أعربت محافل أمنية وإعلامية
إسرائيلية عن مخاوفها من تمكن
تركيا من "صبغ" الشطر الشرقي المحتل من مدينة القدس بـ"الصبغة العثمانية".
وفي تحقيق موسع بثته الليلة الماضية، نوهت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى إلى أن ما سمتها مظاهر "التتريك" باتت طاغية في شرق
القدس المحتلة وتلفت نظر كل من يتجول في المكان.
وعزت القناة تحمس المقدسيين إلى "التتريك" بشكل خاص إلى "إعجابهم بشخصية الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان وشعورهم بالامتنان للدور الذي يقوم به في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص تصديه للممارسات الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى".
وأشار التحقيق إلى أن "مظاهر التتريك تتجسد بشكل خاص في الإقبال على المطاعم التي تعد الطعام التركي، ورفع الأعلام التركية وتعلم اللغة التركية واختيار تركيا بشكل خاص كوجهة للسياحة للموسرين في المدينة".
وبحسب التحقيق، فقد أسهمت ما سماها "السياحة الدينية التركية في القدس" -لا سيما توجه السياح الأتراك للمسجد الأقصى- كثيرا في تعزيز العلاقات بين المقدسيين وتركيا، مشيرا إلى أن الأتراك "استثمروا الكثير من الأموال في تدشين مركز ثقافي تركي لتعزيز التغلغل التركي في المدينة".
وأجرى معد التحقيق مقابلات مع عدد من المقدسيين والشخصيات في المدينة المحتلة وأبدوا خلالها إعجابهم الشديد بالرئيس التركي أردوغان.
وقال نادر سعد (23 عاما) لمعد التحقيق: "نشعر بأن أردوغان بمثابة أب لنا، كل قادة العرب يصمتون على ما تقوم به إسرائيل ضدنا وفقط هو من يتصدى لها، إنني أتمنى أن يحل اليوم الذي يصبح فيه أردوغان قائدا للأمتين العربية والإسلامية"، على حد تعبيره، في حين يعرب عدد من أصحاب المطاعم والمحال التجارية ورواد بعض المقاهي عن نفس الموقف تجاه أردوغان وتركيا.
من ناحيته، ينقل التحقيق عن الباحث الإسرائيلي في مجال أوضاع الفلسطينيين المقدسيين إيران بردنسكو، قوله: "أحد أهم أسباب حماس المقدسيين لأردوغان يكمن في حقيقة
وجود فراغ قيادي لدى الفلسطينيين والعرب بشكل عام الأمر الذي يضاعف أهمية المواقف التي يعبر عنها أردوغان لا سيما عندما يتحدى إسرائيل".
ونقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "تكثيف التواجد التركي في القدس الشرقية يكتسب خطورة كبيرة"، زاعما أن الأتراك "يحفزون المقدسيين على تحدي إسرائيل ويمنحونهم الثقة لمواصلة المواجهة لا سيما دفاعا عن الأقصى".