لم يستبعد قياديون في الجيش السوري الحر؛ أن تقوم
تركيا بإنشاء قاعدة لها في شمال
سوريا، فيما تحدث قياديون آخرون عن طلب تركي بتأجيل أي عمليات ضد
الوحدات الكردية في ريف حلب في الوقت الحالي.
وفي هذا السياق، لم يستبعد القيادي في الجيش السوري الحر، مصطفى سيجري، أنّ تنشئ تركيا، بدعم من مقاتلين في الجيش الحر، قاعدة عسكرية لها في منطقة الشيخ سليمان في الريف الغربي من حلب، مؤكدا في الوقت ذاته أن كافة الخيارات مفتوحة بالنسبة للجيش السوري الحر والقوات التركية، بعد الإعلان عن انتهاء عملية
درع الفرات في آذار/ مارس الماضي.
وتأتي تصريحات القيادي في عملية درع الفرات، لـ"
عربي21"، تعليقا على ما تتداوله أوساط في المعارضة السورية، من ناشطين ومواقع إلكترونية، بهذا الشأن، لمنع حصول أي تقدّم "كردي- روسي" من ناحية عفرين إلى ريفي حلب وإدلب.
قوات روسية
وأكدت "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية" الروسية، مجددا، نشر قوات روسية برية على الحدود السورية التركية، بالقرب من مدينة عفرين، شمال حلب.
وأوضحت القناة شبه الرسمية، أن الغاية من نشر هذه القوات هي مواجهة التهديدات التركية، ضد وحدات الحماية الكردية الموجودة في المنطقة.
وكانت وسائل إعلام محلية موالية للوحدات الكردية قد نشرت الاثنين؛ صورا لقوات روسية برفقة عناصر من وحدات الحماية الكردية، في مناطق حدودية.
وقال الإعلامي شيرو علو، من مدينة عفرين: "القوات الروسية استطلعت المناطق الحدودية، بهدف تحديد نقاط التمركز الجديدة".
وأضاف علو لـ"
عربي21": "للآن لا زال التواجد الروسي في مدينة عفرين يقتصر على معسكر واحد بمنطقة كفر جنة، لكن وبحسب الأنباء فإن هناك نوايا روسية بفتح مقرات عسكرية أخرى، وخصوصا في المناطق المحاذية للحدود التركية"، وفق قوله.
وحسب علو، فإن التحركات الروسية الجديدة تتمركز في محورين، الأول في الجهة الشمالية بجانب الحدود التركية، والثاني في الجهة الجنوبية الغربية لمدينة عفرين، في منطقة جنديرس، المتاخمة لمناطق سيطرة الفصائل في محافظة إدلب.
ورأى عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني، عبد الرحمن آبو، في الخطوة الروسية؛ "بداية لتطبيق قرار دولي تم عقده بين الدول الفاعلة في الساحة السورية".
ويوضح آبو، في تصريحات لـ"
عربي21"، أن نشر كل من أمريكا وروسيا قوات في الشمال السوري، يأتي "تطبيقا لبنود الجانب المخفي من القرار الذي ينص على تقاسم مناطق النفوذ بين الدول الفاعلة، بانتظار تفعيل البنود السياسية"، على حد تعبيره.
وتابع: "هناك تواجد عسكري ملحوظ لكلا الدولتين، وإعادة انتشار هذه القوات في المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية من المالكية بالحسكة إلى عفرين بحلب، جاء بعد التصعيد العسكري التركي، ويبدو أن هذه التحركات تدلل على وجود تحولات كبيرة مرتقبة في الساحة السورية"، معتبرا أن سوريا مقبلة على التغيير الجذري، عبر البوابة الكردية، على حد تعبيره.
وتأتي التحركات الروسية في حلب والأمريكية المماثلة في مناطق خاضعة لسيطرة وحدات الحماية الكردية في محافظة الحسكة، بعد الضربات العسكرية التي وجهتها تركيا الأسبوع الماضي، لمواقع عسكرية تابعة للوحدات الكردية في منطقة "قره تشوك".
من جهته، رفض مدير العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشّام"؛ تأكيد أو نفي الأنباء المتواترة عن عزم تركيا إقامة منطقة عسكرية في الريف الغربي من حلب، لكنه قال لـ"
عربي21" إنه "لا توجد أي حشود عسكرية تركية في الوقت الحالي، من جهة قرية أطمة، المحاذية لمنطقة عفرين".
بدوره، علّق قيادي في الجيش السوري الحر، وعضو في غرفة أصدقاء سوريا "موم"؛ على تلك الأنباء، بالقول، لـ"
عربي21"، إنه "ليس هناك حتى الآن تفاصيل عن أي عمل عسكري في المنطقة"، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى وجود دراسات أمنية تركية، حول جغرافية المنطقة، قد تكون حوامل فكرة إقامة قاعدة عسكرية في الشّمال السوري.
وبحسب القيادي، فإنّ هناك برنامج تدريب تركية لعدة مجموعات من فصائل الثورة، من أجل الزج بهم في معركة السيطرة على الرقة، عبر بوابة تل أبيض، شمال الرقة، ومناطق تواجد حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) في الشّمال السوري.
وقف هجوم ضد الوحدات الكردية
وفي سياق مواز، علمت "
عربي21" من مصدر موثوق، أن السلطات التركية عرقلت هجوما عسكريا قبل يومين، كانت فصائل الجيش الحر تخطط لشنه على مناطق خاضعة لسيطرة وحدات الحماية الكردية، في محيط مدينة تل رفعت، بريف حلب الشمالي.
وأضاف المصدر: "لقد أبلغت تركيا قيادة غرفة عملية حوار كلس العسكرية (الغرفة التي تضم فصائل درع الفرات)، بوجوب تأجيل أي عمل عسكري ضد الأكراد، حتى إشعار آخر".
وتعليقا على ذلك، قال العقيد هيثم عفيسي، قائد اللواء 51، وهو أحد تشكيلات درع الفرات: "هناك توجه تركي للتهدئة في ريف حلب الشمالي مؤقتا، لإفساح الطريق أمام الجهود السياسية".
وأضاف عفيسي في تصريحات لـ"
عربي21": "ليست أوامر تركية بقدر ما هي تنسيق مع المعارضة". وقال: "منذ يومين تلقينا توجيهات تركية، تنصحنا بالتريث قليلا".
من جانب آخر، ربط عفيسي بين التوجيهات التركية، وبين اقتراب بدء الجولة الجديدة من مباحثات أستانا بخصوص سوريا، التي تسضيفها العاصمة الكازاخية يومي 3 و4 أيار/ مايو الجاري.
وقال عفيسي: "نفسح الطريق للمفاوضات السياسية ويدنا على الزناد"، مضيفا: "نحن ندعم العمل سياسي، لكن نحن على استعداد للبديل العسكري في حال فشل الحل السياسي"، بحسب تعبيره.
ويبقى احتمال التدخل التركي في الريف الغربي من حلب، من ضمن الخيارات التي يجري تدارسها من قبل القيادة التركية، مع الفصائل السورية الداعمة لها، والتي من ضمنها المشاركة في عمليات عسكرية خلف "جسر قره قوز" القريب من منبج، إضافة إلى بحث إمكانية التدخل في الريف الشمالي من إدلب، والغربي من حلب.