مهمة الأنبياء وخلفائهم من الأولياء والمجددين؛ تزداد صعوبة كلما ازدادت مظاهر دين الحق التي يتدثَّر بها الشرك، إذ يزداد التلبيس كثافة على العامة، وتقل قدرتهم على التجرُّد من أوهاق الشرك
من المؤكد أن ماركس حين قال إن "الدين أفيون الشعوب" كان يقصِد هذا اللون من الدين؛ دين الشرك في صوره المختلفة. الجاهلية المتدثِّرة بالدين.. الجاهليَّة التي تتلاعب بالدين وتوظِّف مقولاته (بعد إفراغها من مضمونها) في تغييب الوعي الإنساني، وتبرير الاستبداد والاستغلال والاستحمار
يجب على الباحِث المسلم التفرِقة في الدرس والتناول بين "الحركة الإسلامية"، و"الحركات الإسلامية". فالأولى هي المجتمع الأفق/النموذج؛ أو المثال التاريخي الذي يسعى له كل مجتمع مسلم في حركته، بدعوة الخلق إلى الله في كل أنحاء الأرض.
ليس العجيب أن يرى الإسلاميون المتصدِّرون في أردوغان مُخلِّصا ومهديّا مُنتظرا، فقد رأى هذا الجيل وآباؤه مثل ذلك وأكثر في السفاح ضياء الحق حين انقلب على ذو الفقار علي بوتو. وطبَّل أكثرهم تطبيلًا سفيها مُبتذلا لمهاتير محمد حتى انقلب على أنور إبراهيم.
الخلاصة التي نخرج بها من هذا الاستعراض المقتضب لطرائق "الإصلاح" بعد الأفغاني، هي أن مواقف تلاميذه كانت جميعها تنحو منحى حداثيّا، مثلها في ذلك مثل المعين الذي استقَت منه.
هذه إحدى أهم الاستراتيجيات الإعلامية لتقويض النموذج أخلاقيّا. فتُنزع منه تماما كل جاذبيَّة، كأن من تبنوه شرذمة ضالة من الضباع التي لا تنتمي إلى الإنسانية
تفكيك الدولة الحديثة لا ينكر أهمية السلطة السياسية في الإسلام ومحوريتها، لكنه ينزع عنها المركزيَّة الوثنيَّة التي اكتسبتها في حقبة ما يُسمَّى إعلاميّا بـ"الإسلام السياسي"، ويُنزِلها منزلتها بغير تفريط أو إفراط، بوصفها مآلا توفيقيّا لا توقيفيّا
إن خريطة التوازُنات الإقليمية يُعاد تشكيلها من جديد من خلال ما يجري في الداخل السعودي والإيراني، وطريقة كل منهما في تفكيك صلابة نظامه؛ الأمر الذي ينعكِس بالضرورة على سياساتهما الخارجية
والتعرُّف إلى سير هؤلاء وفهم دوافعهم وطبيعة إنجازاتهم، ومآلات هذه الإنجازات؛ يضع أيدينا على حقيقة التغيُّر العميق الذي حدث في وجهة الإنسانية إبَّان القرن العشرين، ويَكشِفُ معالم الفلسفة الماديَّة التي بدأت هيمنتها على العالم مع مشروع مارشال، عَقِب الحرب العالميَّة الثانية
إذا كان التفاوض السياسي هو عصب الممارسة السياسيَّة البراغماتيَّة الحديثة، فينبغي على المفاوِض المسلم، المضطر إلى تلك الممارسة؛ الجديَّة في الأخذ بثلاث قواعد حاسمة؛ أمكننا تجريدها من التصور الإسلامي وما وافقه من خبرات المسلمين المعاصرة