هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استهدفت عبوة ناسفة، الأربعاء، سيارة قائد المجلس العسكري في مدينة منبج، التابع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، محمد أبو عادل، في خرق أمني هو الثاني من نوعه في غضون أسبوع واحد.
وأسفر الهجوم عن مقتل السائق، وإصابة القيادي بجروح خطيرة، في حين تضاربت الأنباء حول مقتل الأخير.
وقال المجلس العسكري لـ"قوات سوريا الديموقراطية"، في بيان، اطلعت عليه "عربي21"، إن عبوة ناسفة استهدفت سيارة أبو عادل، زرعها مجهولون، أسفرت عن إصابته.
وقبل أيام قليلة، شهدت مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، التي تسيطر عليها "قسد" ذات الغالبية الكردية، هجوما مماثلا، أسفر عن مقتل قياديين اثنين في المجلس العسكري الذي شكلته هذه القوات الكردية.
ورغم أن الجهة التي تقف وراء هذه الهجمات ما تزال مجهولة، اعتبرت مصادر محلية أن ما يجري في منبج بمثابة "رياح ثورة جديدة"، وفق تعبيرهم.
وأوضح عضو الهيئة السياسية لمدينة منبج، محمد حسون، أن هناك حالة من الغليان تسود أوساط المدينة، نتيجة الانتهاكات التي ترتكبها "قسد" بحق أهالي المدينة التي تقطنها غالبية عربية مطلقة.
وحول دلالة هذه الحوادث الأمنية المتكررة، رأى أن منبج والمناطق العربية الأخرى التي تسيطر عليها "قسد" مقبلة على "مرحلة من المقاومة أو الثورة ضد حكم الأكراد، ويبدو أنها بدأت بالفعل".
وأضاف لـ"عربي21": "بدأت قسد باعتقال بعض الوجوه العشائرية التي تعارض مشاريعهم التي يريدون تطبيقها مثل فرض التجنيد الإجباري على الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-31 سنة".
بدوره، اعتبر رئيس المجلس المحلي لمدينة منبج سابقا، عماد الدين حنيضل، أن انتفاض أهالي المدينة "أمر طبيعي"، سببه "الأعمال الاستفزازية" التي تقوم بها "قسد"، وفق تعبيره.
وإلى جانب حديثه عن انتفاضة جديدة، لم يستبعد حنيضل في الوقت ذاته أن تكون هذه العمليات مدبرة من قبل الوحدات الكردية التي تسيطر على "قسد".
وقال لـ"عربي21": "بات واضحا أن الوحدات الكردية تستثمر بعض الوجوه المحلية لترويج فكرة الديمقراطية والحكم المحلي بغية التسويق والترويج لها في المناطق العربية".
من جانبه، لم يستبعد الناشط الإعلامي، صهيب الحسكاوي، أن تكون عمليات الاغتيال هذه من تدبير الوحدات الكردية، لتصفية الوجوه العربية التي تعاونت وتشاركت معهم قبل دحر التنظيم.
وقال لـ"عربي21" إن "الحرب على تنظيم الدولة توشك على النهاية، لا سيما مع انتهاء معركة الرقة، وكذلك في مدينة دير الزور، ومن هنا قد تكون الوحدات عزمت على تغييب كل القادة العرب، خشية معارضتهم لخطط التكريد المستقبلية".
وأشارت مصادر محلية إلى أن المستهدفين ليسوا فقط من العرب في المجلس العسكري، إذ طال قياديين في حزب العمال الكردستاني، أبرزهم القيادي المدعو "هابون" ونائبه المدعو "شيار" خلال عملية الاستهداف الأسبوع الماضي في منبج.
اقرأ أيضا: التجنيد الإجباري بـ"سوريا الديمقراطية" يزيد نسبة العرب.. ولكن
وتعليقا على ذلك، أشار الحسكاوي إلى احتمال وقوف النظام السوري الذي له تواجد في منبج وراء هذه الهجمات، بهدف زرع الخوف بين عناصر "قسد"، وحملهم على التنسيق الأمني معه.
ولفت إلى زيارة عدد من مسؤولي النظام السوري إلى منبج بعد سيطرة "قسد" عليها.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية كانت قد سيطرت على منبج في آب/ أغسطس 2016، بعد طرد تنظيم الدولة منها، إثر معارك وحصار استمرا لأشهر، وأعلنت فيما بعد عن تشكيل مجلس مدني لحكم المدينة، زعمت أنه يمثل غالبية منبج العربية.