بدأت تتضح تفاصيل
خطة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تنقسم إلى ثلاثة مراحل تنتهي برحيل رئيس النظام السوري بشار
الأسد، حيث عبرت الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات عن بداية تنفيذ هذه الاستراتيجية.
ولخصت الخطة الأمريكية في محاور ثلاثة، هي: "هزيمة تنظيم الدولة، واستعادة الاستقرار في
سوريا منطقةً تلو الأخرى، وتأمين مرحلة انتقالية سياسية يتنحى الأسد في نهايتها"، حسبما نقلت وسائل إعلام أمريكية.
هزيمة تنظيم الدولة
على الرغم من أن الضربة الأمريكية لقوات الأسد شكلت الهجمة الأولى، إلا أنه لا رغبة في استخدام الجيش الأمريكي في خلع الأسد. فقد قال هربرت مكماستر، مستشار الأمن القومي لترامب، الأحد، إنَّ الولايات المتحدة لا تخطط لإرسال المزيد من القوات البرية.
ووفقا لما صرح به وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الأسبوع الماضي، فإنه "لا تزال أولويتنا هي هزيمة تنظيم الدولة"، حسبما نقلت وسائل إعلام أمريكية.
وتستعد الولايات المتحدة وقوات المعارضة الحليفة للهجوم عليها في الأسابيع المقبلة على مدينة الرقة السورية التي اتخذها تنظيم الدولة عاصمة له، حيث خسر الأخير جزءا كبيرا من أراضيه التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا.
إعادة الاستقرار لسوريا
وطبقا للخطة الأمريكية، فإن إدارة ترامب ستحاول بعد هزيمة تنظيم الدولة التوسط لإبرام اتفاقية وقف إطلاق نار في المنطقة بين حكومة الأسد والمعارضة السورية. مع العلم أنَّ مثل هذه الاتفاقيات لم يُلتَزَم بها قط.
وصرحت إدارة ترامب عن "مناطق استقرار انتقالية"، حيث ستكون مختلفة عن "المناطق الآمنة" التي فكرت إدارة أوباما بها لكنَّها لم تنفذها قط، لأنها تتطلب حضورا عسكريا أمريكيا لفرضها، إلى جانب التعريض المحتمل للقوات الجوية الأمريكية للدخول بمواجهة مع القوات الجوية السورية.
وستكون حكومة الأسد طرفا في مناطق الاستقرار تلك، ويمكن للقوات الجوية الأمريكية أو العربية حراسة هذه المناطق دون الاشتباك مع الطائرات السورية، حسبما رسم في الخطة.
وتعول أمريكا على عودة القادة المحليون الذين أُجبِروا على الفرار من سوريا، لقيادة حكومات محلية. وقد يساعد أولئك القادة المحليون في تأمين الخدمات الأساسية والحفاظ على الأمن في سوريا. الفكرة أنَّ قوات سنية ستحمي مناطق السنة، ومثلها بالنسبة للمناطق الكردية، فسوف تحميها قوات كردية.
ويأتي هذا الترتيب إلى إنشاء سلطة انتقالية تحكم سوريا مؤقتا، حيث سعت محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة إنشاء مثل هذه السلطة لسنوات، لكنَّها لم تفلح ومنيت بالفشل.
انتقال سلمي السلطة
وعلى الرغم من تضارب تصريحات مسؤولي إدارة ترامب حول مستقبل الأسد، فإنَّ هذه الخطة الجديدة تشتمل على انتقالٍ سلمي للسلطة. ويمكن لمغادرة الأسد لمنصبه أن تتم بالعديد من الطرق، حسبما نقلت وسائل إعلام أمريكية.
وواحدة من تلك الاحتمالات هو أن تُجرَى انتخاباتٌ بموجب دستورٍ جديد، يمنع الأسد من الترشح فيها.
وأسوأ احتمال لرحيل الأسد بمثل الطريقة التي رحل بها الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، أو صدام حسين في العراق، اللذين قُتِلا بعد خلعهما من الحكم.
وفي احتمال آخر، استغلال التهديدات باتهام الأسد بارتكاب جرائم حرب باعتبارها ورقة ضغط. ومع أنَّ الإدارة الأمريكية تؤمن بإدانة الحكومة السورية، فإنَّ ما يهم هو ربط جرائم الحرب بالأسد نفسه، لكن مقاضاته سيكون أمرا صعبا لاعتبارات قانونية وجيوسياسية.
وحسبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية، إنه
روسيا ليست وحدها من يؤيد الأسد، وإنَّما إيران أيضا. وحتى الآن لم تذكر الإدارة الأمريكية أي شيءٍ حول العمل مع طهران لتعزيز السلام في سوريا.
ولكنَّ الإدارة الأمريكية مع ذلك تعتقد أنَّ التحقيق بارتكاب جرائم حرب، وتوفير منفى آمن خارج سوريا، ربما في إيران أو روسيا، قد يكون إجراء مقنعا.
وكشف مسؤولون أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي الأسبوع الماضي في موسكو، بأنَّ هذا العرض والرحيل الطوعي للأسد هو الخيار المفضل للإدارة الأمريكية.
وفي مؤتمر صحفي له قال تيلرسون: "كلما مر الوقت، زادت احتمالية رفع تلك القضية. وهناك أشخاص بعينهم يعملون على تحقيق ذلك الأمر".
ماذا بعد الفترة الانتقالية؟
يصر المسؤولون في الإدارة الأمريكية الجديدة على أنَّ المشاركة الروسية مهمة لإنهاء الحرب، بالنظر إلى النفوذ الذي حازته روسيا في سوريا بعد مساعدة الأسد على استعادة أكبر المدن السورية.
وتسعى أمريكا إلى الحصول على الدعم الروسي من خلال ضمان وصول الروس إلى قاعدة طرطوس البحرية، وقاعدة اللاذقية الجوية في أي سيناريو لفترة ما بعد الأسد. ومع ذلك، فمن غير الواضح كيف يمكن للولايات المتحدة تقديم مثل هذه الضمانات بالنظر إلى عدم التأكد من هوية وانتماء حاكم سوريا في تلك المرحلة.
وأكد المسؤولون أنَّ تيلرسون قد نقل الخطوط العريضة لهذه الخطة إلى بوتين والمسؤولين الروس في موسكو، بينما طلب من روسيا توضيح مصالحها الأساسية.
ووفقا لوسائل إعلام أمريكية، فإن المسؤولين قالوا إنَّ تيلرسون لم يسع للحصول على إجابةٍ فورية، وطلب من الروس التفكير في الأمر. ومن غير المعلوم متى سوف ترد روسيا على هذا المقترح.