هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتسارع وتيرة التفاعل مع حملة مقاطعة بعض الشركات احتجاجا على ارتفاع الأسعار، في المغرب، حيث عرف اليوم السادس للمقاطعة، اعتقال أحد نشطائها، وهجوم وزير الاقتصاد والمالية المغربي، محمد بوسعيد، على من يقاطع بعض الشركات، من خلال وصفهم بـ"المداويخ/الحمقى".
وكانت كبرى الصفحات المغربية بمواقع التواصل الاجتماعي دشنت حملة إلكترونية لمقاطعة الحليب والبنزين والمياه احتجاجا على ارتفاع أسعارها، عرفت تجاوبا واسعا لدى المستهلكين المغاربة.
مول البيضة.. أول المعتقلين
أوقفت السلطات الأمنية في الدار البيضاء، ناشطا فيسبوكيا، يحمل لقب "مول البيضة" بسبب مزاحه مع أصدقائه، سائقي سيارات الأجرة، عن طريق شريط فيديو حول مقاطعة المنتوجات الثلاثة، ضمن الحملة التي يخوضها عدد كبير من المغاربة.
وقالت خلية الإعلام في ولاية أمن الدار البيضاء، مساء الثلاثاء، إنها "فتحت بحثا قضائيا مع سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 35 سنة، وذلك على خلفية الاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالتهديد".
وزادت: "تداول مقطع فيديو عبر تطبيقات التراسل الفوري، يظهر فيها المشتبه فيه يدعو عددا من المواطنين، خصوصا من بين سائقي سيارات الأجرة، إلى مقاطعة مجموعة من البضائع الاستهلاكية، والتموينية، تحت طائلة التهديد باستعمال العنف في حقهم".
وتابعت أن "بحثها مكن من تحديد هوية المشتبه فيه، الذي لم يظهر المقطع ملامحه كاملة، قبل أن يتم توقيفه، زوال اليوم نفسه، وإخضاعه إلى تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة".
عدد من الصفحات الداعية إلى المقاطعة، عممت دعوات للتضامن مع الشاب المعتقل.
وأطلق نشطاء فيسبوكيون حملة ضد اعتقال الشاب، الذي كان يهدد سائقي سيارة الأجرة مازحا، بإفراغ عجلات سياراتهم من الهواء في حالة إذا تزودوا بالوقود من إحدى المحطات، التي تتم مقاطعتها خلال الحملة الشعبية.
وسجلت ذات الصفحات أن "أحد الأطراف اليائسة ربما استعمل هدا الفيديو كأحد الحلول التي تبقت لهم إثر هذا الحراك الشعبي الهائل الذي قيدهم، فرأوا أن يستعملوا الفيديو لتلطيخ سلمية الحملة".
وتابعت: "نتمنى أن تطلق السلطات المغربية صراح ابن الشعب المناضل الذي لم يفعل أي شيء يسيء لسلمية الشعب وحضارته في طلب حقوقه ونحن مقتنعون بأن السلطات لن تجد سائقا وسط الذين مازحهم عادل سيقوم بمتابعته لأن الفيديو يظهر أنه فقط يمازحهم".
المداويخ.. هجوم وتراجع
في أول تعليق لمسؤول في الحكومة المغربية على حملة المقاطعة، هاجم وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، المواطنين المنضمين لحملة مقاطعة ثلاثة منتوجات استهلاكية، واصفا إياهم بـ"المداويخ".
وقال الوزير، في جلسة لمجلس المستشارين، الثلاثاء: "علينا أن نشجع المقاولة ونشجع المنتوجات المغربية، لا كما يفعل بعض المداويخ الذين يدعون لمقاطعة المقاولة المغربية التي هي مقاولات مهيكِلة ومهيكَلة وتشغل عباد الله تؤدي الضرائب".
لم يمر هجوم الوزير على المقاطعين دون جواب، مئات التدوينات نوعت من أساليب الضغط على الوزير، انطلقت من الاعتذار وصولا إلى طلب الإقالة من الحكومة، ومحاسبته وتذكيره بملفات اتهم فيها بالاستفادة من المال العام دون وجه حق.
اقرأ أيضا: حملات واسعة بالمغرب لمقاطعة منتجات بسبب ارتفاع الأسعار (شاهد)
وبلغ بهم الحد إلى اللجوء إلى موقع العرائض العالمي "أفاز" لمطالبة الوزير بوسعيد بالاعتذار للشعب المغربي.
الهجوم الحاد على الوزير، دفعه للتراجع قليلا، حيث أعلن في تصريحات صحافية، الأربعاء: "هناك تيار يحاول تصيد الفرص وإظهار أن الوزير يقصد بعبارة المداويخ المغاربة".
وزاد نقلا عن الوزير أن "العبارة اللتي وظفها تهم تيارا اعتاد توظيف المقاطعة في مواجهة خصومه السياسيين وأنها ليست المرة الأولى التي يتم مواجهة هذه الشركات".
جدير بالذكر أن مصطلح "المدوايخ" استعمله رئيس الحكومة السابق، وأمين عام حزب العدالة والتنمية السابق، لوصف بعض من شباب حزبه متمازحا معهم في خطبه قبل سنة وأكثر.
ونشر مئات من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك هاشتاغ #المداويخ اختاروا عبره الهجوم على الوزير والسخرية من تصريحاته.
لائحة مطالب المقاطعين
وعممت المجموعات الداعية للمقاطعة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ما أسمته بـ"لائحة المطالب".
قالت فيها: "نظرا لتكلفة الإنتاج وقياسا مع السوق الدولية والقدرة الشرائية للمواطن المغربي، البنزين لا يجب أن يتعدى 7.5 دراهم ( لتر)، والحليب لا يجب أن يتعدى 2.30 درهم (نصف لتر)، والماء المعدني لا يجب أن يتعدى 3.60 دراهم (لتر ونصف)"، و(الدولار يساوي أكثر من 9 دراهم).
وشددت: "بغض النظر عن الجهة المنتجة، ارحموا الشعب، يا مصاصي الجيوب، اليوم السادس من الحملة لا زلنا صامدين، نشكركم على ما قدمتموه من مساهمة لإنجاح هذه الحملة النبيلة التي أبانت لنا عن صدقكم وتلاحمكم مع بعضكم البعض".
وأفادت: "هذه الحملة التي بينت لنا أن في الوحدة قوة، لم يمر إلا أيام عن انطلاقها وها نحن نرى نتائجها الملموسة، شركات المنتجات التي قمنا بمقاطعتها تتخبط اليوم بسبب الخسارة التي لحقتها ولا يسعنا إلا أن نشكر لكم صمودكم وانضباطكم تجاه هذه الحملة السلمية التي تهدف إلى إنصاف المواطن المغربي الذي عانى الأمرين بسبب الزيادات المتواصلة دون أي وجع حق".
وانتشرت كالنار في الهشيم حملة مقاطعة منتوجات ثلاث شركات اتهموها بالاحتكار والجشع، ويتعلق الأمر بشركات "إفريقيا" للمحروقات، و"سيدي علي" للماء المعدني، و"سنطرال" للحليب ومشتقاته، وهي الحملة التي يقول المنضمون إليها إنها جاءت للرد على الزيادات في أسعار مواد هذه الشركات، ونتج عنها تكبد خسائر بسبب امتناع المواطنين عن اقتناء منتوجاتها.
وتصدرت صفحات "كازا بلا فيزا"، و"أكادير فلاي"، و"ديما مراكش"، و"مول الشكارة"، التي تضم مئات الآلاف من المعجبين لحملة المقاطعة التي استهدفت بالخصوص الشركات الكبرى للمياه والحليب والبنزين التي قال عنها النشطاء إنها تحتكر السوق بأكثر من خمسين بالمئة.