هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت العلاقات بين الأردن وقطر محاولات لكسر جمودها، بعد أشهر من خفض عمّان تمثيلها الدبلوماسي في الدوحة؛ بسبب الأزمة الخليجية مع قطر.
وكان موقف الأردن الذي اختار جانب دول المقاطعة محافظا على شعرة من العلاقات مع قطر، إذ إنه لم يقطعها تماما كما فعلت السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
وظهرت مؤخرا رسائل من الأردن غير مباشرة، تنم عن رغبة في علاقات أكثر مع قطر، لا سيما أن المملكة تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، تجعلها منفتحة على جميع الخيارات.
وكان آخر هذه الرسائل مذكرة نيابية تطالب حكومة المملكة بإعادة سفير البلاد إلى قطر، وقبلها زيارة وفد اقتصادي أردني للدوحة من غرفة التجارة.
وتناولت وكالة الأناضول التركية العلاقات بين الأردن وقطر، وقرأت -بحسب محللين تحدثت معهم- رغبة أردنية بإعادة العلاقات مع قطر، معتبرة أن الأردن وقف في الأزمة الخليجية موقفا "معتدلا غير منحاز".
فيوم الثلاثاء الماضي، 20 آذار/ مارس الجاري، وقع 45 نائبا في مجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) مذكرة نيابية تُطالب بعودة سفير بلادهم إلى الدوحة.
وفي 11 من الشهر الجاري، استقبلت غرفة تجارة وصناعة قطر وفدا اقتصاديا أردنيا برئاسة رئيس غرفة تجارة الأردن ورئيس اتحاد الغرف العربية، نائل الكباريتي، وناقش الطرفان السبل الكفيلة بتعزيز الاستثمارات المتبادلة، وإمكانية إقامة مشروعات مشتركة.
اقرأ أيضا: وفد تجاري قطري رفيع إلى الأردن
ورصدت الوكالة أن الأردن بدأ محاولات الأردن كسر جمود العلاقات مع الدوحة، في 7 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عندما هاتف العاهل الأردني عبدالله الثاني، الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني بشأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل".
وهنأ الملك الأردني في 14 من الشهر ذاته الأمير تميم بالعيد الوطني لاستقلال بلاده، وقالت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" حينها إن الملك عبد الله قدم "أحر التهاني باسم شعب المملكة وحكومتها، متمنيا للأمير تميم موفور الصحة والعافية، وللشعب القطري مزيدا من التقدم والازدهار".
ونقلت الوكالة عن القيادي الإسلامي، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني (زمزم)، رحيل الغرايبة، قوله: "العلاقة الأردنية القطرية شهدت توترا وجمودا، وقد بُذلت جهود من كلا الطرفين لمحاولة تحسينها".
وأضاف الغرايبة أن "العلاقة تسير باتجاه متصاعد، ولكن ببطء ملحوظ.. الأردن وقف موقفا معتدلا، ولم ينحاز لأحد في الأزمة الخليجية؛ لذلك نحن بحاجة لعودة العلاقات مع الدوحة".
وتابع بأن "المذكرة النيابية الأخيرة هي في الاتجاه الصحيح، مصالحنا الأردنية في قطر كبيرة، فهناك جالية أردنية كبيرة تعمل هناك (أكثر من 40 ألف أردني)، وأعتقد أن المرحلة القادمة تحمل المبشرات".
نصف خطوة للخلف
من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة البلقاء، خالد شنيكات، أن "علاقة الأردن الخارجية مع دول الخليج تتميز بالتوازن، فالأردن أخذ تقريبا نصف خطوة تمثلت بخفض التمثيل مع الدوحة، ولم يقم بخطوة دول الخليج ذاتها، من باب الوسطية في اتخاذ القرار، بحيث يُبقي الخطوط مفتوحة مع الجميع".
وقال إن الأردن أبقى الباب مفتوحا لإمكانية لعب دور الوسيط في حل الأزمة بين قطر والدول الخليجية، معتمدا على علاقاته الاقتصادية الجيدة مع دول الخليج.
وأضاف: "بالتالي، فإن هذا الجانب (الاقتصادي) عامل مهم في سياسة الأردن الخارجية، فهو لا يصل حد القطيعة، ولا يرغب به مع دول الخليج وقطر، لهذا فإن مصلحة الأردن بأن يعود الصف الخليجي موحدا، ويتجاوز مرحلة الانقسام".
التجارة بين البلدين
وبحسب دائرة الإحصاء العامة الأردنية (حكومية)، بلغت التجارة الخارجية للمملكة مع دول مجلس التعاون الخليجي نحو 5.8 مليارات دولار خلال 2017.
وسجلت قيمة الواردات السلعية الأردنية من دول الخليج نحو 3.957 مليار دولار، فيما وصلت الصادرات الكلية الأردنية لدول الخليج إلى 1.847 مليار دولار.
اقرأ أيضا: مسؤول أردني: قطر تفتح أبوابها للسلع الأردنية بلا استثناء
إلا أن شنيكات، وهو محلل سياسي، رأى أن "هناك أيضا عوامل غير مرئية تعتمد على علاقة قطر مع دول إقليمية كإيران".
ويخلص بناء على ذلك إلى أنه "من الصعب أن يعود الأردن لقطر؛ كي لا يضحي بعلاقته مع دول الخليج"، معتبرا أن علاقة عمان بالدوحة تعتمد في هذا الصدد على "تمسك قطر بالمصالح الخليجية والتزامها بالصف الخليجي، ما يسهل عودة علاقتها بالأردن، بالإضافة إلى علاقة الدوحة مع واشنطن في هذا الصدد".
بدوره، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، رائد الخزاعلة، إن "مصلحتنا تكمن في أن تعود العلاقات مع كل الأشقاء العرب، نحن كشعوب تواقون لأن يكون هناك علاقات بكافة الأقطار".
وأضاف: "نحن مع الانفراج في العلاقات، ومع فتح القنوات، وإعادة التمثيل إلى مستواه مع قطر وغيرها، بأن نكون لاعبين رئيسيين في رأب الصدع مع الأشقاء العرب".
ودعا الخزاعلة حكومة بلاده لإعادة حساباتها، وبأن تكون جزءا من المصالحة، معتبرا أن "الأمة الآن في أضعف أحوالها، وإن لم تتحد الآن فالكل خاسر وليس هناك رابح".