هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "يني شفق" التركية مقال رأي للكاتب، عبد القادر سلفي، الذي أدلى بمعلومات حول توجهات حزب العدالة والتنمية فيما يتعلق بمسألة تاريخ انعقاد الانتخابات في تركيا.
والجدير بالذكر أن هذه الاخبار تمثل نبأ سيئا بالنسبة لأحزاب المعارضة التركية.
وذكر الكاتب، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أن تركيا لن تشهد انتخابات مبكرة في سنة 2018، في حين أن الانتخابات المحلية ستعقد بتاريخ 31 من آذار/مارس سنة 2019. أما بالنسبة للانتخابات البرلمانية والرئاسية فستكون بتاريخ 03 من تشرين الثاني/نوفمبر من السنة ذاتها.
شدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على أن المدة الفاصلة بين الانتخابات المحلية والرئاسية، أي سبعة أشهر، تعد كافية حتى لا تؤثر واحدة على الأخرى
وأشار الكاتب إلى أن هذه المعلومات المؤكدة انطلاقا من أروقة حزب العدالة والتنمية، تعد بمثابة تفنيد لتصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو التي تتعلق بجاهزية الحزب لانتخابات مبكرة.
فضلا عن ذلك، وضعت هذه الأخبار حدا لتوقعات ميرال أكشينار رئيسة "حزب الخير"، التي رجحت أن تعقد الانتخابات في الذكرى السنوية الثانية لمحاولة الانقلاب الفاشلة، أي في 15 من تموز/يوليو سنة 2018.
وكشف الكاتب أنّ هذه المعلومات تستند بالأساس على الحراك الداخلي لحزب العدالة والتنمية، حيث لا توجد أي مؤشرات من داخل أروقة الحزب تحيل إلى أي تحركات فيما يتعلق بإجراء انتخابات مبكرة، في حين تؤكد كل المعطيات أنها ستكون في موعدها.
ويعزى ذلك إلى حقيقة أن الحزب قد عمد إلى دراسة الوضع في البلاد، حيث من المحتمل أن يسوء الوضع الاقتصادي التركي، مما قد يؤثر سلبا على نتائجه في الانتخابات الرئاسية.
وأضاف الكاتب أن حزب العدالة والتنمية لا يلقي بالا إلى الإشاعات التي تحوم حول تاريخ الانتخابات المحلية والرئاسية، وإمكانية إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات المحلية، بدعوى أن الحزب يحصد أصواتا أقل في الانتخابات المحلية.
اقرا أيضا : تركيا تعلن حملة ضخمة للتوظيف بالقطاع العام في 2018
وفي هذا الصدد، شدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان على أن المدة الفاصلة بين الانتخابات المحلية والرئاسية، أي سبعة أشهر، تعد كافية حتى لا تؤثر واحدة على الأخرى. ويحيل ذلك إلى أن الانتخابات المحلية التركية ستعقد حتما قبل الانتخابات الرئاسية.
وأوضح الكاتب أنّ الرئيس التركي بادر بوضع خارطة طريق ليلة الاستفتاء في السادس عشر من نيسان/ أبريل الماضي، حيث أعلن أن سنة 2017 ستكون سنة "التغيير" على مستوى الإدارات المحلية لحزب العدالة والتنمية.
بناء على ذلك، شهد الحزب تغييرات جوهرية بالنسبة لرئاسة البلديات في أنقرة وإسطنبول وبورصا وغيرها من الولايات والمدن، علما وأن عملية التغيير لا تزال مستمرة.
أما المرحلة الثانية، فستكون خلال سنة 2018، حيث سيعمد الحزب إلى التجهيز والتحضير من أجل الانتخابات وبذل المزيد من الجهد في هذا الصدد.
أكد العديد من المواطنين بأنهم لن يمنحوا حزب العدالة والتنمية أصواتهم في الانتخابات المحلية، إلا أنهم أقروا بأنهم سيؤيدون أردوغان في الانتخابات الرئاسية.
من هذا المنطلق، أصدر الرئيس التركي تعليماته لجميع قياديي حزب العدالة والتنمية بضرورة العمل بجد خلال سنة 2018، حتى يتأهبوا بشكل جيد لخوض غمار الانتخابات.
وأكد الكاتب أنّ أردوغان لا يؤمن بأن الانتخابات المبكرة تعد خطوة إيجابية، مع العلم أن الحزب لم يتوجه لانتخابات مبكرة منذ أن تولى الحكم في سنة 2002، باستثناء سنة 2007.
اقرأ أيضا : اقتصاد تركيا يتجاوز التوقعات وينمو بـ 11 بالمائة
ويعود السبب وراء ذلك إلى الإجراءات التي كانت تتعلق بقرار اختيار رئيس الجمهورية من قبل 367 عضوا برلمانيا.
من جانب آخر، تصب كل المعطيات في مصلحة أردوغان، على غرار المفاوضات التي تجري حول الشأن السوري، وتراجع وتيرة الإرهاب، فضلا عن تجاوز الاقتصاد التركي مرحلة الخطر.
ولم يخف الكاتب أن العديد من الأحداث التي وقعت مؤخرا، سواء في ميانمار أو أزمة قطر، أو قرار ترامب حول القدس، قد أثرت بشكل إيجابي على نسبة التأييد الشعبي لأردوغان، خاصة بعد موقفه الصلب والقوي في وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فقد ساهم رد فعل الرئيس التركي حيال قرار ترامب بشأن القدس في حشد المحافظين والمتدينين حول أردوغان.
وفي حين أكد العديد من المواطنين بأنهم لن يمنحوا حزب العدالة والتنمية أصواتهم في الانتخابات المحلية، إلا أنهم أقروا بأنهم سيؤيدون أردوغان في الانتخابات الرئاسية.
وفي الختام، أفاد الكاتب أن العديد من الجهات كانت تعتقد بأن جملة من العوامل ستؤثر دون شك على نتائج الانتخابات الرئاسية، على غرار قضية رضا ضراب، واحتمال ترشح عبد الله غول، وتأثير ميرال أكشينار، إلا أن كل ذلك اصطدم بعنصر أكثر أهمية ألا وهو الشخصية الكاريزمية لأردوغان.
وبالتالي، من غير المرجح أن تنعقد انتخابات مبكرة مهما حاولت المعارضة الترويج لذلك، خاصة وأن حزب العدالة والتنمية يسعى بخطى حثيثة لضمان الفوز في الانتخابات.