هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تباينت القراءات التحليلية حول أهداف التصعيد الإسرائيلي المحدود في قطاع غزة خلال الأيام الماضية؛ في ظل تزامن التصعيد مع احتجاجات الفلسطينيين في مدن القدس والضفة الغربية والقطاع لليوم الثامن على التوالي، ونشوب مواجهات متواصلة مع قوات الاحتلال عند نقاط التماس؛ رفضا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي
من خلال قصف طائرات الاحتلال لمواقع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على مدار الأسبوع
الماضي، بحجة الرد على إطلاق صواريخ قصيرة المدى يتم إطلاقها من غزة وتسقط على أطراف
المستوطنات المحاذية للقطاع.
وكانت كتائب القسام الجناح
العسكري لحركة حماس توعدت في بيان صحفي سابق تعقيبا على التصعيد الإسرائيلي، بأن "الاحتلال
سيدفع ثمن كسر قواعد الاشتباك مع المقاومة في قطاع غزة".
اقرأ أيضا: غارات إسرائيلية عنيفة على مواقع المقاومة في غزة
وفي رسالة موجهة لقادة
الاحتلال، قالت الكتائب: "على قادة العدو وصناع القرار لديه، أن يدركوا حجم
الحماقة التي يديرون بها المواجهة مع المقاومة"، مضيفة: "نعدهم بأننا
سنجعلهم يعضّون أصابع الندم على تقديرهم الأرعن لصمت المقاومة وطريقة إدارتها
للمعركة".
وأوضحت أن "العدو
سيدفع فاتورة حساب عسير على ما اقترف من عدوان وغدر وإجرام بحق شعبنا
وأهلنا"، مضيفة أن "على العدو أن يتحسس موضع رأسه، وأن يعلم أنه سيدفع
ثمن كسر قواعد الاشتباك مع المقاومة في غزة، وسيثبت قادم الأيام للعدو عظيم خطأه
وسوء تقديره لإرادة وتصميم المقاومة".
وفي هذا السياق، يشير
الكاتب الإسرائيلي يوسي يهوشع أن إجمالي الصواريخ التي أطلقت من غزة 40 صاروخا منذ
الحرب الأخيرة على غزة قبل ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، لافتا إلى أنه في الأسبوع
الأخير لوحده تم إطلاق 15 صاروخا.
كاتب إسرائيلي يؤكد أن "قوة الردع من الحملة العسكرية في صيف 2014 بدأت في الانهيار"
ويرى يهوشع في مقال له في
صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية ترجمته "عربي21"، أن "ذلك يدلل
عمليا على أن قوة الردع الإسرائيلية من الحملة العسكرية في صيف 2014 بدأت في الانهيار"،
مؤكدا أن قوة الردع كانت ناجحة إلى ما قبل الأسبوع الماضي.
ويرجح الكاتب الإسرائيلي أن
"حماس لم تعد تجتهد لمنع إطلاق الصواريخ على إسرائيل كما كانت تفعل من
قبل"، معتقدا أن "إطلاق الصواريخ في الأيام الماضية من غزة يهدف لاختبار
منظومة القبة الحديدية التي أثبتت نفسها واعترضت صاروخين قبل وصولهما إلى
أسديروت".
ويؤكد يهوشع أن الرد
الإسرائيلي حتى اللحظة يسير بشكل قليل ومحدود ويحاول إعادة الوضع على ما كان عليه،
موضحا أن "القصف طال مواقع عسكرية لحركة حماس غير مأهولة".
اقرأ أيضا: صافرات إنذار وذعر في إسرائيل.. اعتراض صاروخين أطلقا من غزة
ويضيف أن "المصلحة
الإسرائيلية واضحة وتتمثل في الامتناع عن التصعيد على الأقل حتى استكمال الجدار الذي
تستمر أعمال بناؤه تحت الأرض على الحدود الشرقية لقطاع غزة، بهدف اعتراض قدرة
استخدام الأنفاق الهجومية ضد المستوطنات المحيطة بغزة ومعسكرات الجيش
الإسرائيلي".
ويشدد يهوشع على أن "الاعتقاد
الإسرائيلي في أن حماس أيضا تريد الهدوء في غزة غير مقبول في ظل التقارير
الاستخبارية الأخيرة التي أفادت بإحباط عملية اختطاف خطط لها نشطاء حماس واعتزموا
تنفيذها في الضفة".
ويعتقد الكاتب الإسرائيلي
أنه "من المحتمل أن تكون إسرائيل لا تقرأ على نحو سليم مثلما حدث في حزيران
2014 حول نوايا حماس"، داعيا لاستخلاص الدروس والتعاطي مع الأفعال عمليا وليس
فقط حول النوايا والمصالح الظاهرة.
محلل فلسطيني يرى أن "زيادة وتيرة التصعيد العسكري وتسخين جبهة غزة، مقدمة لمواجهة عسكرية مفتوحة"
وفي الموضوع ذاته، يرى
أستاذ العلوم السياسية الدكتور هاني البسوس أن الدوافع الإسرائيلية للتصعيد تعود
لاتجاهين، الأول محاولة حكومة نتنياهو الهروب إلى الأمام في ملف الفساد، والثاني
محاولة نقل معركة القدس إلى قطاع غزة.
ويؤكد البسوس في حديث خاص
اطلعت عليه "عربي21" أن الدوافع الفلسطينية تتمثل في استغلال الدعم
الدولي والهبة الشعبية الفلسطينية لقضية القدس، إضافة لعدم إتمام المصالحة
ومأساوية الوضع الإنساني في غزة.
ويشدد البسوس على أن تواصل
القصف الإسرائيلي والرد الفلسطيني عليه من قطاع غزة على مدار أسبوع، يغير قواعد
الاشتباك التي حاولت فرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية.
وتوقع المحلل السياسي أن تكون زيادة وتيرة التصعيد العسكري وتسخين جبهة غزة،
مقدمة لمواجهة عسكرية مفتوحة.