هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هشام الحمامي يكتب: أحد تجليات "طوفان الأقصى" أنها كشفت أشياء كثيرة للغاية، وهامة للغاية، وكادت تتحول إلى حقائق راسخة لا تُناقَش ولا تُسأل. فقد بات واضحا مثلا وبكل تأكيد أن هناك مصالح أخرى وأفكارا أخرى وروابط أخرى بين "الصهيونية العالمية والغرب الإمبريالي"..
أعاد العدوان الوحشي على قطاع غزة في ظل الدعم الغربي الكامل لدولة الاحتلال، تاريخ الحروب الصليبية في المنطقة، لاسيما بعد استحضار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "نبوءة أشعياء" وحديثه عن تحقيق ما يدعى بـ"إسرائيل الكبرى"، في مقابل تحذير أردوغان من تحويل "ما يجري في غزة إلى حرب بين الصليب والهلال"..
هكذا انتهت الفترة التي يعتبرها المسلمون عصر الخلفاء الراشدين الأربعة، وتشكل هذه الفترة، بالإضافة إلى العقد الذي حكم فيه الرسول محمد في المدينة، فترة الأربعين سنة من الإسلام الشرعي التي يسعى الإسلاميون الأصوليون المعاصرون لاسترجاعها..
لقد كان الإسلام عنصرا ضروريا وشرطا أساسا في التئام وتوحيد العصبيات العربية المتنافرة، التي لم تنجح الديانة المسيحية ولا اليهودية في تحقيقهما، مثلما أن الإسلام والعصبية شكلا شرطين رئيسيين، بالإضافة إلى عنصر الغنيمة في تأسيس الدولة العربية الإسلامية.
العداء الغربي ضد العرب والمسلمين ليس جديدا من عصر الحروب الصليبية وحتى الآن، منذ أن أعلن بابا الفاتيكان أوربان الثاني الحرب الصليبية المقدسة ضد "الكفار" المسلمين في نوفمبر 1095 بمجمع رجال الدين في مدينة كليرمونت فران الفرنسية..