هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت التسريبات بشأن رفض
القاهرة لاتفاق باريس بخصوص ليبيا وخاصة مسألة الانتخابات، تساؤلات حول سعي مصر
لتعطيل العملية الانتخابية هناك خوفا من فوز الإسلاميين.
وتواردت أنباء أن
"القاهرة ترفض بشكل كامل مخرجات مؤتمر باريس الأخير بشأن ليبيا، وخاصة إجراء
الانتخابات، والتي ترى مصر فيها مزيدا من الأزمة حال فاز بها الإسلاميون أو
الكتائب المسلحة، وأن "القاهرة أبلغت باريس بشكل واضح أن أي انتخابات ستجرى
في الوقت الراهن ستزيد معاناة ليبيا".
تصريحات
"صالح"
وأكد رئيس البرلمان
الليبي في طبرق، عقيلة صالح فور عودته من القمة أن "اللجنة المشكلة من
المجلس، والحكومة المؤقتة، والمصرف الموازي، وقوات حفتر، رفضت في لقاء
"باريس" الاعتراف بحكومة الوفاق، وأن "خليفة حفتر خط أحمر، وهو ما
يعد تنصلا من اتفاق فرنسا الأخير.
وكان اللواء الليبي،
خليفة حفتر قد دعا أنصاره بعد عودته من رحلة علاج "غامضة" إلى عدم
الالتفات إلى الانتخابات وعدم الاعتراف بهذه العملية التي قد تفرز ما وصفها
بالأجسام السياسية الجديدة.
دعم مصري
لكن في المقابل، أشار
وزير الخارجية المصري، سامح شكري بعد انتهاء القمة الدولية حول ليبيا، إلى أن
"بلاده تدعم كل الجهود الرامية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا بما فيها مؤتمر
باريس، مضيفا أن نتائج المؤتمر هي إعادة تأكيد للخطة الأممية".
ورغم أن هذه التصريحات
حول رفض مصر لاتفاق باريس لم تصدر من جهة رسمية، لكنها طرحت تساؤلات من قبيل حجم
التخوف المصري من فوز "الإسلاميين"؟ وهل ستسعى القاهرة لتعطيل العملية؟.
"حفتر"
كلمة السر
من جهته، أكد الباحث
السياسي الليبي، عزالدين عقيل، أن "المعلومات الموجودة الآن هي تسريب وليست
تصريحات رسمية، ويجب التعامل معها كتسريب، وربما تكون مواقف مصر تغيرت بعد تصريحات
"حفتر" عن الانتخابات فور رجوعه إلى ليبيا، وعمليا لاتصلح ليبيا للانتخابات
حاليا"، وفق قوله.
وأوضح في تصريحات
لـ"عربي21"، أنه "بالنظر للمواقف المصرية والواقع نجدها تخالف هذه
التسريبات كون الرؤية المصرية والفرنسية بخصوص ليبيا موحدة وخاصة في موضوع
الانتخابات، لكن لو قامت مصر بتعطيل الانتخابات ستكون عبر "المشير حفتر"
وليس بتدخل مباشر.
وبخصوص التخوف من فوز
الإسلاميين في ليبيا، قال عقيل: "أعتقد أن الإسلام السياسي لو دخل السباق
الانتخابي في ليبيا سيفوز بقوة وهذا ليس حبا فيه ولكن لأن الشعوب محبطة ولقدرة
الاسلاميين على التحشيد، ومن حق مصر أن تخشى وصول الإسلاميين إلى الصدارة كونهم
يتقاتلون مع هذا الفصيل حاليا"، كما قال.
"أكذوبة"
وقال رئيس مؤسسة
"ليبيا للإعلام"، نبيل السوكني، إن "اتفاق باريس هو اتفاق مصرى
فرنسي في الأساس، لكن ليس ما هو فوق الطاولة هو تحتها وهذه هي اللعبة السياسية،
والدليل هو استغلال فرنسا للوضع الإيطالي الحالي وانفرادها بالملف الليبي".
وأضاف
لـ"عربي21": "أما بخصوص تخوف مصر من فوز الإسلامين فهو
"أكذوبة" واضحة، لأن القاهرة تعلم جيدا أن التيار "المتطرف"
لن يكون له موطىء قدم فى ليبيا لسنوات عديدة، والسبب أن الشعب سيرفضهم ولن يقبل
بهم"، كما صرح.
الإطاحة بحليف
ورأى الباحث الليبي في
الجماعات الإسلامية، علي أبو زيد أن
"مصر فعلاً غير راضية عن مخرجات اجتماع "باريس" الغير مفعل، خاصة
وأن تمسك المجلس الأعلى للدولة والرئاسي بإقرار الدستور أولاً قبل الانتخابات، أو
إجراء انتخابات تشريعية فقط ثم إقرار الدستور ثم انتخابات رئاسية قد يطيح بحليفها
"حفتر".
وأشار إلى أن
"مصر أيضا حريصة أن يبقى الشرق الليبي تحت سلطة الحكومة المؤقتة الموالية لها
وشبه المنقادة لها تماماً، لذلك فإن الحديث عن حكومة وحدة وطنية لن تدعمه مصر
أبداً"، وفق قوله لـ"عربي21".
"ضمانات"
وأشار عضو حزب
"العدالة والبناء الليبي (إسلامي)، إبراهيم الأصيفر إلى أن " مصر تبحث
عن ضمانات لحماية حدودها وأمنها الاستراتيجي، ويأتي هذا التخوف لأن مصر كانت
محسوبة على طرف معين في الأزمة الليبية".
وقال في تصريح
لـ"عربي21" إن "القاهرة لم تكن أبدا صاحبة مبادرة توافقية تجمع
جميع الفرقاء في ليبيا، وتخوفها أيضا ينبع من الخوف من امتداد فوز الإسلاميين إلى
الانتخابات البرلمانية المصرية المقبلة"، حسب كلامه.