خاشقجي يكتب لفايننشال تايمز: ماذا بعد قرار قيادة المرأة؟

علق الكاتب السعودي جمال خاشقجي، في مقال له بصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية على سماح سلطات بلاده للمرأة بقيادة السيارة لأول مرة في تاريخ المملكة، مشددا على ضرورة أنه لا ينبغي أن تتوقف الإصلاحات عند هذا الحد، مستنكرا حملات الاعتقالات الواسعة في المملكة.

وقال خاشقجي إنه شارك لسنوات في حملات تمنح النساء هذا الحق، وتحدث عما تعرَّضت له النساء السعوديات في أثناء مطالبتهن سابقا بالسماح لهن بالقيادة، حتى إنهن أصبحن منبوذات.

وأضاف: "تم نبذ هؤلاء النساء من قبل المسؤولين الحكوميين، الذين دائما ما ادعوا أنهم يتعرضون لضغوط من رجال الدين المحافظين. ولكن السهولة التي تمّ بها رفع الحظر طويل الأمد عن قيادة المرأة، تظهر بوضوح أن للحكومة سلطة سياسية (والكلمة الفصل) في دفع الإصلاحات قدما".

ودعا خاشقجي من أساء للنساء السعوديات وأذلهن إلى الاعتذار، وقال إن على الحكومة والشعب السعودي تكريمهن.

وتابع: "شهدت المملكة العربية السعودية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، وللمرة الأولى أيضا، مشاركة العائلات باحتفالات اليوم الوطني. كما أن الشباب رقصوا في الشوارع، وعلت نغمات الموسيقى الصاخبة. كان هذا مشهدا لطالما حلمت به، لكن لم أجرؤ على الأمل بأنه سيتحقق في حياتي".

ورأى فيما كتبه في "الفايننشال تايمز" أن هذه التغييرات مفاجئة بشكل غير متوقع ومرحب بها على نطاق واسع في البلاد.

وأكد أن الإصلاحات التي ينبغي أن تطبقها المملكة، يجب ألا تتوقف عند السماح للمرأة بقيادة السيارة.

وانتقد خاشقجي حملة الاعتقالات الواسعة التي شهدتها المملكة، وندد باعتقال رجل الأعمال جميل فارسي، الذي قال عنه إن "واحدا من عشرات السعوديين من كل أطياف الفكر السياسي، متهمون بعدم تقديم دعم غير مشروط لسياسات الحكومة".

ولفت إلى أن العديد من هؤلاء المعتقلين انتقدوا حملة الحكومة السعودية ضد قطر، وهاجم وسائل إعلام  بسبب "شيطنتها" للمعتقلين السعوديين على مواقفهم السياسية.

وقال إن "شيطنة المعتقلين على وسائل الإعلام الاجتماعية وفي المؤسسات الإعلامية الرئيسية، نقلت النقاش إلى الظل. هذه الحوارات تحدث حاليا بهدوء، بشكل سري، كي لا ينتهي أصحابها على القائمة السوداء الرسمية. السعوديون مطالبون بتسمية أي شخص غير متيّم بآراء الحكومة. حتى إن للقائمة السوداء الهاشتاغ الخاص بها. إنها حالة أورويلية غريبة".

وبين أن مساحة إبداء الآراء، خاصة تلك التي تتعارض مع سياحة الحكومة السعودية كانت متواضعة، إلا أن "هذه المساحة اختفت مؤخرا، واختفاؤها لم يلفت الانتباه مثل الإعلان عن السماح للنساء بالقيادة"، وفق قوله.

ودعا في ختام مقاله إلى التركيز على ارتفاع معدل البطالة المذهل في السعودية، وتزايد حجم القطاع العام، والتنويع الاقتصادي المتأخر، والتحوّل الحاصل في الأعراف الاجتماعية.

وقال إن "كل هذه القضايا تحظى بمناصرة ولي العهد محمد بن سلمان، وتمثله في الداخل والخارج".

وأضاف: "لكن عمليات الاعتقال هذه وما يتصل بها من إسكات حاد للمناقشة والنقاش، ستقوض بشدة علامته الشخصية الفارقة كزعيم شاب وحيوي وقائد يتطلع إلى المستقبل".