صاحب الصندوق الأسود ينقلب على السيسي.. والسبب (شاهد)
القاهرة- عربي21- حسن محمود11-Apr-1709:05 PM
شارك
عبد الرحيم علي شدد على أن إعلان الطوارئ ضرب بالدستور عرض الحائط - أرشيفية
شن الإعلامي والبرلماني، عبد الرحيم علي، هجوما لاذعا على نظام حكم رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، بعد إقرار "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، الثلاثاء، لقانون الطوارئ، دون استيفاء شرط تصويت أغلبية ثلثي الأعضاء له.
واعتبر "علي" أن إعلان الحكومة حالة الطوارئ دون اجتماع مجلس النواب، بالعدد الكافي، للموافقة على القرار، هو ضرب بالدستور عرض الحائط، مشيرا إلى أن مصر تتجه إلى "الحضيض"، وفق تعبيره.
وتساءل: "هل يُعقل أن يعلن رئيس الحكومة حالة الطوارئ منفردا في وقت كان فيه البرلمان غير مجتمع، رغم أن الدستور ينص على ضرورة موافقة ثلثي البرلمان؟".
ووافق مجلس النواب المصري بعد ظهر الثلاثاء بالإجماع على قرار، رئيس الانقلاب العسكري، عبد الفتاح السيسي، فرض حالة الطوارئ اعتبارا من الواحدة بعد ظهر الاثنين، بحسب ما قالت قناة النيل للأخبار الرسمية.
ويشترط الدستور موافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب على فرض حالة الطوارئ في غضون سبعة أيام من إعلانها لمدة محددة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، ويجوز تمديدها لمدة أخرى مماثلة بعد موافقة ثلثي الأعضاء.
وكانت الحكومة المصرية وافقت الاثنين على قرار السيسي، بإعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من الاثنين.
وفي تصريحات لمحرري البرلمان، بمقر المركز الصحفي في مقره، تساءل عبدالرحيم علي، مستنكرا: "إلى هذا الحد الاستهانة بالدستور، إلى هذا الحد تُصادر صحيفة (يقصد صحيفته "البوابة")، لأنها تحدثت عن تقصير أمني، وطالبت بإقالة وزير الداخلية؟".
وتابع "علي" هجومه: "وصل الحد المسموح بالانتقاد في مصر إلى أن تصبح أقل من الوزير، أهذا يعقل؟"، وزاد: "قيل لنا يا تشيل الخبر يا نصادر الصحيفة".
وردا على سؤال حول من الذي خيره بين حذف الخبر أو مصادرة الصحيفة، أجاب: المطبعة.
وحول موقف نقابة الصحفيين، قال: "ننتظر موقف النقيب الجديد من أزمة مصادرة عدد "البوابة"، وسأكتب مجددا عن مطلب إقالة وزير الداخلية في الصفحة الأولى، وسأكتبها على جبهتي.
وقال: "سأنشره اليوم وغدا وبعد غد في الصفحة الأولى، وأقول إن 50 شهيدا (يقصد ضحايا تفجيري الكنيستين) في رقبة وزير الداخلية".
وتابع "علي" أن المتفجرات وصلت إلى وسط الدلتا، وأُعدت في أحزمة ناسفة، وتم تفجيرها، وفي النهاية لا تريدني أن أقول "تقصير أمني"؟، مجيبا: "لا.. هذا تقصير أمني، وأنا أصر على ذلك".
وقال إنه يصر على إصدار عدد "البوابة" بالعنوان نفسه، الذي تمت مصادرة الجريدة بسببه، مضيفا: "سأعيد نشر نفس العنوان في الجريدة كل يوم، ومُصرّ على ذلك حتى لو كلفني ذلك حياتي، وحتى ولو على جبيني.. ولو اعتقلتُ سأعيد نشره".
و"عبد الرحيم علي" هو رئيس مجلسي إدارة وتحرير صحيفة "البوابة" المشتبه بارتباطها بأجهزة سيادية، كما أنه عضو "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، فضلا عن أنه صاحب برنامج "الصندوق الأسود" التليفزيوني، الذي تخصص في بث التسريبات المحرجة لمعارضي الانقلاب، ونشطاء الثورة، من خلال علاقته الوثيقة بالمخابرات الحربية التي أمدته بتسجيلات للمعارضين لنشرها في برنامجه التلفزيوني، كما أنه أبرز الموالين للفريق "أحمد شفيق"، وشريكه في مشروع "البوابة نيوز" الإعلامي.
وكانت صحيفة "البوابة نيوز" ذكرت على موقعها، مساء الاثنين، أنه تمت مصادرة عددها الذي سيصدر الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، بعد مصادرة عددها، الاثنين.
وأصدرت الصحيفة بيانا جاء فيه: "يصدمنا قرار الرقابة بمصادرة عدد "البوابة" من المطبعة، وهو أمر جلل وخطير، ليس فقط في ما يتعلق بمستقبل حرية الصحافة في مصر، ولكن لمسيرة الحرية والديمقراطية بشكل عام".
وتضمن العدد الجديد المصادر صورة للعدد الذي تمت مصادرته بمانشيت يقول: "حوادث التفجير الأخيرة وراءها تقصير أمني فادح".
تعليق النشطاء
ومن جهتهم، علق نشطاء على انقلاب عبد الرحيم علي، على نظام السيسي، ووزير داخليته، بالقول إن قانون الإرهاب أسوأ من قانون الطوارئ، وإن هجومه على وزير الداخلية ربما يكون بضوء أخضر بهدف التخلص منه.
وسقط 46 قتيلا وأصيب أكثر من مئة آخرين في انفجارين وقع أولهما في كنيسة بطنطا وسط الدلتا، والثاني أمام كنيسة بالإسكندرية، ثانية كبرى المدن المصرية بعد العاصمة القاهرة، فيما أعلن "تنظيم الدولة" مسؤوليته عن التفجيرين.