هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار اعتقال النظام المصري، لبعض الناشطين والمدنيين والمعارضين لسياساته خلال الأيام القليلة الماضية، التساؤلات حول دلالات تلك الحملة، وما استجد من تغيير حتى يبدأ النظام في قص أظافر المعارضة المدنية من غير الإخوان المسلمين.
واعتقلت قوات الأمن،الأحد، الأكاديمي حازم عبدالعظيم، قبل أن تعتقل المدون وائل عباس، الأربعاء 23 آيار/مايو الجاري، الذي سبقه اعتقال عدد آخر من النشطاء البارزين مثل شادي الغزالي حرب، وهيثم محمدين، يومي الخميس والجمعة 17 و 18 أيار/مايو، والناشطة أمل فتحي الجمعة 11 أيار/مايو، وشادى أبو زيد 6 آيار/مايو، والمدون محمد أكسجين في 7 نيسان/أبريل.
وتوقع نشطاء مثل منى إبراهيم، اعتقال نشطاء آخرين الأيام المقبلة مثل الحقوقي جمال عيد، والقيادية في ثورة يناير نواره نجم، والمحامي الحقوقي طارق العوضي.
اقرأ أيضا: منظمة حقوقية تنتقد تصاعد الحملة ضد نشطاء المعارضة بمصر
والمثير في الأمر، اتهام هؤلاء المعتقلين باتهامات قيادات الإخوان المسلمين، من الانضمام لـ"جماعة إرهابية تعمل على قلب نظام الحكم"، و"تعطيل الدستور"، و"هدم الدولة".
وفي الوقت ذاته، وعلى مستوى محافظات ومدن مصر في الدلتا، قلت بشكل ملحوظ الحملات الأمنية التي كانت تجوب القرى وزوار الفجر الذين كانوا يلاحقون بشكل دوري مؤيدي جماعة الإخوان وأنصارها، وذلك حسبما أكد أكثر من مصدر من داخل جماعة الإخوان لـ"عربي21".
وفي السياق ذاته، أطلق أحد أعضاء الجماعة بالسجون، تحذيرا للإخوان خارج السجون بأخذ الحيطة والحذر من هذا الهدوء، مؤكدا أنه سيتبعه هجمة شرسة جدا على أعضاء وأنصار الجماعة، حسبما أكد أحد عناصر الإخوان لـ"عربي21".
يدبر شيئ ما
وجزمت أستاذ العلوم السياسية الدكتورة سارة عطيفي، بأن "هناك شيء ما يدبره النظام على خلفية تلك الاعتقالات"، مضيفة: "وللأسف نحن دائما رد فعل"، مشيرة إلى أن "القارئ لأحداث المظاهرات الفئوية لارتفاع تذكرة المترو؛ يرى أنها إشارة مهمة لم يغفل عنها النظام".
الأكاديمية المصرية في أمريكا، أكدت لـ"عربي21" أن "النظام بين المطرقة والسندان؛ وعليه تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي من تحرير سعر الطاقة والمواد البترولية وهذا سوف يؤدي بالفعل لغلاء جميع المنتجات وارتفاع التضخم وبالتالي تذمر الشعب واحتمال خروج مظاهرات فؤية من جديد".
وأشارت إلى أن "ارتباك النظام ،وعلى المستوى الخارجي لم يكن له ردة فعل تجاه نقل السفارة الأمريكية واعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلى جانب صفقة القرن التي لا نعلم تفاصيلها، وعلى المستوى الداخلي يحاول النظام تشكيل الحياة السياسية مما يتيح له السيطرة على مدى طويل".
وحول توجه النظام لاعتقال رموز التيار المدني الآن، قالت عطيفي: "تم اعتقال وقتل وخطف جميع المعارضين الإسلاميين، فلم يبقى صوت يزعج النظام الانقلابي غير التيار المدني المتمثل في المدونيين والنشطاء وآخرهم حازم عبد العظيم".
اقرأ أيضا: مقتل 10 صحفيين واعتقال 200 آخرين بمصر منذ انقلاب 3 يوليو
وعن هدف النظام أو مخاوفه كي ينفذ تلك الاعتقالات بهذا التوقيت، تساءلت: "هل سيتم التنازل عن ما هو أكبر من (تيران وصنافير) وغاز شرق المتوسط والحصة المائية من نهر النيل؟ أم سوف يصدر البرلمان قانون يجعل من المرتزق الطاغوت حاكما أبديا لمصر؟ أم سوف يصدر قانونا بتغير العملة المصرية؟"، موضحة أن "كلها تخمينات وتساؤلات وعلينا أن ننتظر".
على وشك الانفجار
من جانبه، قال السياسي المعارض، عمرو عبدالهادي، إن "السيسي مقتنع تماما أن هامش الحرية الذي سمح به مبارك هو سبب قيام الثورة؛ لذلك يحاول من اللحظة الأولى سد هذا الهامش وهذه الفجوه والعمل على غلق كل السبل أمام استكمال الثورة لأهدافها أو اسقاط نظامه كاملا".
من جهته، أكد المحامي الحقوقي، لـ"عربي21"، أن "الدافعين الأهم لدى النظام هما: عدم انجاح الثورة، ثم الانتقام من كل فرد حلم بالثورة أو أيدها أو آمن بها أو حتى شارك فيها"، موضحا أن "النظام يؤمم كل مناحي الحياة ويعسكرها، وهو ما يقطع دورة الحياة بالأساس لأن سيطرة المؤسسات العسكرية على الحياة الاجتماعية، يسقطها وما يفعله يجعلنا على وشك الانفجار"، معتقدا أن الدور قادم على بعض النشطاء والحقوقيين مثل جمال عيد وغيره".
وحول ما تغير لدى النظام الذي كان يسمح للنشطاء بالسفر للخارج وانتقاده في ذات الوقت كي بعتقلهم الآن، وإن كان النظام يجهز لشيء كبير أم أنه يخاف من تحرك محتمل، رجح عبدالهادي صدق الاحتمالين، مضيفا أن "الخوف من تحرك محتمل هو الهاجس لدى السيسي في ظل ضغوط صندوق النقد لرفع الدعم كليا خلال الشهور المقبلة".
الوضع غير مستتب
وفي تعليقه على اعتقالات النشطاء، قال الكاتب الصحفي سليم عزوز، بمقال له في "عربي21"، إن "الاعتقالات التي تشمل الجميع هذه الأيام تؤكد أن الوضع لم يستتب بعد للسيسي، وعلى غير الشائع، كما تؤكد أنه قلق من شيء ما، وقد كتب ياسر رزق عن قلق الحكم، وهو المقرب من شخص السيسي، ولسانه الذي ينطق به".
وفي بيان للجبهة الوطنية المصرية أكدت أن "الاعتقالات التي تترافق مع تزايد الانتهاكات داخل السجون التي دفعت عددا من السجناء السياسيين للإضراب عن الطعام، وعلى رأسهم الشيخ حازم أبو إسماعيل، إنما هي محاولة يائسة جديدة لكسر إرادة الشعب المصري وقواه ورموزه الحية، بهدف تمرير دفعة جديدة من القرارات الإقتصادية والصفقات السياسية المؤلمة والتي لن يسكت عنها الشعب المصري".
اقرأ أيضا: الجبهة الوطنية تستنكر اعتقال الناشط المصري حازم عبد العظيم
قرارات يوليو
وقال الناشط مصطفي النجار: "يبدو أن هناك حملة اعتقالات واسعة للمؤثرين سياسيا بدأت بحازم عبد العظيم"، مضيفا عبر "فيسبوك": "يبدو أنها ستتناسب مع حجم الخوف من قرارات يوليو، التي سيكون المناخ الشعبي مهيأ للغضب الجامح، ويظن الظنان أن تلك الاعتقالات ستكبح جماح الغضب".
ورأى الكاتب الصحفي محمد الصباغ، تلك الاعتقالات من منظور آخر، وكتب عبر "فيسبوك" أن "الصحافة الإسرائيلية أعلنت بدء تنفيذ صفقة القرن؛ وقد تزامن هذا مع توسع عمليات القبض والاعتقال في مصر بدون مبرر علي أبرياء".