شكل إعلان الرئيس
الإيراني السابق،
محمود أحمدي نجاد، الأربعاء، عن ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، مفاجأة للأوساط السياسية بالبلاد، فيما هاجمه مقربون من المرشد الإيراني
علي خامنئي، خصوصا أن الأخير سبق أن طالبه بعدم الترشح.
وقال نجاد لحظة ترشحه: "رغم نهي المرشد عن مشاركتي في
الانتخابات الرئاسية إلا أن هناك ضغوطات ومطالب واسعة من قبل الشارع الإيراني دفعتني للترشح".
وبعد إعلان ترشح نجاد بدقائق، هاجمه مقربون من مكتب خامنئي واتهموه بالعمالة، وأنه مدفوع من جهاز الاستخبارات البريطاني "MI6" الذي اتهموه بدوره بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
وفي هذا الصدد قال علي نادري من موقع "رجا نيوز"، الجناح الإعلامي لقوات الحرس الثوري الإيراني: "اليوم شاهدنا خطة ولعبة استخباراتية بريطانية للتدخل والتأثير على مجرى الانتخابات".
من جهته كتب البرلماني الإيراني البارز والقيادي في تيار المحافظين، مهدي كوجك زادة، رسالة خطية قصيرة لأحمدي نجاد، بعنوان "هذا فراق بيني وبينكم"، معلنا انشقاقه عن تياره.
وقال مهدي كوجك زادة في الرسالة الخطية التي اطلعت عليها صحيفة "
عربي21" وترجمت مضمونها: "خلال السنوات الماضية دافعت عنك بشدة (أي أحمدي نجاد) ضد الهجوم والاتهامات التي وجهت ضدك، انطلاقا من اعتقادنا بأنك تنتمي إلى المستضعفين والإسلام المحمدي النقي".
وأضاف: "لكن اليوم وخلافا لأوامر إمام المجاهدين والمستضعفين والمضطهدين (خامنئي) رشحت نفسك للانتخابات الرئاسية، وأنت اليوم كما ظلمت (مخالفة أوامر المرشد) تظلم".
وفي أول تعليق على ترشح نجاد قال علي أكبر صالحي وزير خارجية إيران في حكومة نجاد: "يجب طاعة أوامر المرشد".
وشكل ترشح نجاد ضربة قاسية لمكانة خامنئي في إيران، بدأت تظهر ملامحها بقوة من خلال تصريحات البرلمانيين والمسؤولين، وحتى في وسائل الإعلام المقربة من المرشد.
ونشرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية رسالة أحمدي نجاد الموقعة باسمه، عندما تعهد من خلالها لخامنئي بأنه لن يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تلبية لرغبة المرشد، في إشارة إلى نقضه للعهد الذي قطعه مع خامنئي.
وفي أحدث تصريحات لنجاد نقلتها وكالة "فارس" الرسمية حول أسباب تحديه رغبة المرشد وإعلانه الترشح للانتخابات قال إنه سجل في قوائم المترشحين "دعما لنائبه السابق حميد رضا بقائي الذي سجل هو الآخر معه، ووفاء أخلاقيا لوعده الذي قطعه بتقديم الدعم له".
وقال أحمدي نجاد في تصريح للصحفيين إن حضوري وتسجيل اسمي هو لدعم "بقائي" صرفا وأنا ملتزم أخلاقيا بما وعدت به (من تقديم الدعم له).
وقال أحمدي نجاد: "إننا اليوم بحاجة إلى العزم الوطني والوحدة وبذل الجهد الدؤوب للوصول إلى المكانة اللائقة بنا".
وحول تسجيل اسمه للانتخابات الرئاسية، اعتبر توصية قائد الثورة الإسلامية له بعدم الترشح للانتخابات بأنها لم تكن بمعنى النهي، وأن توصية سماحته لا تمنع حضوره فيها.
واعتبر أن هنالك طلبات شعبية لترشيحه للانتخابات، وأضاف: إنني ملتزم أخلاقيا بوعدي الذي قطعته وإن تسجيلي اسمي هو لمجرد تقديم الدعم للسيد بقائي"، وقال: "إنني أدعم السيد بقائي بكل قوة".
يذكر أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها الثانية عشرة ستجري يوم 19 أيار /مايو القادم وبالتزامن معها تقام أيضا الانتخابات البرلمانية التكميلية لعدة مدن في 4 محافظات وكذلك انتخابات المجالس البلدية والقروية.