طالب أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد الليبي الراحل معمر
القذافي، الدول العربية بضرورة فتح أبوابها لاستقبال سيف الإسلام، نجل القذافي، مؤكد أن "الأخير لم يغادر
ليبيا وأنه حر طليق وموجود في مكان آمن".
وقال إن "سيف القذافي سيلعب دورا مستقبليا في ليبيا"، متحدثا عن أن "عملا يجري الآن لوقف ملاحقته من قبل المحكمة
الجنائية الدولية"، مضيفا أنه "بإمكانهم (أتباع القذافي)، التحشيد العسكري لبناء الدولة من جديد براية بيضاء وحكومة محايدة وانتخابات حرة تحت رعاية الأمم المتحدة"، بحسب قوله لقناة "بي بي سي" البريطانية.
مؤامرة
وكرر قذاف الدم وصفه لما حدث في ليبيا ضد القذافي عام 2011؛ بأنها "مؤامرة" كبيرة حولت ليبيا إلى خط حماية لأوروبا، معتبرا أنه "من الممكن السيطرة على الفوضى السائدة في ليبيا خلال أربعة أسابيع، بشرط إيقاف الدعم الخارجي للمليشيات التي تسيطر وتدمّر البلاد"، بحسب تعبيره.
وهاجم ابن عم القذافي حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دوليا، واصفا إياها بـ"حكومة غير شرعية"، ودعا إلى إطلاق مبادرة للعفو العام وإطلاق السجناء وعودة القوات المسلحة والشرطة.
ولاقت تصريحات قذاف الدم ردود فعل وتكهنات حول دلالتها وأهدافها الآن، وفيما إذا كان الترتيب فعليا لإعادة "فلول القذافي" إلى المشهد الليبي.
وَهْم
وعلق الناشط السياسي الليبي، علي سعيد نصر، بأن "أنصار النظام السابق، وخاصة الرموز منهم، يتمسكون بضرورة الدفع بسيف في المشهد السياسي؛ لأنهم يعتمدون على شعبية والده السابقة ويحاولون الإيهام بأن سيف يمكن أن يعيد الأمور إلى نصابها".
وأضاف لـ"
عربي21": "لكنني أعتبر هذا ضربا من الوهم؛ لأن سيف لن يكون له أي دور، ولن يرضى بوجوده لا القوى المسلحة في الغرب ولا حتى حفتر في الشرق، وأظنه أصبح من الماضي ويجد صعوبة في العيش في ليبيا على الأقل خلال السنوات القليلة القادمة"، وفق تقديره.
من يستقبله؟
ورأى الطبيب العسكري الليبي، محمد الطويل، أن "تصريحات قذاف الدم لا تعدو كونها للاستهلاك الإعلامي فقط؛ مطمئنا مناصريه أننا لا زلنا هنا، لكن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أجمعوا أن الحل في ليبيا لا بد أن يكون سلميا وعن طريق صناديق الانتخابات".
وأوضح في حديثه لـ"
عربي21"، أن "أي ليبي له الحق في المشاركة في الانتخابات ما لم تكن يداه ملطختان بالدماء، والجميع يعلم الدور الذي لعبه سيف القذافي في تحريض كتائب والده لقتل الثوار والدخول عنوة للمدن وانتهاك الحرمات، ومن ثم ففرصته في المشاركة ضعيفة"، حسب قوله.
وتابع: "وبخصوص إمكانية استقبال الدول العربية له، فعلى أي أساس تسقبله وبأي صفة وهو ملاحق من القضاء الليبي والمحاكم والدولية؟".
حق طبيعي
لكن الكاتب والأكاديمي الليبي، جبريل العبيدي، اعتبر أن "مشاركة سيف في حوار سياسي هو حق كونه مواطنا ليبيا، وبحكم العفو العام الذي أصدره البرلمان الليبي أصبح سيف يتمتع بحقوقه المدنية التي منها حق المشاركة السياسية"، وفق تقديره.
وقال لـ"
عربي21" إن "مذكرة الملاحقة الدولية تظل شأنا للحكومة الليبية وحقا سياديا في التعاطي معها أو رفضها، وتبقى مشاركة سيف رهينة لحجم تفهمه للتغيير الذي حدث في ليبيا، وأنه لا يمكن العودة لجماهيرية القذافي الأب لأنها انتهت، وكذلك (ثورة) فبراير فشلت، والأصلح هو دولة مدنية بدستور يحترم حق المواطنة"، على حد قوله.
من جهته، قال الناشط الليبي أحمد فتحي: "لا أعتقد أنه بإمكان سيف الخروج من ليبيا، خصوصا أن بحقه مذكرة قبض حمراء من المحكمة الدولية، ولهذا كلام قذاف الدم مجرد عبث ولن يؤتي ثماره، ولن يكون لسيف موطأ قدم في الساحة السياسية"، كما قال لـ"
عربي21".