ثمّن ملتقى العدالة والديمقراطية (يضم 20 حزبا وهيئة سياسية من دول عربية مختلفة) ما وصفها بالتحركات السريعة التي بادرت بها دولة الكويت وتركيا والمغرب وعدد من الدول العربية لاحتواء الأزمة الخليجية وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها.
وشدّد –في بيان له الثلاثاء- على "أهمية وحدة وتماسك واستقرار دول مجلس التعاون، والعمل الجاد على حل الخلافات الداخلية من خلال الحوار الأخوي".
ودعا جميع من وصفهم بالعقلاء وأصحاب الرأي إلى ضمّ جهودهم إلى جهود التهدئة، سعيا للحوار وحل الخلافات التي قال إنه لن يخرج منها أي منتصر، داعيا أيضا أبناء الخليج "لرأب الصدع، والحفاظ على وحدة الصف، ووأد فتنة تمزيق أواصر الأخوة بين الشعوب".
وقال إن أعضاء ملتقى العدالة والديمقراطية، من سائر أنحاء العالم العربي والإسلامي، تابعوا "بأسف وانشغال، تسارع أحداث الأزمة في منطقة الخليج العربي، من قطع للعلاقات مع دولة
قطر وتمزيق لأواصر الأخوة بين شعوب المنطقة، واستقطابات تؤدي إلى مزيد من التفرقة التي يسعى البعض لوقوعها، بينما شعوب الأمة وحكمائها مع نبذ الفرقة ورص الصفوف والحوار والتهدئة".
وأضاف: "فوجئ الملتقى بالتصريحات التي تُحرّض على حركة
حماس، وهو إذ يثمّن عاليا جميع المواقف المساندة للمقاومة الفلسطينية والمناصرة لقضايا الأمة، يؤكد أن شعوب أمتنا العربية والإسلامية تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية، وتنظر إلى حركة حماس بأنها حركة مقاومة مشروعة ضد الاحتلال الصهيوني الذي يمثل العدو المركزي للأمة، وأنها تدافع نيابة عن كل الأمة عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين".
كما دعا ملتقى العدالة والديمقراطية المملكة العربية
السعودية إلى إعادة النظر في التصريحات التي تُحرّض على "حماس" أو أي إجراءٍ يصب في نفس الإطار، لأنها تسيء للقضية الفلسطينية ولمواقف المملكة تجاه قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
ورأى الملتقى أن "الأمة اليوم تعاني من مشاريع تسعى لتفتيتها أو الهيمنة عليها أو التوسّع على حساب أمنها واستقرارها، ولا يُواجه المشروعُ إلا بمشروع، مما يستدعي الابتعاد عن كل ما يشتت الجهود ويضعف التركيز والاهتمام بالأزمات المشتعلة في سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين، حتى لا نقدم الفرصة لتلك المشاريع لتحقيق ما تخطط له من فوضى أو توسّع أو تقسيم".
وقال إن "الإصرار على محاربة التيار الإسلامي الوسطي، وهو المتجذّر في مجتمعاته، أو تسييس مصطلح الإرهاب وإصدار لوائح بحق من سبق تكريمهم لعلمهم وجهدهم في محاربة الفكر الإرهابي كالشيخ يوسف القرضاوي، هو فتح للطريق أمام مجموعات متشددة ليتم توظيفها لتفخيخ واقع المنطقة وإضعاف مناعتها في وجه المخططات والمشاريع التي تستهدفها".
واستطرد قائلا: "ليس الوقت وقت صراعات بينية داخل مجتمعاتنا، وعلينا أن نتوحد في مواجهة ما يكاد لمنطقتنا من مشاريع توسّع أو تطرف أو هيمنة".
ونوه الملتقى – الذي يترأسه القيادي الإسلامي البارز ورئيس حزب "تواصل" الموريتاني محمد جميل منصور- إلى أنه "كان وسيبقى من الدعاة إلى وحدة صف الأمة العربية والإسلامية التي تتعرض للعديد من المؤامرات من داخلها وخارجها"، مختتما بقوله: "حمى الله بلادنا وشعوب أمتنا من كيد الكائدين والمتربصين".
يذكر أنه تم تدشين ملتقى العدالة والديمقراطية عام 2015 بمبادرة من المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، بهدف تطوير وتبادل التجارب في الفكر السياسي، والديمقراطية والحكم الرشيد، والدفاع عن حقوق الإنسان، ودعم وحدة الأوطان واستقرارها ونهضتها، وقام المشاركون فيه بتسجيله كهيئة غير حكومية في مدينة جنيف بسويسرا.