هذه الحيلة البسيطة يمكن أن تساعدنا على فهم الكثير بأقل درجة من الحساسية الشخصية؛ لأن استخدام النص الموازي يستبعد الواقع وأشخاصه ومشاكله ليركز أكثر على الموضوع والقيمة والمعنى
الانقسام هو الخطر الذي يستوجب أن نفكر فيه، لكي ننتبه لمعركتنا المصيرية، وهي معركة لا يعنينا فيها سلوك رامي مالك الفني ولا الشخصي، بل يعنينا مدى خدمته لقضايانا العادلة من عدمه
القتل ليس تفويضاً مفتوحاً لأي شخص، فالقتل خارج القواعد جريمة، سواء كان القاتل إرهابيا يتحرك بقوانينه الخاصة محاولا فرضها على مجتمع لم يتفق معها فيها ولم يسمح بتشريعها، أو كان القاتل ضابطاً رسمياً لا يستوفي معايير القتل القانوني ويستسهل إطلاق الرصاص
لا تحدثني عن الدستور في ظل وجود الطاغية الوضيع، لا تحدثني عن بنود ونصوص لا نحصل منها إلى على الفقر والقمع والخوف والتمزق.. حدثني عن القرية المنكوبة، كيف تستفيق وتطرد اللص القاتل وتعيد صياغة حياتها بما يليق من حرية وكرامة وعدل وحياة فاضلة، فأول الدستور أن نكون مواطنين لا ضحايا، شعباً لا رعايا
كما تقتضي شروط الالتحاق بكليات الطيران مثلا إجراء فحوصات شاملة للطالب الذي يتقدم للدراسة، بحيث يتم الاطمئنان على توفر الصفات الصحية والنفسية والعصبية التي تؤهله لقياد طائرة، فمن الضروري أن نطبق هذه المعايير بنفس الجدية على المتقدمين للمناصب المؤثرة في قيادة البلاد، وفي مقدمتها منصب رئيس الجمهورية
القصة إذن متشابكة وعميقة الجذور، ولا يصلح معها حلول الاستقطاب بين طرفين، حتى لو كان أحدهما ضحية الآخر بشكل واضح، وإليكم القصة العميقة على غرار مصطلح "الدولة العميقة"
الخلاصة، أننا لن نصبح "جرساً يرن" إلا إذا نجحنا في إعادة تركيب "الأشلاء" وفق كتالوج علمي سليم، ولكي ننجز هذا، لا بد من أدوات ورؤية. والمحزن المحبط أن من معهم الأدوات لا يملكون الرؤية أو يتعمدون تضبيبها، ومن معهم الرؤية لا يملكون الأدوات، ولهذا يستمر الجرس أشلاءً لا ترن
لكن هل استمر كما كنت؟ وهل ألوك أيامي بتكرار مقيت لا يفضي إلى جديد، معلقا في مساحة باهتة بين عدم الخنوع وعدم الفعل، بين اللا سلم واللا حرب؟ هل أهرب من الأسئلة الصعبة إلى ملجأ الـ"بين بين"؟
تأملت ما تيسر من مشاهد المظاهرات في السودان، فوجدت ما يغنيني عن السؤال، وانصرفت عن الجدال الكلامي الدائر بشأن الإهمال الإعلامي للمظاهرات، وكذلك بشأن الخلاف حول توقيت الثورة..
الصراع دموي بين من يحتكرون كل شيء لأنفسهم وبين بشر خلقهم الله مجبولين على الحرية والبحث والحفاظ على حياتهم من التهلكة، لكن لماذا ينتهي الصراع بنصرٍ خسيس لصالح الجبابرة، وفي كل مرة يدفع بروميثيوس وسنودن وجمال خاشقجي الثمن؟ وهل تستطيع "تايم" وأخواتها تغيير نتيجة الصراع لصالح "حراس الحقيقة"؟
ما خاشقجي إلا "نقطة دم" نتعامل معها كعينة للدماء البشرية المهدورة في كل أرض وفي كل زمان، ومن هنا يكتسب الدفاع عن "الفرد" مشروعية الدفاع عن كل المقتولين غدراً، بل ومشروعية الدفاع عن الإنسانية