هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كبدت حملة المقاطعة شركة الحليب (سونطرال دانون) خسائر قياسية، لم تنجح محاولات الشركة إقناع المواطنين بالتراجع عن قرار الامتناع عن شراء منتوجاتها، رغم الحملة "المزدوجة" التي أطلقتها بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وبعد #خلينا_نتصالحو (دعونا نتصالح) الدفاعية، انتقلت الشركة إلى الهجوم من خلال رمي خسائر المقاطعة على الفلاح المغربي والحكومة معا من خلال رسالة بعثتها إلى التعاونيات (جمعيات تعاونية) التي تزودها بالحليب، تدعوها إلى تقليص 30 بالمئة من كمية الحليب التي تشتريها من الفلاح.
من مليون لتر إلى 500 ألف
وقال أحمد بوكرزية، رئيس التنسيقية الجهوية لمنتجي الحليب واللحوم الحمراء والمنتوجات الفلاحية (تضم 23 جمعية وتعاونية فلاحية)، إن "شركة (سونطرال دانون) شرعت الاثنين 28 مايو/ أيار الجاري، في تقليص حاجاتها من الحليب الذي تشتريه من الفلاحين".
اقرأ أيضا: حملات واسعة بالمغرب لمقاطعة منتجات بسبب ارتفاع الأسعار (شاهد)
وأضاف أحمد بوزكرية في تصريح لـ"عربي21"، أن الشركة قلصت حاجتها من الحليب إلى 500 طن من الحليب يوميا، (حوالي نصف مليون لتر، لأن 1 كيلوجرام حليب يساوي 1.02 لتر) بعدما كانت تشتري مليون لتر يوميا على الصعيد الوطني".
واعتبر أن "شركة سونطرال دانون كانت تستلم من الفلاحين في العادة مليون لتر يوميا من الحليب (1000 طن)، وتراجعت بطلب من الشركة إلى 500 ألف لتر فقط".
وأوضح بوزكرية، أن "عملية تقليص كمية الحليب تأتي عبر مستويين أما الأول؛ فيعني إذا كانت الشركة تشتري 1000 لتر من الحليب من تعاونية معينة بشكل (يومي)، فإنها بعد هذا القرار قررت أن تشتري مرة واحدة كل (يومين)".
وأما المستوى الثاني، يقول بوزكرية، فإن "الشركة أخبرت التعاونيات أنها ليست مضطرة حتى لشراء 1000 لتر التي قالت، بل ستشتري فقط حاجتها من الحليب".
وزاد بوزكرية، أن "الشركة تراجعت عن أخذ 150 طنا من جهة الدار البيضاء الشاوية يوميا وحدها، وهي الجهة التي تضم مناطق دكالة التي تعد من الأحواض المهمة لإنتاج الحليب في المغرب".
اقرأ أيضا: رئيس حكومة المغرب: المقاطعة صرخة الطبقة المتوسطة
وبخلاف ما أعلنته الشركة، سجل بوزكرية أن "هذا القدر من التراجع والتقليص يعني أن الشركة قلصت حاجتها من الحليب إلى النصف على المستوى الوطني".
المقاطعة أنصفتنا من الشركات
لم يتردد أحمد بوزكرية في الدفاع عن المقاطعة، مسجلا أن "الفلاح كان يخسر قبل المقاطعة. الفرق في هذه المرة أن الشركات بدورها أصبحت تخسر".
وسجل: "نحن مع المقاطعة. لو كانت الشركات تعطينا مستحقاتنا لتدخلنا وطلبنا من المواطنين التراجع عن المقاطعة، لكن للأسف الشركات هي السبب".
وكشف أن "الفلاح المغربي اليوم يبيع لترا واحدا من الحليب بنفس الثمن الذي كان يبيعه به قبل 2014، السنة التي رفعت فيها شركات الحليب ثمن اللتر بحوالي نصف درهم، ونقلته من 6.60 دراهم إلى 7 دراهم".
وأوضح أن "الشركات تراجعت عن اتفاق مبرم أشرفت عليه وزارة الفلاحة يقضي بأن نحصل كفلاحين ومربي الأبقار المنتجة للحليب على أكثر 60 بالمائة من قيمة الزيادة، لكن ذلك لم يستمر".
وتابع: "بعد اتفاق 2014 شرعت الشركات تدريجيا بالتراجع عن السعر المتفق عليه، إلى أن بلغت 2017 حيث أعادتنا الشركات إلى الثمن القديم بلا حسيب ولا رقيب".
وكشف أن الاتفاق نص مثلا على أن تحصل تعاونيات الحليب على 4 دراهم كثمن للتر الواحد من الحليب، وتحصل الضيعات الفلاحية الخاصة على 4.40 دراهم للتر، وهذا أيضا تم التراجع عنه".
وتابع بوزكرية: "أنا مثلا كنت أبيع الحليب لإحدى الشركات بـ3.30 دراهم قبل 2014، بعد الاتفاق أصبحت أبيعه بـ 4 دراهم، غير أني اليوم في 2018 عدت لبيعه بـ3.30 دراهم".
وكشف "أننا كتنسيقية جهوية أو كفلاحين أفراد راسلنا الوزارة الوصية لكن لا أحد تجاوب معنا إلى الآن".
تصدير الأزمة إلى الفلاح
اتصلت "عربي21" بشركة "سونطرال دانون"، من أجل أخذ أقوالها في الموضوع، من خلال ثلاث أسئلة، وجهناها عبر البريد الإلكتروني بطلب منهم، واستعجلناهم في الجواب، لكن إلى حدود كتابة هذه الأسطر لم يصلنا جواب الشركة.
من جهتها عممت شركة "سونطرال دانون" على الصحافة، رسالة وجهتها إلى التعاونيات الفلاحية على الصعيد الوطني، تخبرهم فيها بقرار خفض كميات الحليب التي تشتريها من الفلاحين بنسبة 30 بالمئة.
وقالت الشركة في الرسالة التي اطلعت عليها "عربي21": "شركاءنا الأعزاء كما في علمكم منذ 20 نيسان/ أبريل الماضي نتعرض لحملة مقاطعة علامتها التجارية للحليب الطري، مما انعكس سلبا على مبيعات هذه العلامة وباقي منتجاتها، وقد أثرت الدعوة للمقاطعة على تحويل كل الحليب المجمع من شركائنا مربي الأبقار".
وتابعت: "باعتبارها فاعلا اقتصاديا مسؤولا، ومنذ بداية حملة المقاطعة، حرصت على جمع نفس كميات الحليب وأداء ثمنه في الوقت المحدد، كما أننا لم ندخر جهدا في جمع الحليب وحمايتكم بتجنيبكم تبعات المقاطعة".
اقرأ أيضا: "سونطرال" تتبرأ من تصريحات مدير وصف مقاطعة المغاربة بالخيانة
وأفادت أنها وجهت الحليب لإنتاج الزبدة والحليب المعقم والحليب المجفف، هذه الحلول حسب المصدر ذاته، لم تأت بنتيجة، لذلك لجأت الشركة لإتلاف كميات كبيرة من الحليب الخام.
وأضافت: "بالرغم من كل هذه المحاولات الجادة، وبالنظر إلى الانخفاض المتوسط في المبيعات، فإننا نأسف لاتخاذ قرار تخفيض كميات الحليب المجمع بنسبة 30 في المائة على الصعيد الوطني، ابتداء من يوم الثلاثاء 29 أيار/ مايو 2018".
هذه الخطوة الجديدة، تأتي بعدما أطلقت الشركة حملة دعائية انطلقت في فاتح رمضان، عنونتها بـ #خلينا_نتصالحو (دعونا نتصالح) التي راهنت فيها على استعادة جمهورها.
وكانت عدد من صفحات التواصل الاجتماعي قد دعت قبل شهر إلى مقاطعة ثلاث شركات وصفتها بالمحتكرة والمتسببة في رفع الأسعار، ويتعلق الأمر بكل من شركة سونطرال دانون (الحليب ومشتقاته)، وأفريقيا للغاز (المحروقات)، وأولماس سيدي علي (شركة مياه معدنية).