عارما وردود فعل وانتقادات حادة وسط الناشطين السوريين.
واحتفل أنصار وحدات حماية الشعب الكردية، بيوم ميلاد زعيم حزب العمال الكردستاني التركي، عبد الله أوجلان الذي يصادف 4 نيسان/أبريل، بإحدى ساحات مدينة منبج، أمس الثلاثاء.
وبحسب ناشطين فإن هذه الاحتفالات التي تخللتها رقصات شعبية، لم تكترث لضحايا مجزرة الكيماوي في مدينة
خان شيخون بإدلب، التي نفذتها طائرات النظام السوري، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 100 قتيل و500 جريح، غالبيتهم من الأطفال.
وعبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن غضبهم بسبب ما قيل إنه استخفاف من وحدات حماية الشعب الكردية بمقتل المئات من المدنيين، وقال الصحفي قتيبة ياسين: "بعد كيماوي خان شيخون بساعات احتفلت ميلشيات صالح مسلم بعيد ميلاد أوجلان في مدينة منبج المحتلة تحت شعار أخوة الشعوب".
وأضاف ياسين على "فيسبوك": "هذه ليست أخوة للشعوب، بل أخوة للأسد وأسرته وشقيقته بشرى، ملعون هذا الوطن الذي جمعنا بكم".
بدورها، نشرت صفحة "منبج مباشر" شريطا مصورا يظهر جانبا من حلقات الدبكة في الاحتفال، وكتبت: "عصابات قسد تحتفل اليوم بعيد ميلاد عبد الله أوجلان زعيم حزب "البي كي كي" بالرقص والموسيقى الصاخبة، بينما تبكي
سوريا كلها 100 شهيد و400 مصاب من الأطفال والنساء والشيوخ بمجزرة الكيماوي في خان شيخون، ويتحدثون لنا عن أخوة الشعوب والشعارات الكاذبة".
وقال إبراهيم الحسين، مخاطبا المحتفلين بلهجة محلية: "ما تستحون على وجوهكم"، وتابع حساب "المحمد ماري": "إن لم تستح فافعل ما شئت"، وتساءلت صفحة "منبج الفيحاء": "مئات الشهداء والمصابين وأنتم تحتفلون، أليس فيكم رجل رشيد؟".
ونشر "محمد الحاج أحمد" صورا تظهر بعض وجوه المحتفلين، وتحت هاشتاغ "مجزرة خان شيخون" قال: "حذاري أن ننسى هذه الوجوه".
وغرد جوان محمد: "لو كان أوجلان طليقا، فإن إنسانيته ستدفعه إلى عدم السماح لكم بهذا الاحتفال، بينما يموت المئات في خان شيخون".
يذكر أن تركيا التي تصنف "حزب العمال الكردستاني" على قائمة الإرهاب، لا زالت تحتجز زعيمه عبد الله أوجلان، الذي تسلمته بعد اعتقاله في العاصمة الكينية نيروبي في شباط / فبراير عام 1999.