كلمات ترددت حروفها في ردهات قلبي وبين أناملي: هل نحن - أمة الإنسانية والخيرية - نتبع قوة المنطق أم منطق القوة؟ وتزداد شدة ترددات هذه الحروف مع تفاعل الإنسانية جمعاء ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس الشريف لأتساءل مجددا: هل يمكننا أن نجمع بين قوة المنطق ومنطق القوة تلازما والتحاما؟
هناك العديد ممن يسهمون في تطوير التقنيات الرقمية والمعلوماتية المتطورة في العالم، سواء كانوا دولا أم مراكز أبحاث أم شركات أم حتى أفرادا، ولكن يبقى السؤال: من له الريادة العلمية والتأثير الاقتصادي والاجتماعي في تطوير وتطويع هذه التقنيات؟ وهل يمكن ألا يتبادر إلى أذهاننا – مثلا - وادي السيليكون (أوSilicon Valley) في تأثير ريادته؟ تطلق هذه التسمية على المنطقة الجنوبية من منطقة خليج سان فرانسيسكو لولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية. اليوم نجد وادي السيليكون هذا الأكبر ريادة عالميا في مجال التقنيات الرقمية والمعلوماتية المتطورة، بل إنه يمثل ما يقارب ثلث العائدات الاستثمارية في المشاريع الجديدة في أمريكا لوحدها. وقد أصبح اسم وادي السيليكون مرادفا عالميا لأرض التقنية العالية العالمية. هذه الأرض، وثلث القوى التي تقوم على البنية العلمية والتقنية والعُمالية والاقتصادية فيه، هي من الهند والصين أصلا.
واليوم - وفي نهاية العام 2017 - قد تفيأنا ظلال المؤتمر الدولي العربي الثامن عشر لتقنية المعلومات، والذي عقد في مدينة الحمامات في تونس الخضراء بطيب أهلها ورفعة علمائها؛ علما ودماثة أخلاق، ليجدد فينا روح العمل البحثي التطوري الجماعي في مجال تقنية المعلومات التي هي شبكة الأوعية الدموية في حياتنا المعاصرة.
ولهذا فإن مقدار ما تصاب به ديمومة تطور حياتنا المعاصرة يكون متناسبا طرديا مع مكان ومدى ودرجة التأخر والعطب التي تصيب كفاءتنا في مجال تقنية المعلومات؛ بحثا وتطويرا وحسن استخدام، تماما مثلما قد يصاب الإنسان في جزءا أو عضوا أساسيا متأثرا بقصور في تروية الأوعية الدموية له سرعة وكما وكيفا.
ومنذ أكثر من عقدين من الزمان ومع تزايد الآهات والآلام في أوطاننا وما زلت أتساءل - ولا شك أن كثيرين تساءلوا من قبلي: لماذا لا يكون عندنا واديا للسيليكون يقطن في بلادنا التي منها برز نور الحضارة للعالم أجمع، بعدما كان العرب قبيل بعثة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام أجهل أمة في وقتها بين الرومان والفرس واليهود وغيرهم من شعوب المعمورة؟
ولا يتسع المجال - ونحن ما زلنا نعيش ذكرى مولد رسول الهدى وذكرى الإسراء والمعراج - في مقال كهذا للدخول في كيفية تحويل هذا النبي الكريم وصحبه أمة جاهلة لتخرج العالم من الظلمات إلى النور، فلم يكن هناك فرق بين أبيض ولا أسود، ولا عربي على أعجمي، ولا ميزان للمقارنة إلا بميزان التقوى الذي لا يفرق بين صيني ولا هندي ولا غيرهم – هؤلاء الذين وجدوا ضالتهم في وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأمريكية، فأبدعوا وأفادوا واستفادوا هم ومن فتح لهم دياره ليعمروها.
واليوم، يتجسد لدينا الفشل على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وغيرها؛ وهل أبهى من صور الفشل لدينا تملأ الآفاق - ونحن ندخل بوابة العام السبعين على احتلال
فلسطين - والاستيطان الإحلالي في فلسطين يعشعش، إضافة إلى ما يتبعه من تفتت وتشرذم في العراق وسوريا واليمن؟
وهل يكفينا ما قالته مجلة "إيكونوميست" البريطانية في عددها الماضي في ذكرى نكبة فلسطين وزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة العربية "إن انتصار إسرائيل على الجيوش العربية التي كانت تطوقها في عام 1967 كان سريعا ومطلقا، كما يعتقد كثير من اليهود، يجب أن تكون اليد الإلهية قد رتبت المقاييس". أي يد إلهية تلك التي يزعمون أم هي سنن رب البرية التي جهلناها، بل ربما عرفناها ولم نؤدها حقها؟ ولكننا اشترينا ما نحن فيه بثمن بخس دارهم معدودة، فأمسينا في غيابة الجب، وفي جاهلية أبخس من جاهلية قريش الأولى مع أننا نتعاطى المعلوماتية وأخواتها، لولا أننا مازلنا على عقيدة التوحيد؟
وإذا فشلت الأمتان العربية والإسلامية في أن يكون لهما واديا للسيليكون، فهل يمكن لفلسطين أن تكون واديا للسيليكون لهما ؟ وحتى نستطيع وضع أفق وخطط مصاحبة لهذا؛ لا بد لنا أن ندرك أنه لا مجال أفضل للتطوير والتقدم البحثي العلمي والتقني يمكن أن نصبح فيها روادا مثل الريادة في مجالي علم الحاسوب وهندسة النظم البرمجيات، من حيث اعتمادهما على تلك العقول الفتية المتخصصة في هذين المجالين دون الحاجة لمخبريات خاصة وباهظة التكاليف مثل المجالات العلمية والهندسية الأخرى؟ لقد تبوأ العديد من العلماء من فلسطين رفعة وقيادة بحثية داخل وخارج فلسطين في مجالي علم الحاسوب والهندسات البرمجية، بل إنك لتجد المئات ممن تخرجوا بدرجات جامعية متفاوتة الاستحقاقات الأكاديمية يعملون في وظائف لا تعدو مناسبة لمن لم يكملوا دراستهم الثانوية قبل الجامعية!!
كم نعيش في أوقاتنا نتائج تقنيات الذكاء الاصطناعي تذلل صعوبات حياتية شتى، بل كم من هذه التقنيات من يقلل الهوة بيننا كبشر بمحتلف احتياجتنا العامة والخاصة، وبالأمس رأينا تلك التقنيات تزحف على أبواب بيوتنا بل داخل بيوتنا، تتجسس على خصوصياتنا وتشكل أسلوبا حياتيا واجتماعيا جديدا بغض النظر عما آلت إليه؟ واليوم ننظر إليها وهي تزحف في شوارع وأزقات حاراتنا، لتلتهم وظائفنا حتى البسيطة منها، فنصبح أمة ليست تستهلك بل أمة مستهلِكة مستهلَكة.
وكم نعيش اليوم تطورا عظيما فيما يسمى بالتحليلات الذكيه للبيانات الهائلة (Big Data Analytics)؟ بل كم أصبحت تعود نتائج استخدام تلك التحليلات على زيادة النمو الاقتصادي للكثير من الشركات العالميه مثل أمازون؟ بل هناك من يتنبأ بأنه سوف تحل معضلات كبيرة جدا في مجالات متعددة؛ فمثلا يتوقع الرئيس التنفيذي لشركة تاكسي أوبر (Uber) أنهم باستخداهم لهذه التقنيات، سوف يمكنهم حل مشكلة إختناق المواصلات في مدن رئيسية، كمدينة لندن مثلا. وبالطبع نقول أيضا أن ذلك سوف يؤدي - عند نجاحه - لبيئة صحية عندما تقل عدد المركبات في الطرقات فتتحسن الصحة النفسية للناس وأخلاقهم في الطرقات، والتي أصبحنا نشهد وبشكل ملحوظ تدهورا في أخلاقيات تعاملهم في قيادتهم لمركباتهم وتفاعلهم مع البيئة من حولها؛ بشرا وغير بشر.
أليست تقنيات التحليلات الذكية هي في صلب عمل النموذج المعلوماتي لغوغل؟ وهنا اشترك مع زميل كريم بالتساؤل: ألم تقم غوغل بعمارة الأرض بشكل يفوق كل من تشدقوا بالخطب والأناشيد التي ظلت تحوم حول ردهات مجالسهم، فلا تتخطاها إلا لمن يهوى إيقاعاتها؟
لماذا لا نعترف أن من قاموا على غوغل ومحركاته البحثية العلمية قد سددوا قسطا عظيما في خلافتهم للأرض، تناساها بل جهل كنهها جل كبير من علماء المسلمين في الحث على الضرورة الشرعية، ليس للتقدم في البحث العلمي في تقنية المعلومات فحسب، بل أيضا للتميز والريادة في تلك التقنية لننتقل فيها من فرض الكفاية إلى فرض الواجب شرعا، يقوم الحاكم على تحقيقها ويحاكم إليها في تحقيق مقاصد الشريعة للإنسان الضرورية والحاجية وليس فقط التحسينية؟!!
كل يوم نعيشه، بل كل ثانية فيها شهيق وزفير، هناك تطور تقني رقمي معلوماتي يحدث، وأساس هذا التطور هو حسن تعقل ذلك الإنسان العالم في مجال علم الحاسوب وهندسة النظم البرمجية وحسن إدارة وتطوير ذلك التعقل. ومما لا شك فيه، فإن ظروف فلسطين الخاصة والشعب الفلسطيني وهو يرزح تحت الإحتلال، وتقييد حركته وحصاره في بيته وشارعه وقريته ومدينته تضاعف المعوقات أضعافا مضاعفه من حيث: (1) عدم تجاوز ميزانية الإنفاق على البحث العلمي0.2 من الدخل القومي الفلسطيني - الذي في ذاته لا يمكن توقع استمرارا وكيفا وانضباطية في صرفه (2) الضرائب والقيود من قبل جمارك الاحتلال على مواد وأجهزة ومتعلقات البحث العلمي عدا عن التأخير المتعمد لاستلامها (3) ضعف التعاون بل قد يكون لا وجود له بين الجامعات الفلسطينية (4) ضعف قيادات البحث العلمي ليس فقط على مستوى عمادة البحث العلمي في الجامعة الواحدة فحسب، بل قلة أو عدم الوجود الجاد لمراكز ومجموعات البحث العلمي في كثير من المجالات أيضا (5) الشللية والمحسوبية والحزبية (6) ضعف التعاون بين قطاع الصناعة والاستثمار من جهة، وبين القطاع الأكاديمي ومؤسسات بحثه العلمي من جهة أخرى، حتى يحدث هناك تبادل معرفي بين الجهتين الأكاديمية والصناعية، وليس فقط نقلا للمعرفة وبنظرة الستينات والسبعينيات من القرن المنصرم عندما كان يُنظر للجامعات على أنها تغذي المعرفة للصناعة وقطاع الاستثمار باتجاه واحد (7) عدم كفاءة الباحثين في طرق البحث العلمي وأصوله الرصينة (8) قلة كفاءة نظم تحكيم البحوث للترقيات لأساتذة الجامعات وطغيان الشللية والمحسوبية في الترقيات الأكاديمية لينتج جيل أكاديمي فارغ في جوهره.
وهذا في نظري قد يكون أخطر ما يواجهه التقدم الأكاديمي والبحث العلمي في فلسطين وغيرها من حيث تواجد جيل يقود جيلا أصغر منه دون أسس علمية رصينة في أساليب البحث العلمي المنهجية الحديثة. وكم ينتابنا الحزن العميق وقد رأينا العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه ممن تخرجوا من بعض جامعاتنا – دون تخصيص للذكر هنا – تحزن فيها على تكلفة الورق والحبر والتجليد لتلك الرسائل، بل نقول كما رأينا في الأيام القليلة المنصرمة في مؤتمرنا الدولي العربي الثامن عشر لتقنية المعلومات ما يؤكد على ذلك، من حيث أبحاث شاهدنا مخرجات لطلبة الدكتوراه تفتقر إلى الأسس الرصينة في البحث العلمي المنهجي.
نتساءل: ما الذي سيحدث للأجيال القادمة التي تشرف عليها وتقودها نخبة لا تجيد البحث العلمي الممنهج، بل في كثير من الأحيان لم تسمع هذه النخبة بطرق البحث العلمي الممنهج أبدا؟
إننا اليوم في خطر ما يسمى بتأثير أحجار الدومينو المتتابعة السقوط، وهذا يشكل في نظري أعظم من حرب لعدو ندرك تأصل عدائيته، حيث تجدنا أمام مؤسسات أكاديمية ومنتجات كغثاء السيل، أو مثل بالونات تسري في ماء آسن ما تكاد ترفأ على يابس حتى تنبجس فيخرج ريحها لتؤذي من حولها، وياليتها تبقى غثاء على نفسها!!
لا شك أن من هذه الأسباب السابقة والمعوقات ما ينطبق على الكثير من الدول العربية، وليس فلسطين على وجه التحديد فقط. ولكن هناك مما يدعونا للفخر والاعتزاز، وهو النقلة النوعية التي يشهدها قطاع البحث العلمي في فلسطين على أيدي ثلة من الباحثين الفلسطينيين المرموقين بشكل شخصي، وأيضا تلك الروابط والتشبيكات التي بنوها في الضفة وقطاع غزة بينهم وبين جامعات عربية في الأردن وشمال إفريقيا ودول غربية ومجالس بحثية عالمية تمول دعم أبحاثهم. إن ذلك ليس فقط تعاطفا من هؤلاء معهم بسبب احتلال فلسطين، بل أيضا بسبب كفاءة نوعية مشاركاتهم العلمية وقوة أبحاثهم، ومنهم من كانت أبحاثه لها وثبة عالية على مقياس إتش h-index. وللأسف الكثير من هذه الأبحاث لا تعد سوى أبحاث ذات طابع شخصي دون عمل جماعي بيني جامعي منظم إلا القليل جدا منها.
وإذا نظرت إلى معامل أو مقياس إتش هذا لفلسطين ككيان ودولة، ستجده متواضعا جدا في تقنية علوم الحاسب الآلي وهندسة وتقنية المعلومات. وهذا يعني وبدون حاجة للتفكير الملي أننا لا نحسن رؤية حكيمة استراتيجية، ليس فقط على الجانب الأكاديمي والبحثي العلمي فقط، بل إننا لا نحسن استراتيجية لأمة تحت الاحتلال من الحاجة الواجبة شرعيا من حيث تطويرها ذاتيا وبصورة إنعكاسية مستمرة، بحيث نحدث تطورا علميا يجلب كفاءات عالية تتخرج، ومن ثم يحسن استخدامها محليا وإقليميا وعالميا في ريادة البحث والتطوير والتدوير في علوم الحاسب الآلي وهندسة البرمجيات وتقنية الاتصالات والمعلومات دون هجرة العقول من فلسطين أبدا؛ وبهذا نحقق البقائية (sustainability) الذاتية اقتصاديا أيضا، ونعاود ما قلناه في مقالات سابقة: إنك إن تبحث وتتطور علميا، إنك إذا تقاوم في أبهى صور المقاومة والصمود على الحق الذي ضمنته الشرائع الإلهية السماوية، وحتى القوانين والتشريعات المدنية التابعة للأمم المتحدة.
وتبعا لذلك، فإن الذي نبحث عنه في فلسطين فيما يخص ما ذكرنا آنفا هو قيادة استراتيجية أكاديمية صناعية بعيدة عن الهوى والمحسوبية الحزبية والشللية. نحن في حاجة لتلك القيادة أن تعمل على أساس التبادل المعرفي بين الجامعات ومراكز أبحاثها العلمية من جهة، ومن جهة أخرى التفاعل المعرفي التبادلي (interactive knowledge exchange) مع الصناعة المحلية والإقليمية والعالمية، وذلك دون هجرة للعقول من فلسطين، بل في منظومة انعكاسية أو تدويرية لتطوير قدراتها وتمكينها علميا واقتصاديا.
ليس المهم فقط أن نتتج تقنية اصطناعية وتقنيات معلوماتية عالية فحسب، ولكن الأهم هو أن نهندس تطويرها ونحسن تفعيلها وريادتها انعكاسيا، في ظلال البنية التحتية التقنية العالمية حتى يناط بمهمة الإنسان في خدمة أخيه الإنسان الذي سخر هذا الكون له ليعمره، فلا يفسد ولا يركن في بيته مستسلما ينتظر الماء ينزل من السماء في دلو يمتد لفيه ليشرب منه.
وهل سنعيش حتى يرى جيلنا وأولادنا واديا للسيلكون في فلسطين؟
وهل نحسن استخدام منطق قوتنا المنبثق من رسوخ عقيدتنا وإيماننا بثوابتنا وقوتنا البحثية العلمية التقنية من جهة ، ومن جهة أخرى قوة منطقنا في مقاومتنا للاحتلال حسب ما ضمنته لنا الشرائع السماوية والتشريعات المدنية؟
ونقول لأهل العلم الشرعي وأهل الفتيا: ألم يحن الوقت لإصدار فتوى شرعية تقرر أن البحث والتطوير في مجال تقنية المعلومات والاتصالات فرض عين على الحاكم وعلى الأمة؟ ألم يحن الوقت أيضا لإصدار فتوى تقرر أن البحث والتطوير في هذين المجالين يرتبطان بمقاصد الشريعة الضرورية والحاجية وليس التحسينية؟ ألم يحن الوقت أن يحاكم الحاكم لتقصيره في التخطيط الاسترتيجي للبحث والتطوير في هذين المجالين وفق معايير ومؤشرات أممية (Key Performance Indicators) موثقة؟ ونتسأل أيضا: لماذا لا تصدر فتوى شرعية بخصوص تأهيل فلسطين في هذين المجالين ضمن أفق البقائية أو الاستدامة في هذه الأرض التي استمدت المباركة فيها من المسجد الأقصى توأمة مع المسجد الحرام؟
نقول إن الجيل الأول من الصحابة رضوان الله عليهم لم يبنوا ليروا مرحلة التمكين في حياتهم، ولكنهم بنوا ليكون التمكين وتكون الرحمة للإنسانية أينما ومتى كانت!!!
لنترك الخطابة والتنظير والمصلحة الشخصية وننزل إلى أرض الواقع؛ للعمل وهندسة الريادة لنحسن الجمع بين قوة المنطق ومنطق القوة لتكون فلسطين واديا للسيليكون مهما كانت بدايته.