هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سواء أتحقق مطلب التيار الديمقراطي (تكوين حكومة بغير حركة النهضة) أم تحققت رغبة النهضة (تشكيل حكومة مع قلب تونس)، فإن المستفيد الأعظم سيكون "المنظومة القديمة" التي ستضمن تواصل هيمنتها على الحقل السياسي، مهما كان السيناريو الذي ستعرفه تونس في الأيام القادمة
عض الأحزاب المحسوبة على الثورة تساعد على ذلك، لمجرد الاختلاف الأيديولوجي مع الحزب الأكبر (حركة النهضة)، مثلما حدث في مصر تماماً؛ حيث أضاعت الثورة بدافع الحقد والكراهية للإخوان المسلمين الفائزين في جميع الاستحقاقات الإنتخابية! والخوف كل الخوف أن تضيع ثورة الياسمين كما ضاعت ثورة يناير
إذا لم يفصل السياسيون بين آليات إدارة الشأن الوطني وبين آليات الصراع الإقليمي؛ فإن بلادنا ستصبح (وقد بدأت) ساحة للصراعات الخارجية، وسينقسم التونسيون على أنفسهم بين المحاور؛ ينشغلون عن قضاياهم الحقيقية في التنمية والتشغيل..
لم تتحقق المصالحة الحقيقية التاريخية التي راهن عليها قادة حركة النهضة وانخرطت فيها جزئيا أطراف وطنية محلية وأجنبية
لعل من باب المفارقة أن يكون أكبر خطر على الديمقراطية في تونس هو "العائلة الديمقراطية" بالمعنى الموروث من العهد الاستبدادي. فأغلب تلك القوى تصوغ خطاباتها ومواقفها داخليا وخارجيا بمنطق التناقض الرئيسي مع الإسلاميين والتناقض الثانوي مع المنظومات الاستبدادية الحاكمة، مهما كانت الأسس المتهافتة لشرعيتها
التونسيون يخوضون بعضهم ضد بعض، حربا مدمرة للنسيج المجتمعي وللوشائج الأهلية وللسلم المدني، ولحظوظنا في مستقبل يستقر فيه أبناؤنا وبناتنا.
لقد اكتشفوا عجزهم عن توليف الشوارع على نفس القاعدة الفكرية الاستئصالية، فقد تحررت عقول كثيرة من تأثيرهم، وهم ينحسرون كريح فاسدة إلى زوايا ومواقع يحفظون بها قدراتهم على إنتاج الحنين الأليم إلى مجد لم يصنعوه وإنما غنموه من مغامرين بلا أخلاق
"حرب اللوائح" قد أكدت أن حركة النهضة ماضية في خيارها الاستراتيجي القاضي بالتطبيع مع المنظومة الحاكمة بشروط تلك المنظومة، أو في الحقيقة بشروط سادتها في فرنسا
التناقض الأكبر في الحالة التونسية هو أن أهم الفاعلين السياسيين الذين يُفترض بهم محاربة الفساد؛ قد أصبحوا هم أنفسهم (إلا نادرا) متهمين بالفساد أو على الأقل بالتواطؤ معه في الحد الأقصى، أو التغطية عليه والتساهل معه في الحد الأدنى
الذهاب إلى المعارك الحقيقية التي يحتاجها الشعب، والتي لا تجعل الغنوشي هدفا وإنما تجعله فاعلا ضمن فاعلين يشاركون في بناء وطن.. هنا يملك الغنوشي أوراقا كثيرة، أهمها حزب منظم ويتعلم السياسة بسرعة، فيما خصومه يتلاشون في الشوارع..
استحالة الانقلاب في السياق الحالي يجب أن لا تؤدّيَ إلى استهانة الطبقة السياسية أو الحكومة بالمطالب المشروعة للشعب، فهي مطالب ستزداد حدة وإلحاحا في الفترة المقبلة
?أجد خجلا من الكتابة في موضوع اعتصام الرحيل الثاني المزمع في تونس، فهو نكتة لا تضحك حتى منظميه، ولكن رُب نكتة تكشف حالة حزينة أو جديرة بالشفقة
كل المعارك نحن من يجعلها معقدة بدون حل أو معقولة وفي متناول العقل المبدع تسويتُها، والسياسي الفاشل هو الأكثر اختلاقا للعداوات والمعارك التافهة
يُشكل مشروع صندوق الزكاة فرصة لإعادة التفاوض "سلميا" في قضية المشترك الوطني في المرحلة "ما بعد البورقيبية" (وهو ليس بالضرورة نسفا للبورقيبية، بل استئنافا أو تجاوزا جدليا لها)، ولكنه واقعيا سيكون فرصة أخرى لتعميق الصراعات الهووية وتجذير الاصطفافات السياسية على أساس ثقافوي بائس
الخلافات بين الأحزاب في تونس يتداخل فيها ما هو وطني بما هو إقليمي. فما هو وطني له آليات حسمه سواء داخل البرلمان في الجلسات العامة أو داخل اللجان ذات الاختصاص. غير أن المشكل الحقيقي هو الخلاف حول قضايا إقليمية..
بحكم غياب"خارطة طريق" واضحة في مشروع مكافحة الفساد، فإن التعاطي الحكومي مع المسألة كان تعاطيا جزئيا أو موضعيا، إن لم يكن اعتباطيا وغير قادر على تغيير شيء في واقع الحال: تحول الفساد إلى ظاهرة بنيوية في أجهزة الدولة، بل اختراقه للحياة السياسية