هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت مطرانية أطفيح في الجيزة جنوبي العاصمة المصرية القاهرة، في بيان لها، إن كنيسة الأمير تادرس، تعرضت للاعتداء بقرية كفر الواصلين من مئات الأشخاص، الذين تجمهروا أمام المبنى بعد صلاة الجمعة، مرددين هتافات عدائية.
وأضافت أن المهاجمين طالبوا بهدم الكنيسة، ثم قاموا باقتحام المكان، وتدمير محتوياته، بعد أن تعدوا بالضرب على المسيحيين المتواجدين به.
وقامت قوات الأمن بعد ذلك بتفريق المعتدين، وتأمين المنطقة، وتم نقل المصابين لمستشفى أطفيح.
وقال شاهد عيان يدعى ميلاد عبدالشهيد، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كلام تاني"، المذاع على فضائية "دريم"، مساء الجمعة، إن الاعتداء الذي وقع على كنيسة قرية كفر الواصلين في مركز أطفيح تم فى حضور قيادات الشرطة وأمن الدولة والغفر وانسحبوا قبل أن يقوم أكثر من 5000 شخص بالهجوم والاعتداء على الكنيسة.
اقرأ أيضا: إعلامي مصري يحذر من هجمات مرتقبة ضد مسيحيي مصر (شاهد)
ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي شهادات تفيد بأن قيادات من الشرطة وقطاع الأمن الوطني حرضوا أشخاصا من القرية على القيام بحرق الكنيسة، وفق قولهم.
وكان لافتا اتهام الكنيسة للدولة بالتحربض، فمن جهته، قال رئيس المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية والمتحدث الرسمي باسمها، القس إكرام لمعي، إن "موقف الضباط المتورطين في إشعال الفتنة أن دورهم يتمثل في ترك الأمور تتطور، والمشكلة تكبر دون تدخل، حتى تحصل المشكلة، والموضوع يستوي، وبعدين يتدخلوا وهما بيسموه في الأمن الحل السياسي".
وقال إن "المهاجمين لكنيسة أطفيح هم شباب من البلد نفسها، تأثروا بأفكار متطرفة من شيوخ المساجد إلى جانب الجماعات الاسلامية وبالأخص السلفية الجهادية الذين يعتقدون أن أرض مصر إسلامية".
وأضاف "لمعي" في حديثه لـ"عربي21" أن موقف أمن الدولة يتمثل في أنهم لا يريدون مشاكل تنسب إليهم يضغط على المسيحيين إلى جانب ضغطه على المتطرفين".
وأشار لمعي إلى أن "عددا من ضباط الشرطة والأمن الوطني يشاركون في اشعال مثل هذه المشكلات بسبب تنشأت البعض في المساجد والزوايا في بلادهم، بالتالي ينحازون لطرف المعتدين من المسلمين، لأن هذه عقيدة عندهم".
اقرأ أيضا: تقرير مثير لصحيفة إسبانية عن مسيحيي مصر بعد الانقلاب
وأكد "لمعي" أن "الكنيسة وثقت قبل ذلك مواقف طائفية كثيرة في أكثر من محافظة من رجال الدولة من الشرطة والمحافظين أنفسهم الذين هم لواءات سابقين، وأوضح مثال هو قرية الكرم، إحدي القرى التابعة لمركز أبو قرقاص في محافظة المنيا، وتم التوثيق فيها بالصوت والصورة تورط المحافظ في التحريض على الاعتداء على الكنائس".
وختم لمعي حديثه مع "عربي21" بالاشارة إلى أن المخابرات ووزارة الداخلية المصرية ممثلة في أمن الدولة هم وحدهم القادرون على إنهاء ملف الفتنة الطائفية في مصر حال توفر الإرادة السياسية لهذا.
بدوره، قال راعي كنيسة مارجرجس في المنيا، القس أيوب يوسف، لـ"عربي21" إن القوانين التي أقرها عبد الفتاح السيسي "ليست سوى حبر على ورق".
ولكنه أوضح أن من مصلحة صورة مصر، أن لا يتم الترويج بأن أمن الدولة والنظام السياسي لهم يد في الاعتداءات على الكنائس وأنهم منحازون ضد الأقباط، بل يجب أن نقول إنها تحترم الآخر"، مضيفا: "لابد من الاعتراف بأن الداخلية حتى اليوم لم يتم تطهيرها، ولا زال بها عناصر لا تريد الخير والواقع يقول إن هناك أناسا من رتب تحت، بتوقف الدنيا خالص".
في المقابل، قال محافظ المنيا السابق، اللواء صلاح زيادة، تعليقا على تورط عدد من المحافظين وقيادات أمن الدولة في التحريض ضد الكنائس: "هذا الكلام عار تماما عن الصحة، المحافظ بيتعامل مع المواطنين في المحافظة على أساس المواطنة بغض النظر عن الديانة، فهو محافظ للمسلمين والمسيحيين".
وأكد زيادة أن "الداخلية لا يمكن أبدا أن تنحاز ضد مواطن بسبب دينه"، ونفى بشكل قاطع وجود حتى حالات فردية.
وأوضح أن "ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي كذب وافتراء على الداخلية، بغرض الوقيعة بين الداخلية والضباط".
اقرأ أيضا: "التواصل": لغز تكرار تفجيرات كنائس مصر.. من المسؤول؟
وأوضح الناشط القبطي أكرم بقطر في تصريحات لـ"عربي21" أن "القصة كلها تكمن بأن أمن الدولة يحتفظ بحق إعطائه تصريح أمني لبناء كنيسة، حتى يحصل على خدمات مقابل ذلك، مثل توقيع الكهنة على استمارات تمرد أو استمارة "علشان تبنيها" أو أي حشد طائفي بالخارج، وفي نفس الوقت الكنيسة تلجأ إلى لي ذراع أمن الدولة بأن تقيم صلاة داخل كنيسة غير قانونية، لأن القانون يمنع إغلاق أو هدم كنيسة تم فيها الصلاة فعليا، حتى لو كانت غير قانونية".
واتهم "بقطر" أمن الدولة بأنه "رد على لي الكنيسة ذراعها، بأن أطلق عليها رجاله".
وأكد أن "المعتدين تجمهروا حول الكنيسة التي تم الصلاة فيها، وقد يهاجموها بالطوب أو النار، على حسب الأوامر الصادرة لهم ليستنجد الكاهن والمسيحيين في هذه الكنيسة بأمن الدولة لكي يحميهم، فيطلب الأمن إغلاق المكان إلى حين عودة الهدوء للمكان".
فيديو يوضح التضارب في الأرقام بين القس والجنرال السيسي في عدد الكنائس المتضررة: