هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف خبير عسكري إسرائيلي بارز الثلاثاء، عن وجود اعتبارات عدة تمنع الحكومة الإسرائيلية الحالية من خوض حرب في الوقت الراهن ضد قطاع غزة، في ظل تتبعها لتطور الأحداث في الساحة السورية.
وقال الخبير العسكري الإسرائيلي لدى صحيفة
"هآرتس" عاموس هرئيل، إن "إسرائيل بذلك في الأيام الأخيرة، تقوم بجهود كبيرة لمنع نشوب حرب جديدة مع قطاع غزة".
ونوه إلى أن هناك العديد من الأسباب والاعتبارات
"الواضحة لمنع تلك الحرب، وذلك في ظل غياب بديل واضح لسلطة حماس هناك،
والرغبة الإسرائيلية في مواصلة بناء الجدار تحت الأرضي الخاص بمحاربة الأنفاق؛
إضافة لاعتبارات أخرى أيضا".
وأضاف هرئيل أن "من ضمن تلك الاعتبارات، يتعلق
بالساحة الشمالية ونفوذ إيران هناك، وهي مسألة مطروحة حاليا في مقدمة أولويات
إسرائيل الاستراتيجية"، مشيرا إلى قرار وزير الطاقة الإسرائيلي الأحد الماضي،
"بإعادة تزويد الكهرباء لغزة وإعادة وضعها لما كانت عليه قبل سبعة
أشهر".
اقرأ أيضا: إسرائيل تعيش أزمات متلاحقة مع دول ومنظمات عالمية
وأوضح أنه تم "عقد المجلس الوزاري السياسي
والأمني المصغر اجتماعا مطولا، ناقش خلاله الوضع على الحدود اللبنانية والسورية،
وهذان الحدثان مرتبطان"، لافتا إلى أنه "على خلفية عدم الاستقرار على
الحدود، يجب على إسرائيل أن تدير باستمرار عدة أزمات في آن واحد وأن تدرس كيفية
انعكاس تطورات إحدى الجبهات على الأخرى".
وأكد أنه مع تفاقم المعاناة الإنسانية بغزة وتعثر
المصالحة الفلسطينية، وعدم قناعة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بأن المصالحة
"ستعود بالفائدة عليه، ورفضه المضي قدما في تحمل مسؤولياته في غزة، طالما لم
تخضع حماس سلاحها للسلطة، ومع إعلان الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة
لإسرائيل، بدأ إطلاق الصواريخ على النقب".
شاحنات أسلحة إيرانية
وفي ضوء هذا الواقع أشار هرئيل، إلى وجود "تخوف
مصري من فقدان السيطرة الكاملة على الوضع، حيث بدأت بالضغط على جميع الأطراف
للتوصل لحل توفيقي، وهو ما أدى لتراجع عباس في مسألة الكهرباء، واستجابة تل أبيب
لزيادة تدفق الكهرباء للقطاع، تحييدا للعوامل التي قد تؤدي لتسريع المواجهة
العسكرية".
كما كشفت شركة "مكان" الإعلامية
الإسرائيلية الاثنين، أن إسرائيل تدرس تخفيف بعض القيود، ومن بينها زيادة نقل
البضائع لقطاع غزة، والموافقة على مشاريع البنية التحتية التي تمولها دول الخليج
(منها إعادة الإعمار)".
وبخصوص الجبهة الشمالية، لفت الخبير الإسرائيلي إلى
أن "نظام بشار الأسد يواصل استعادة سيطرته على الأراضي في جميع أنحاء سوريا،
ومنها؛ مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل"، مشيرا إلى أنه مع تقدم قوات
الأسد، "بدأت إيران باقتطاع القسائم من انتصاره؛ فالشاحنات الإيرانية تنقل
البضائع، وربما الأسلحة، عبر الممر البري الذي حققته طهران على أراضي العراق
وسوريا، وصولا لدمشق".
وأفاد أن "إيران تتفاوض مع الأسد لاستئجار
قاعدة جوية وميناء، وإنشاء قواعد للميليشيات الشيعية، والسماح للميليشيات بالتمركز
في الجنوب، وليس بعيدا عن الحدود الإسرائيلية"، مؤكدا أن "أهم الأسئلة،
من وجهة النظر الإسرائيلية، تتعلق بصناعة الأسلحة الإيرانية".
اقرأ أيضا: الحيرة تربك تل أبيب.. هل تنتظر رد المقاومة أم تضرب قبلها؟
وحول استعادة سوريا ترسانة الصواريخ، أعرب مسؤولون
إسرائيليون كبار، بمن فيهم رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، عن
قلقهم إزاء اتجاهين؛ الأول: استعادة ترسانة الصواريخ التابعة للنظام والتي فرغت
تماما في الحرب، واقامة مصانع أسلحة إيرانية في سوريا ولبنان؛ والتي بدروها ستساعد
على تحسين مستوى دقة الصواريخ والقذائف التي يملكها حزب الله.
وقدر هرئيل، أنه "على المدى الطويل، يمكن
لإيران أن تهدد الإسرائيليين، من ثلاث ساحات؛ لبنان وسوريا وغزة، حيث تتلقى الجهاد
الإسلامي، وبدرجة أقل، الجناح العسكري لحماس، مساعدات اقتصادية من طهران".