هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في حادث الاعتداء على "هشام جنينة"، "يكاد المريب أن يقول خذوني"!
فقد أراد "أهل الحكم" في مصر، أن ينتقموا من الرجل، وأن يلحقوا به الأذى، لمواقفه الشجاعة في مواجهتهم، وكان آخرها انضمامه للفريق الرئاسي للفريق "سامي عنان"، فكانت خطتهم لم تضع احتمال أن يتم القبض على الجناة، فانكشفوا أمام العالم كله، على أنهم "عصابة"، وليسوا "سلطة حكم"!
لا أعتقد أنها كانت محاولة قتل للمستشار "هشام جنينة"، الذي عزله السيسي من رئاسة الجهاز المركزي للمحاسبات، بعد حديثه عن حجم الفساد، وكان عزله بالمخالفة للدستور، الذي يحصن رؤساء "الأجهزة المستقلة" من العزل. فالشاهد أنها محاولة اختطاف، عندما فشلت كان البديل هو الاعتداء عليه، ولم تضع الجهة المنفذة خطة إذا فشلت العملية، وقد تجمع الأهالي وألقوا القبض على الشبيحة، مما كان سبباً في سيطرة الارتباك، الذي أنتج تقديم المزيد من القرائن على هوية الفاعل الأصلي!
أراد "أهل الحكم" في مصر، أن ينتقموا من الرجل، وأن يلحقوا به الأذى، لمواقفه الشجاعة في مواجهتهم، وكان آخرها انضمامه للفريق الرئاسي للفريق "سامي عنان"
في واقعة عزل المستشار هشام جنينة، أوعز النظام الحاكم إلى أن أزمة جنينة أنه يقوم بالتهويل في ذكر أرقام الفساد، وبعد التشويه المتعمد لتصريحاته التي قام بها موقع "اليوم السابع"، الذي علمنا مؤخراً أنه مملوك للنظام وأذرعه الأمنية، لم يذكر النظام الحجم الحقيقي للفساد كرد على الرقم المذكور. ولم يكن هذا هو الموضوع، فقد صدر قرار النيابة العامة بإلزامه بدفع كفالة ضخمة، على ذمة القضية، وكان الخيط الأكبر الذي دل على أن الرجل مستهدف منهم، أن التنكيل لم يقتصر عليه، ولكن امتد إلى ابنته فتم فصلها من وظيفتها حيث تعمل وكيلة بالنيابة الإدارية!
كان الهدف هو المزيد من التنكيل بالرجل، للتشفي فيه وهو في هذه الحالة، ثم أنهم كانوا بحاجة إلى ترتيب أوراقه
وفي واقعة الاعتداء عليه، حدث ولا حرج!
في قسم شرطة "التجمع الأول "، تم ترك المستشار جنينة ينزف، ولم يتم نقله للمستشفى للعلاج إلا بعد أكثر من ساعتين، بل منعت زوجته "المحامية" وابنته من الوصول إليه، وعندما ارتفعت أصواتهن تندد بما يجري، كان القرار احتجازهن في قسم الشرطة بعيداً عنه، كما منع محاميه أيضاً من الوصول إليه، وهذا من الحقوق الأولية التي كفلها القانون لأي متهم ولو كان القتيل هو السيسي!
كان الهدف هو المزيد من التنكيل بالرجل، للتشفي فيه وهو في هذه الحالة، ثم أنهم كانوا بحاجة إلى ترتيب أوراقهم، بعد هذا الفشل، وقد مررت بهذه التجربة من قبل على يد عصابة "حبيب العادلي" وأعرف كيف يفكر القوم ويقدروا عندما تفشل خطتهم!
"المذكرة المهزلة" لقسم الشرطة، نشرت أسماء الشباب المعتدى عليهم بحسب التأكيدات الأمنية، فتوصل الناس إلى حقيقة أحدهم
ومنذ عهد مبارك، فإن الأمن يستعين بالشبيحة للقيام بدور المواطنين المؤيدين للنظام، أو الاعتداء على المتظاهرين
الاستخدام الأول: للقيام بدور المواطنين المؤيدين للنظام، وهى فكرة جادت بها قريحة رئيس حزب يساري، عميل للأجهزة الأمنية، بعث بها لوزير الداخلية؛ فراقت له، حتى لا يقال أن المصريين ضد النظام. فأمام مظاهرات تهتف ضد النظام، هناك مواطنون يرفضون هذه المظاهرات.
الاستخدام الثاني: هو الاعتداء على المتظاهرين، والقيام بمهام نيابة عن رجال الأمن. ويحرص الأمن في مثل هذه الحالات على الظهور بمظهر المحايد، فهو لا يتدخل في مشاجرات بين المواطنين!
وقد حدث ذات مرة، أن جرى الاعتداء على الصحفية الراحلة "نوال علي"، حيث كانت في طريقها لحضور دورة بالنقابة، وكانت مظاهرات على "سلالمها". وترك رجال الشرطة ومن باب الحياد، عملية التحرش بفظاظة عليها، لكن الكاميرات نقلت الجريمة للعالم كله، وأدانت الإدارة الأمريكية هذه الجريمة، ولم ينطل عليها رواية السلطة بأنه تصرف من مواطنين يؤيدون النظام. واللافت أن صحيفة "الأهرام"، نشرت في صفحة "الحوادث" التي كان يشرف عليها "أحمد موسى" الرواية الأمنية، وكانت تدور حول أن الصحفية هي من اعتدت على المواطنين وتحرشت بهم!
وقد دفع "موسى" ثمن هذا الخبر، بقيام صحفيات بطرده من مقر النقابة، وحاولن الاعتداء عليه، فجرى أمامهن مذعوراً، ولم يدخلها لفترة طويلة. وكان عضواً بمجلس النقابة، بمساندة الإخوان، فلم يتمكن من حضور الجلسات المجلس مرة أخرى. ومعلوم أنه زار مكتب الإرشاد، وخلع حذاءه على باب مقرهم، وصلى خلف المرشد العام، أملاً في أصوات الصحفيين الإخوان، وقد فاز بها!
مذكرة المباحث، التي استهدفت ليس فقط إفلات السلطة الحاكمة من الجريمة، ولكن إدانة جنينة وأسرته، قدمت دليلاً جديدة على الفاعل الأصلي، وهو شخص عبد الفتاح السيسي. فلا يمكن أن يكون الاعتداء على انسان بحجم المستشار "هشام جنينة"، إلا إذا كان هو نفسه في الصورة.
فالقرينة الجديدة كانت بذكر أسماء الثلاثي ومهنهم. فالأول وهو "شرنوخ" صاحب مقهى ومقيم في منطقة المقطم، والثاني صاحب مقهى ومقيم في منطقة الزاوية الحمراء، والثالث صاحب مطعم بشارع الألفي (وسط البلد) ومقيم في القللي. ليبقى السؤال: وما الذي ذهب بهم إلى منطقة التجمع البعيدة عن كل هذه المناطق وفي ساعة مبكرة (فالحادث كان في التاسعة صباحاً)؟
ودولة تختطف رئيس أركان الجيش المصري السابق في وضح النهار، وتعتدي على نائبه المختار، وهو قاض كبير، رأس أهم جهاز رقابي في مصر. هي دولة "شرنوخ
إن هذه الجريمة تأتي من قبل نظام في حالة هلع، فيستلهم لذلك ممارسات "العصابات"، التي لا يجيد غيرها، ودولة تختطف رئيس أركان الجيش المصري السابق في وضح النهار، وتعتدي على نائبه المختار، وهو قاض كبير، رأس أهم جهاز رقابي في مصر. هي دولة "شرنوخ"، فعندما تغيب الدولة المصرية يظهر "شرنوخ".
إن اسقاط دولة "شرنوخ" واجب وطني.