يواجه زعيم حركة الإنصاف
الباكستانية عمران خان، الفائز في الانتخابات الأخيرة تحديات كبيرة أبرزها تشكيل ائتلاف حكومي، بعد حصوله على عدد مقاعد لا يخول له تشكيلها منفردا.
فعلى الصعيد الداخلي تتطلب إدارة باكستان البلد الذي يقدر تعداد سكانه بأكثر من 207 ملايين نسمة، ويعاني من أزمة اقتصادية ونزاع حدودي تاريخي مع جارته الهند، حنكة كبيرة في إدارة هذه الملفات.
وقال منتقدو خان إن شعبيته تراجعت، بسبب تعاطفه مع بعض التنظيمات، التي توصف بالمتشددة بالإضافة إلى الحديث عن تسهيل الجيش، فوزه في الانتخابات.
ويرى مراقبون أن خان ربما لن يواجه مشكلة في تشكيل ائتلاف حكومي، مع مستقلين وأحزاب إسلامية صغيرة في ظل الدعم غير المعلن له من قبل الجيش.
ويصفه خصومه بأنه "صبي الجيش المدلل"، على الرغم من أن أسلافه كانوا أيضا على علاقة جيدة بجنرالات الجيش، قبل أن يطاح بنواز شريف الذي طفت فضيحته بالفساد على السطح وانقلاب الأمور ضده.
وعلى صعيد الاقتصاد تشير كل الدلائل إلى أن حكومة خان، ستضطر على الفور إلى الاتصال بصندوق النقد الدولي، لتطلب منه خطة الإنقاذ الثالثة عشرة لباكستان.
وقالت سحر طارق من المعهد الأميركي للسلام، إن "الصادرات تتراجع والدين يرتفع والمؤشرات الكلية ضعيفة".
لكن من المرجح أن تعوق خطة إنقاذ صندوق النقد الدولي، هدفه في إرساء نظام الرفاه الإسلامي، على الأقل في المدى القصير.
أما الخيار الآخر فقد يكون اقتراض المزيد من الصين، لكن هناك مخاوف بالفعل بشأن قدرة باكستان على تنفيذ حصتها في صفقة غامضة تضخ من خلالها بكين مليارات الدولارات من الاستثمارات في البلاد.
وعلى الصعيد السياسي يقول بعض المحللين إن باكستان، محاطة بالأعداء وعلاقاتها متوترة مع الولايات المتحدة حليفها الضعيف، وباتت تعتمد أكثر من اللازم على علاقتها مع بكين.
وتعهد خان بالفعل بإعادة التوازن إلى العلاقة بين إسلام آباد والولايات المتحدة بعد أشهر من تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترامب المساعدات الأمنية بعد أن اتهم باكستان بالفشل في القضاء على الجماعات المسلحة على حدودها.
وتقول سحر طارق إن "طريق تحسين العلاقات الباكستانية الأميركية لا يسير في خط مباشر، إنه يمر عبر أفغانستان". وقد تكون أفغانستان محطة مؤلمة إذ انتقد خان دور الولايات المتحدة في أفغانستان في الماضي وهذا لن يجعله محبذا لدى واشنطن الآن.
وأطلق خان تصريحات بشأن إعادة النظر في العلاقة مع إيران بشكل يدفع إلى تحسينها والاعتماد عليها بشأن الغاز كما عرض لعب باكستان دور الوساطة لإصلاح العلاقات بين طهران والرياض.
وبشأن التحالفات الانتخابية أعلنت أحزاب
المعارضة الرئيسية صياغة استراتيجية للتصدي لما وصفته بـ "التزوير غير المسبوق" في الانتخابات العامة الأخيرة.
جاء ذلك خلال اجتماع في إسلام أباد لممثلي أحزاب المعارضة الرئيسية وهي: "حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز"، و"حزب الشعب الباكستاني"، و"مجلس العمل المتحد"، و"حزب عوامي الوطني".
ويعد اجتماع اليوم، الثاني لأحزاب المعارضة بعد إعلان لجنة الانتخابات في باكستان فوز حزب السياسي عمران خان، بالانتخابات العامة.
وقال فضل الرحمن، رئيس تحالف "مجلس العمل المتحد" في تصريحات للصحفيين عقب الاجتماع: "يجب على العالم كله وبلادنا ولجنة الانتخابات أن يدركوا أنه لم يسبق أن اجتمعت كل الأحزاب في البلاد على رفض نتائج هذه الانتخابات كما هو الوضع حاليا".
وأضاف أن "أولئك الذين يسرقون تفويض الجماهير يجب أن يشعروا بالخجل من أنفسهم"، دون أن يسمى طرفا بعينه.
من جهته، أوضح يوسف رضا جيلاني، زعيم حزب الشعب، أنه "يتعين أن يبدأ تحالف أحزاب المعارضة الجديد في عقد مؤتمر قريبا لبلورة استراتيجية من أجل التصدي لقضية التزوير".