هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن الاتفاق الروسي التركي، الذي قالت إنه "يعد انتصارا لأنقرة والرئيس رجب طيب أردوغان".
وأوضحت أن سبب ذلك يعود إلى أنه "نجح في إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في محافظة إدلب".
إلا أنها قالت إن الاتفاق "يبدو أنه قد أوقع الرئيس التركي في مأزق، حيث ستكون قوات بلاده مطالبة بالسيطرة على المليشيات المتطرفة المتمركزة في إدلب"، في إشارة منها إلى جبهة تحرير الشام.
اقرأ أيضا: بوتين وأردوغان يعلنان إنشاء منطقة منزوعة السلاح بإدلب
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21": "ابتهج الشعب التركي بالاتفاق الذي أبرمه أردوغان مع نظيره الروسي وأقنعه بالعدول عن شن الهجوم العسكري على محافظة إدلب. وقد اعتبر الكاتب التركي المعارض جنكيز تسندر هذا الاتفاق بمثابة انتصار بالنسبة لأردوغان".
وأكدت الصحيفة أن أردوغان دعا إلى الحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية في إدلب، التي تمثل آخر معقل للمتمردين في سوريا. وفي حال شن النظام السوري وحلفاؤه هجومهم العسكري على هذه المحافظة، فقد يسفر ذلك عن مقتل وتهجير الآلاف من المدنيين. وعلى الرغم من اتفاق سوتشي يعد مكسبا، إلا أنه لم يحل كل المشاكل في إدلب، وفق قولها.
التحدي لتركيا
وأوضحت الصحيفة أن "أنقرة نجحت في إنشاء منطقة عازلة في تركيا، إلا أن ذلك قد يوقعها في مأزق كبير، حيث ستكون مطالبة بالفصل بين الثوار المعتدلين عن مليشيات هيئة تحرير الشام المنتمية لتنظيم القاعدة".
وفي الوقت ذاته، يجب على تركيا أن "تحرص على أن تغادر المليشيات المسلحة المنطقة العازلة إلى حدود تاريخ 15 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل"، وفق الصحيفة.
ونقلت في هذا الصدد، عن الخبير الأمني التركي جان كساب أوغلو قوله إن "تركيا مطالبة بإجبار المليشيات المسلحة على الرحيل من المنطقة العازلة في حيز زمني محدود".
اقرأ أيضا: هل تقوم "تحرير الشام" في إدلب بسابقة وتحل نفسها؟
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان لم ينجح في السابق في السيطرة على مليشيات هيئة تحرير الشام، وأكثر ما قد يساهم في مزيد تأزم الوضع إصرار المسلحين على خوض المعركة حتى النهاية.
وحيال هذا الشأن، أفاد الباحث الأمريكي تاناسيس كامبانيس، بأنه "لا يوجد أي سبب يجبر مليشيات هيئة تحرير الشام على الرحيل من محافظة إدلب، سوى أن قوتين أجنبيتين اتفقتا على عدم حدوث مجزرة إنسانية هناك".
وأضافت الصحيفة أنه يجب على تركيا أن تقدم البديل للمليشيات المسلحة. وفي حال لم يحدث ذلك، يخشى المراقبون أن تندلع معركة مفتوحة بين القوات التركية ومليشيات هيئة تحرير الشام. وفي أسوأ الأحوال، قد تعيش المدن التركية الكبرى على وقع هجمات انتقامية، وفق قولها.
من جهتها، أرسلت القوات التركية 1300 جندي إلى إدلب، حيث صرح الباحث المتخصص في الشأن السوري سام هيلر بأن "الأمور قد تتخذ منحى كارثيا بشكل سريع".
وأوردت الصحيفة أن "موقف الديكتاتور السوري بشار الأسد من اتفاق سوتشي غير واضح"، علما وأنه أعرب في العديد من المناسبات عن اعتزامه تطهير كل شبر من الأراضي السورية.
وأوضح الباحث الأمريكي المختص في الشؤون الأمنية آرون ستاين أن "دمشق تعيش الآن في وضع مريح"، مشيرا إلى أن "مختلف الأطراف المتدخلة في الحرب السورية تلعب حاليا على عنصر الوقت".
ونوهت الصحيفة إلى أن الهجوم على إدلب قد أجهض، لكن المخاوف من حدوث حمام دم لم تتلاشى بشكل نهائي.
وعلى الرغم من أن بوتين يبحث عن حل سياسي، إلا أنه لن يقبل بذلك إلا وفقا لشروطه. وما يزيد المخاوف هو أن النظام السوري وحلفاءه لم يلتزموا في السابق بأي اتفاق. ولعل ذلك ما أكده متحدث باسم جبهة التحرير الوطنية، حيث قال: "نحن على أهبة الاستعداد لخوض المعركة، نظرا لأننا لا نثق في الروس".
وأشار الباحث التركي في الشؤون السياسية بوراك كادرسان إلى أن "الاتفاق الروسي التركي لن يغير شيئا. وستصبح إدلب بمثابة كابوس بالنسبة لتركيا عاجلا أم آجلا".