في سعيها لتأكيد استمرار دعمها للواء المتقاعد
خليفة حفتر؛ استقبلت دولة
الإمارات الأخير بحفاوة، ووصفته بـ"القائد العام للجيش الليبي"، وهي صفة لم تلق توافقا في الداخل الليبي، وذلك خلال لقاء جمعه وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، الذي ثمّن دور حفتر في "محاربة الإرهاب" والقضاء عليه، وأكد دعم بلاده له.
وأثارت هذه الزيارة في هذا التوقيت عدة تساؤلات حول دلالة التوقيت، حيث تقاتل قوات "حفتر" في الجنوب الليبي قوات تابعة لحكومة الوفاق في طرابلس؛ هل سيطلب حفتر من أبو ظبي دعمه عسكريا؟ ولماذا تصر الإمارات على دعم حفتر؟ وماذا ستقدم له؟
وجه قبيح
وقال الضابط برئاسة الأركان الليبية في طرابلس، عادل عبدالكافي، إن استمرار دعم الإمارات لحفتر، واستقباله بحفاوة وكأنه رئيس دولة؛ ما هو إلا "تمادٍ في إظهار الوجه القبيح للإمارات، والحاقد على ثورة الليبيين وإرادتهم" على حد تعبيره.
وتوقع عبدالكافي في تصريحه لـ"
عربي21" أن يستمر الدعم الإماراتي لحفتر مهما كانت النتيجة، لكن هذا سيصطدم بالتغيرات في التحركات السياسية وردود الفعل الدولية، والتي كان آخرها إدانة جرائم الحرب التي ارتكبها حفتر في بنغازي، وكذلك إلغاء اعتماد الفريق عبدالرزاق الناظوري كرئيس أركان لليبيا بمجلس الأمن، ونقل الاعتماد إلى المجلس الرئاسي".
وقال الكاتب الصحفي الليبي عبدالله الكبير لـ"
عربي21"، إن "أحداث الجنوب التي تمضي في غير صالح حفتر؛ هي السبب الرئيس لزيارته أبو ظبي، وذلك بحثا منه عن دعم إضافي لتحويل المواجهة لمصلحته".
ليست المرة الأولى
لكن الناشط الحقوقي، المقرب من معسكر حفتر، عصام التاجوري، أكد أن "الزيارة لا تختلف عن سابقاتها، كون المشير حفتر حظي بذات البروتوكولات العالية المستوى من قبل، احتراما واعترافا بدوره وصفته وفقا للأعراف الدولية".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "الإمارات تتعامل مع المشير حفتر كقائد عام للقوات المسلحة الليبية التي تخوص حربا ضد الإرهاب، وهذه قضية مشتركة".
وحول ما إذا كانت زيارة حفتر تنطوي على تباعد بينه وبين نظام الانقلاب في
مصر؛ قال التاجوري إنه "لا يمكن قراءة زيارة روتينية للقائد العام حفتر للتنسيق والتشاور بالجهود المبذولة عربيا لمكافحة الإرهاب، على أنها تباعد بين الدولة الليبية والشقيقة الكبرى مصر".
مناكفة قطر
من جهته؛ قال المحلل السياسي الليبي، وليد ماضي، إن "هناك تغيرا كبيرا في المعادلة الآن، وإن التأثير العربي في القضية الليبية، وخصوصا الخليجي، لن يخرج عن التصور الأمريكي الذي لم يظهر بعد بشكل واضح ومباشر".
وبخصوص زيارة حفتر للإمارات؛ قال ماضي لـ"عربي21" إن "هناك مناكفة خليجية (قطرية-إماراتية) مستمرة بخصوص الأزمة الليبية"، لافتا إلى أن "هذه الزيارة جاءت كرد فعل لزيارة رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية عبدالرحمن السويحلي ورئيس الحكومة فائز السراج إلى قطر الأسابيع الماضية".
ورأى الناشط السياسي الليبي المقيم في إيطاليا، محمد فؤاد، أن "أبو ظبي لا تكتفي بالدعم المباشر لحفتر، بل تحاول استخدام سياستها للتأثير في صناع القرار الغربي باتجاه دعمه"، مشيرا في حديثه لـ"
عربي21" إلى وجود "بعض المشكلات بين حفتر وبين النظام المصري، الذي اضطر مؤخرا إلى التعامل مع حكومة السراج، للحصول على بعض المكاسب الاقتصادية".