فاز المرشح الوسطي
إيمانويل ماكرون، بالانتخابات الرئاسية الفرنسية وذلك بعد إطاحته، الأحد، بمرشحة اليمين المتطرف مارين
لوبان في الجولة الثانية للاقتراع التي جرت اليوم، وانتهت بحصوله على 65.5 % من الأصوات، مقابل 34.5 % للوبان، وفق معطيات أولية.
ماكرون ذاك التكنوقراط، البالغ من العمر 39 عاما، أصبح أصغر رئيس في تاريخ
فرنسا على الإطلاق، وها هو الآن يدخل قصر الإليزيه من أوسع أبوابه.
وصفه بعض المراقبين بأنه ليبرالي اجتماعي، وآخرون ديمقراطي اشتراكي، فيما اعتبره البعض الآخر بـ"الظاهرة" الذي استطاع بكاريزميته بعثرة المشهد السياسي بالبلاد.
ولد ماكرون في ديسمبر/ كانون الأول 1977 بمدينة "أميان" القريبة من نهر "السوم" شمالي فرنسا، من أبوين يعملان طبيبين.
تخرج ماكرون من "المدرسة الفرنسية للإدارة" العام 2004، قبل أن يعمل مصرفيا لصالح بنك الأعمال "روتشيلد".
وفي سنّ الـ 30، كانت بدايته السياسية الحقيقية بتعيينه مقرّرا لـ "لجنة جاك أتالي" التي أطلقت النواة الأولى في عهد نيكولا ساركوزي، لـ "قانون ماكرون" الذي ستعتمده الحكومة الاشتراكية لاحقا في 2015، لإقرار إصلاحات اقتصادية.
عيّنه الرئيس السابق فرانسوا هولاند، في أيار/ مايو 2012، نائب الأمين العام لمكتب رئيس الجمهورية، ثم وزيرا مكلفا بالاقتصاد في العام 2014، في حكومة مانويل فالس الثانية، قبل أن يستقيل من منصبه في أغسطس/ آب الماضي، ويعلن بعد 3 أشهر ترشحه للانتخابات الرئاسية ممثلا لحزب "إلى الأمام" الوسطي الذي يترأسه.
ولتكوينه الاقتصادي، يسعى ماكرون إلى استكمال ما بدأه حين كان وزيرا للاقتصاد ما بين 2014 وحتى آب/ أغسطس 2016، ويصبو إلى تبني سياسية ضريبية مفيدة للشركات والأشخاص، وتحرير الاقتصاد، بالرغم من الانتقادات الواسعة التي وجهها له اليسار الفرنسي.
وخلافا لمنافسته مارين لوبين، فإن الرئيس الوسطي ماكرون يعد أكثر السياسيين المدافعين عن الاتحاد الأوروبي، ويعتزم استحداث اتفاقيات "مواطنة" كما يصفها، في جميع الدول الأعضاء بالاتحاد، من أجل الاستثمار من جديد في المشروع الأوروبي، إضافة إلى إنشاء صندوق أوروبي للدفاع.
كما ينوي، أيضا، استحداث منصب وزير للاقتصاد والمالية لمنطقة اليورو، يتكفل بمهام إدارة ميزانية المنطقة، تحت إشراف برلمان يضم النواب الأوروبيين للدول الأعضاء.
وجمعت ماكرون قصة حب خيالية منذ أن كان مراهقا لا يتعدى سنه 15 سنة، بأستاذته في مادة الفرنسية
بريجيت ترونو التي كانت تكبره بـ 24 عاما.
بريجيت كانت حينذاك متزوجة وأم لـ 3 أطفال، لكن رغم ذلك لم يثن ماكرون عن حبها ووعدها بالزواج منها مهما تطلب الأمر.
وبعد مرور سنوات التقيا، وكانت بريجيت قد انفصلت عن زوجها، فقررا الزواج، وهو ما حصل في 2007.
واليوم، لا تعتبر بريجيت (63 عاما) أمّا فحسب، وإنما هي أيضا جدّة لـ 7 أحفاد، علاقتهم جميعا (الأبناء والأحفاد) جيدة بماكرون، وفق الزوجين.
وساعدت بريجيت زوجها في حملته الانتخابية منذ الوهلة الأولى، وقال ماكرون لقناة تلفزيونية فرنسية: "لا أخفيها، وهي هنا في حياتي، ودائما كانت معي"، وقبلها في خطاب انتخابي له الشهر الماضي على المسرح، قال لمؤيديه: "أنا مدين لها بالكثير؛ لأنها عملت الكثير لتجعلني الشخص الذي أنا عليه الآن"، وقال إن زوجته لن تكون أبدا وراءه، وأضاف: "لو تم انتخابي، آسف لو تم انتخابنا، فستكون هناك، وسيكون لها دور ومكان".
وتصف وسائل الإعلام الفرنسي شريكة الرئيس الحالي لفرنسا بأنها "المرأة العظيمة التي تقف وراء ماكرون".