هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قد يكون الأهم من المؤتمر العلني، أن يأخذ القوم خلوة مع النفس لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب البيت الداخلي، وتفصيل ما يناسب ويواكب مستجدات العصر
خسارة الجماعة الأم في مصر انعكست على فروعها في المنطقة برمتها، إذ أُدرجت على قوائم الجماعات الإرهابية في بعض الدول العربية ذات الثقل السياسي الكبير في المنطقة، وهو أمر فسّره البعض بأنه نتيجة رسائل سياسية خاطئة..
في ظني أن فرص تحولات جذرية داخل جماعة الإخوان ضئيلة للغاية إن لم تكن منعدمة، خاصة بعد مرور أكثر من ست سنوات على الانقلاب العسكري دون ظهور ثمة بوادر تغييرات في فكر الجماعة ولا مواقفها ولا قيادتها..
قال المحدِّث يونس بن عبد الأعلى: "ما رأيتُ أحداً لقيَ من السقم ما لقي الشافعي؛ فدخلت عليه، فقال لي: أبا موسى، اقرأ علي ما بعد العشرين والمائة من "آل عمران"، وأخف القراءة، ولا تثقل. فقرأت عليه، فلما أردت القيام قال: "لا تغفل عني؛ فإني مكروب"!.
يثير مصطلح "الدولة المدنية" لدى الحركات الإسلامية والمرجعيات الإسلامية الكثير من الالتباس وعدم الوضوح، مما يجعل الباحث في حيرة من أمره لتحديد الموقف النهائي لهذه الحركات والمرجعيات من "الدولة المدنية"
الديمقراطية التي سمحت للبعض بمساندة حفتر الزعيم هي نفسها التي مكنت الجمهور المجهول من السخرية منه ومنهم، وهي التي تترك صندوق الاقتراع مفتوحا لإنهاء معركة طالت حتى ضيعت أمة وثورة وقضية
رغم نجاح بعض الحركات الإسلامية في مقاومة الاحتلال أو مواجهة التحديات الخارجية، فإن تجربتهم في بناء الدولة وإقامة الحكم العادل والناجح لم تكن في مستوى طموح الناس وآمالهم
يطرح سؤال عميق (لا يزال معلقا فوق رؤوس الجميع)؛ من قبيل كيف يمكن بناء مجتمع مزدهر اقتصاديا واجتماعيا خارج الأطروحات الليبرالية المتوحشة وخارج أطروحات الاشتراكية الفاشلة، وبالاستناد أساسا إلى الإسلام؟
المشكلة الآن هي في أن قوى الحرية والتغيير "قحت" تخوض المعارك الخطأ منذ اليوم الأول، وهي بحكم كونها تنتمي لليسار السوداني، فإنها ترى في الفترة الانتقالية فرصة مواتية للانتصار الأيديولوجي، وإفصاء التيار الإسلامي المنافس
لن تستسلم هذه الشعوب من جديد لمستبديها، وستواصل نضالاتها بمختلف الوسائل السلمية المتاحة لها رغم المخاطر والصعوبات، في انتظار أن تبرز قيادات جديدة..
لقد انكشف التحالف بين الأجنحة الفاشية في السيستام: جناح التجمعيين الظاهر في عبير، وجناح اليسار الاستئصالي الكامن وله أنصار من غير اليسار الصريح الذي فشل في دخول البرلمان، فحرك التجمعيون حليفهم الأبدي ووسيلتهم في حربهم الخفية والظاهرة ضد الإسلاميين. وقد فشلوا مرة أخرى
الفراغ السياسي باستئصال التيار الإسلامي تحت لافتة العزل السياسي لكل من له علاقة بالعهد البائد؛ سيستغله العسكر، ولن تستفيد منه التيارات المناوئة للإسلاميين!
في المشهد التونسي كمثال؛ نجد اليسار والنقابات تعمل على المحافظة على الوضع القائم أكثر من الإسلاميين الذين يدفعون إلى التغيير ليتخذوا لهم مكانا بعد طول إقصاء. وهو وضع مناقض لكل الأفكار والقيم التي يصف بها اليسار نفسه
"جدار الحرية" هو رسالة واضحة من تيار التجديد بالإخوان بأنه منفتح على الآخر على أرضيات مشتركة، وأنه لا يحتكر الوطنية أو الإنسانية أو حتى الفهم الصحيح للإسلام أو تمثيله
لم يسبق التوافقَ تأسيس نظري صلب للالتقاء بين الإسلاميين والعلمانيين بصورة عامة، كما لم يكن التوافق (من جهة ثانية) محكوما باستحقاقات الثورة أو بالمطلب الإصلاحي، بقدر ما كان محكوما باستراتيجية المنظومة القديمة لإعادة التموقع والانتشار داخل مؤسسات الدولة
الذين أسقطوا ابن علي ليسوا استئصاليين، وإن خاب ظنهم في الجميع لكنهم يثابرون على بلد بلا استئصاليين، وسيكون لهم ما يريدون ولو بعد حين