تلوح في الأفق بوادر أزمة دبلوماسية بين "
إسرائيل" وألمانيا بسبب إلغاء
نتنياهو، اجتماعه المرتقب مع وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، في حين رفض الأخير الرد على اتصال رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتزامنا مع الأزمة المرتقبة، أعد موقع "دويتش فيله" الألماني تقريرا عن المنظمات الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بحقوق الفلسطينيين، التي أعلن غابرييل نيته زيارتها، فألغى نتنياهو لقاءه معه على إثر ذلك.
وقال الموقع إن الحقيقة التي تعرضها هذه المراكز مؤذية لإسرائيل، مذكرا بالمسعف العسكري، إلور أزاريا، الذي أطلق النار على فلسطيني هاجم جنودا بسكين رغم أنه كان جريحا بانتظار أنه يتم إسعافه.
وتابع التقرير: "حادثة إطلاق النار الوحشية تم تصويرها، حيث كان أحد الموظفين في منظمة حقوق الإنسان (بتسيلم) الإسرائيلية موجودا هناك، كما أن مقطع الفيديو انتشر عبر الإنترنت، وهو ما سبب غضبا كبيرا، خاصة مع الحكم المخفف الذي ناله الجندي الإسرائيلي بالسجن 18 شهرا بتهمة القتل غير العمد".
وتأسس مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم" في أواخر الثمانينيات على يد مجموعة من المفكرين والقانونيين، لتوثيق انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين ونشرها، أما منظمة "كسر الصمت" فتأسست في 2004 على يد جنود مسرحين من الخدمة، لتسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين في ظل الاحتلال.
وعن تدمير الحياة اليومية في الضفة الغربية المحتلة، قالت "دويتش فيله" إن مسحا بحثيا في 2016 أظهر أن 71% من الإسرائيليين، لا يعتقدون بوجود احتلال في الضفة، كما أظهر حساسية عند اليمينيين عند انتقاد الجيش، وهجوما على المنظمات الممولة أجنبيا، مضل من منظمة كسر الصمت رغم أنها من جنود سابقين في الجيش.
اقرأ أيضا: بوادر أزمة دبلوماسية إسرائيلية ألمانية تلوح في الأفق
وكان وزير الثقافة ميري ريغيف قد حظر سابقا عرضا فنيا أرادت فيه منظمة "كسر الصمت" توثيق بيانات من الجنود عن الاعتداءات في الضفة الغربية، لأنه رآه "دعاية كاذبة ومعادية لإسرائيل".
وبحسب التقرير: "الشهادات جُمعت من أفراد من الجيش الإسرائيلي توضح كيف كانوا يقتحمون البيوت الفلسطينية في الضفة الغربية، ويقومون بتدمير محتوياتها، والتعدي على الأملاك. بالإضافة إلى قيام الجنود بحماية المستوطنين اليهود أثناء اعتداءاتهم المتكررة على المدنيين الفلسطينيين، كما تم أيضا جمع إفادات من الجنود تتحدث عن انهيار منظومة الأخلاق داخل الجيش الإسرائيلي وهو ما أثار مخاوف الساسة وبشكل خاص حكومة نتنياهو التي حاولت قدر الإمكان تحجيم عمل المنظمة".
وليس قرار وزير الخارجية الألماني الأول من نوعه، إذا التقى رئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشيل، المنظمتين، ما دفع نتنياهو إلى الغضب، واتهام
بلجيكا بالتدخل بالشؤون الداخلية لإسرائيل، كما طالب نتنياهو رئيسة الوزراء البريطانية، ثيريزا ماي، بوقف تمويل المنظمات اليسارية.
وكان مسؤول ألماني قد كشف في آذار/ مارس الماضي بأن "العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل بلغت أدنى مستوياتها، وبشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة"، وفق ما نقله الموقع الإسرائيلي، الذي أوضح نقلا عن مسؤول الألماني، أن "البرنامج الذي أخذ نتنياهو يدفع به منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة قد أدى إلى أزمة في العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل".
ولفت المسؤول الألماني إلى أن أحد "الخلافات الأساسية، هي توسيع البناء في المستوطنات وقانون تسوية البؤر الاستيطانية".