نحن نترك خلفنا عاما من الأعوام الصعبة؛ فالنيران التي تحيط بالجنوب الشرقي للبلاد (تركيا)، وحرب المدن وحدها كانت كافية لكي نصف عام 2015 بأنه "عام الصدامات"..
الأزمة الروسية ليست مجرد أزمة عادية. فنحن اليوم، في مواجهة دولة قادرة على القيام بإجراءات مفاجئة وصلبة، بالإضافة إلى امتلاكها لأحد أقوى الجيوش في العالم.
إن آمال الإنسان وتوقعاته وتصوراته هي التي تنتج زمانه؛ أما بالنسبة لزمان المجتمع، فالأمر مختلف تماما، فمثلا المسائل التي نعتقد أننا قطعنا شوطا طويلا فيها أمام التاريخ، ما هي إلا بطول "حبة الشعير"
كتب علي بيرام أوغلو: من أهم النتائج التي حققتها الانتخابات التركية في الآونة الأخيرة هي التغيير في السياسة المركزية؛ حيث كان كل من حزب الشعوب الديمقراطي والحزب القومي يتمتعان بصلاحيات عديدة إثر النتائج التي حصلا عليها في انتخابات السابع من حزيران.
تركيا ومنذ فترة تواجه حقيقة مرة، فبعد الربيع العربي والحرب الأهلية في سوريا أصبح هناك حالة من التشابك بين ديناميكيات المنطقة وديناميكيات تركيا. كل تطور في سوريا، كل سلطة سياسية او اجتماعية جديدة تظهر هناك، تؤثر بشكل مباشر على سياسات، وتوازن، والنظام السياسي التركي.
في خضم المفاوضات التي تجريها الأحزاب التركية، لتشكيل الحكومة الائتلافية، لا يدخل حزب الشعوب الديمقراطي في معادلة تلك المفاوضات، هذه العزلة لحزب الشعوب الديمقراطي، نتجت عن ادعاء حزب الحركة القومية، بأنه غير شرعي، والحقيقة حتى ولو ادعى حزب الحركة القومية ذلك، فهو عكس ما يقول.
بات من الواضح جدا أن جميع الأحزاب السياسية البرلمانية التركية تُرجّح خيار الحكومة الائتلافية بدل إجراء الانتخابات المُبكّرة. وبخصوص موقف حزب الحركة القومية من هذا الموضوع، فقد بات جليا خاصة بعد قيام رئيس كتلته البرلمانية "يوسف هالاج أوغلو"
كتب علي بيرم أوغلو: المسيرة التي بدأت في نهاية 2002 وجاءت بحزب العدالة والتنمية إلى سدّة الحكم في تركيا، تعرّضت لأكبر انتكاسة لها منذ ذلك التاريخ. حصل هذا بعد خسارة حزب العدالة والتنمية نسبة 9% من ناخبيه..