هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا أمير بوخبوط إن "الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات بعيدة عن الحدود من خلال وحدات خاصة تسمى الذراع الطويلة لإسرائيل، وتجري لقاءات سرية، وتقوم بتعاون بعيد عن الأضواء، وتنفذ مهام ذات بعد عملياتي حساس في أنحاء مختلفة من العالم، وتشمل ملاحقات على مدار الساعة للعثور على معلومات ذهبية يجب الحصول عليها، من خلال استخدام شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي".
وأضاف في تحقيق مطول ترجمته "عربي21" أنه "رغم عدم وجود علاقات سياسية بين
إسرائيل وبعض بلدان المنطقة، فقد نشأ تعاون أمني بينها، لأن الجميع يشعر أنه تحت
مظلة تهديد واحدة من التنظيمات المسلحة، وقد شرعت المخابرات الإسرائيلية من أجل
ذلك في جمع المعلومات وإجراء الأبحاث مع شركاء أجانب، في محاولة منها للتأثير
وتحسين الواقع الأمني".
أبواب مفتوحة
بوخبوط ينقل عن عاموس غلبوع أحد كبار الخبراء
الأمنيين في إسرائيل، ومؤلف كتاب "سيد الأمن"، كيف أن "سنوات الخمسينيات شهدت تبادل
إسرائيل للمعلومات الأمنية والتعاون الاستخباري مع الولايات المتحدة، فرنسا، تركيا، إثيوبيا، السودان، إيران، ودول أخرى، ووقعت على اتفاقيات للتعاون الأمني مع العديد
من دول العالم، وبعد صعود التنظيمات الجهادية في الشرق الأوسط أصبحت المخابرات
الإسرائيلية مرجعا مهما لأجهزة الأمن الإقليمية والعالمية لتتبع هذه الظاهرة
وملاحقتها، من خلال الجهد الذي يقوم به جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"،
بجانب جهازي الموساد والشاباك ووزارة الخارجية".
فيما أعلن وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه يعلون
عقب حرب غزة الأخيرة 2014 أن "الواقع الناشئ في الشرق الأوسط أوجد فرصا
ملائمة لإيجاد تعاون أمني لإسرائيل، وفتح أمامها أبوابا في بعض الدول العربية،
ومهد الطريق لنشوء علاقات وشراكات في المصالح بينها لتبادل المعلومات الأمنية
والتعاون الاستخباري".
وسلط التحقيق الإسرائيلي الضوء على قسم التعاون
الدولي الموجود في جهاز "أمان" الذي "يجتهد في إيجاد المزيد من
التعاون والتنسيق مع أجهزة استخبارات أخرى حول العالم وفي المنطقة، لأن هذه
الشراكات تعتبر كنزا لجميع الأجهزة الشريكة، وأي نقص في معلوماتها الأمنية تعوضه
إسرائيل من خلال شراكاتها الثنائية أو الجماعية، مع أن أمان يتعمد عدم نشر أسماء
هؤلاء الشركاء من الدول والمنظمات والأشخاص، لأن ذلك يساعد إسرائيل في مواجهة
أعدائها".
اقرأ أيضا: ما هي تداعيات كشف الجاسوس الإسرائيلي على مواجهة إيران؟
وأشار الضباط الذين التقاهم بوخبوط، ورمزوا لأنفسهم
بأسماء وهمية، إلى أنهم "ينشطون في التوسع الجغرافي، ويعملون على جمع المعلومات
من مصادر أجنبية لفحص مدى نشوء مصالح مشتركة ومهام خاصة بتعاون تلك الجهات، ووصل
هذا التعاون مؤشرات قياسية حتى إن بعض الدول ليس بيننا وبينها أي تعاون إلا في
المجال الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية".
وأضاف أن "هذا التعاون يشمل التخطيط لجداول
الأعمال واللقاءات المهنية، لكننا نولي أهمية استثنائية لمصادرنا الأمنية، ومعنيون
جدا بعدم كشفها، لأن المصالح المتبادلة بين إسرائيل والدول الشريكة معها في المجال
الأمني يمكن وصفها بأنها كنوز من المعلومات الأمنية، ما يجعل إسرائيل ضيفا له ثقل كبير في
اجتماعات الأجهزة الأمنية الشريكة معنا في الدول الأخرى".
علاقات عائلية
الجنرال هآرتسي هاليفي الرئيس السابق لجهاز أمان
الذي غادره قبل أسابيع فقط، قال إن "إسرائيل لديها تفوق أمني استخباري، لكننا
معنيون بأن نوظف هذا التفوق في كيفية تأثيره على الدول الأخرى، وأي معلومة نحصل
عليها لابد أن نحولها أداة لتنفيذ مهمة خاصة، وإجراء تعاون أمني، والقيام ببحث
ميداني، واجبنا أن نؤثر في سياسات الدول الأخرى من خلال المعلومات الأمنية، ما
يجعلنا مضطرين للنزول إلى الملعب، وليس فقط النظر لما يحدث عبر الجلوس في المدرجات".
وأضاف بوخبوط أن عمل ضباط "أمان" يجعلهم
"يتدخلون في العمليات الأمنية الميدانية، ويؤثرون في الواقع على الأرض، بحيث
تنشأ مع شركائهم الأمنيين علاقات خاصة، يتبادلون التهاني والتعازي، ويتقمصون
الشخصية العاطفية، لأن لقاء واحدا بأربعة أعين كفيل بحل جهد بشري استخباري يستغرق
من إسرائيل شهرا كاملا لفهم بعض الوثائق الأمنية".
وأشار إلى أن "هذه الوحدات الأمنية تقوم بتوفير
المعلومات اللازمة للجيش الإسرائيلي لخوض المعركة بين الحروب، للحفاظ على حرية
حركته وعملياته، والتأثير بشكل عام على مجريات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط،
وبالتالي فإن التعاون الأمني يلقي بظلاله الإيجابية بصورة كبيرة على تطورات الميدان
في الإقليم المحيط بإسرائيل، لأنه يعمل على تغيير شبه كامل لصورة الوضع الأمني".
اقرأ أيضا: معاريف: هذه تفاصيل صراع المخابرات بين إيران وإسرائيل
وأكد التحقيق الإسرائيلي المنشور أن "الأجهزة
الأمنية الإسرائيلية تعمل مع جهات رسمية في وكالات استخبارات أجنبية، وحين يسافرون
حول العالم يرتدون ملابسهم المدنية، رغم أنهم ضباط في الجيش الإسرائيلي، وقد
يتقلدون مهام دبلوماسية واستخبارية".
وشرح أحد الضباط بعض تفاصيل عملهم مع شركائهم الأمنيين
من الدول الأخرى بالقول إنه "في بعض حالات التعاون الأمني نأخذ معلومات ولا
نعطي، لأن الجهة الأخرى تكتفي بالتعاون الأمني من جانب واحد، وفي أحيان أخرى نقول
لمن يقدم لنا معلومة: شكرا، لسنا بحاجتها، وربما يعني تكرار كلمة نعم نعم نعم في
الحوارات الأمنية أنها تعني لا، وهناك أهمية لعدم إبداء الحماس من أي معلومة نحصل
عليها، وعدم قول (واو) أمام الشريك الأمني الآخر".
دورات تدريبية
وأوضح أن "هؤلاء الضباط والجنود العاملون في
وحدات التعاون الأمني والاستخباري الإسرائيلية يمرون بمراحل تدريبية ودورات
تأهيلية وفحوصات دورية، تجعلهم قادرين على إنشاء علاقات شخصية، والمبادرة إليها، ومعرفة التفاصيل الدقيقة، وتشغيل الدماغ لحل معضلة مفاجئة، وخوض دروس حول ثقافات
الدول المجاورة وعاداتها وتقاليدها، لأنهم يجرون لقاءات واتصالات يومية، تستمر
ساعات طويلة".
ونقل عن أحدهم قوله إن "هناك بحرا من المعلومات
والمصالح وتبادل الشراكات على مدار الساعة، هذا عمل يستغرق منا 24 ساعة، ماذا أقول
وكيف أقول، أحيانا أتلقى معلومات ليست يومية فقط، بل في كل ساعة، بحسب تطور الحدث
المقصود، هذه مهمتنا العمل 24/7 (سبعة أيام في 24 ساعة)، أجد نفسي مع شركاء منظمات
أمنية واستخبارية دون التفصيل والتوسع بذلك".
وختم قائلا إن "إسرائيل تجد نفسها شريكة في
أحداث تكتيكية تشهدها المنطقة، وليس فقط استراتيجية، وتمر علينا بعض الأحيان نفتح فيها الصحيفة لنجد أننا كنا شركاء في إحداث تطور ما داخل إسرائيل وحولها، مهمتنا أن
نؤثر في الدول المستهدفة من قبلنا، والدول التي نعمل معها كشركاء، صحيح أنه يبدو
علينا أننا وقحون، لكنها وقاحة إسرائيلية، وشركاؤنا يفهمون ذلك جيدا، لأننا شركاء
فريدون".