هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
للأسف ليس "تيران وصنافير" أول ما يُباع منك يا وطني!!!
كم أنت جميلة يا مصر؛ لكن.. هل أنت من لا تعرفين قيمة أبنائك، أم إنهم هم من لا يعرفون قيمتك؟!!
كثيرا ما كنا نفتخر كمصريين بأدبائنا وشعرائنا وفنانينا، حتى عُرفت مصر بأنها قِبلة الفنانين العرب؛ لا لأنها تحتضنهم ويشتهرون من خلالها فحسب، وإنما لأنها محضن الفن والثقافة العربية، ولا ينكر ذلك أحد.
من عادتي أني لا أمرر شيئا على عقلي بسهولة حتى أتفحص صدقه، وهذا جعلني - ومنذ فترة - أقف عند قراءة اسم شاعر عربي (سعودي تحديدا) على أغاني شهيرة بالعامية المصرية التي لا يخطئها أحد، ولا يتقن دقائقها إلا من عُجن بتربة مصر، واغتسل قلبه بماء نيلها.
صحيح أننا عرفنا أن أم كلثوم غنت لكبار شعراء العرب ومنهم سعوديون كالأمير عبد الله الفيصل في ثورة الشك؛ لكن.. بالعامية المصرية. لا أظن أن هذا حدث إلا في هذا الزمن!!! ولو أن هذا حدث من شخص موهوب أيا كانت جنسيته العربية، فلا أظن أننا كمصريين سنقف كثيرا عند هذا لا غيرة ولا غيظا؛ لكن.. وعند هذه الكلمة انتبه معي عزيزي القارئ لما سيأتي في السطور القادمة.
منذ سنوات طالعتنا الساحة الغنائية بشاعر سعودي اسمه منصور الشادي ظل اسمه يتردد في أجمل الأغاني المصرية والعربية لأكبر المطربين، وإليك بعضها فلا تتفاجأ:
هاني شاكر: "لسه بتسألي- إلا دموعك أنت- بحبك أنا- دعوة فرح- بدعيلك تنساني- انسحابي- جرحي أنا- تقدري- كفاية- ذكرياتي- حتى تتر مسلسل لدواعي أمنية".
أصالة: "يمين الله- مخادع- فوق من وهمك- ثمن الخيانة".
محمد فؤاد: "كبر الغرام- مش حبيبة حد فينا- زي الليلة- ليك حق تزعل"...
وحتى لا أطيل عليكم؛ مثلهم غنت أنغام ومدحت صالح وحتى وردة ونادية مصطفى.
هذا، ولم أذكر عشرات الأغاني الأخرى لمطربين عرب، أشهرها الأماكن لمحمد عبده.
ثم بعد ذلك طالعتنا الصحف السعودية، وتحديدا صحيفة الرياض (الأحد 14 محرم 1430هـ - 11 كانون الثاني/ يناير 2009م - العدد 14811) بشراء (سرقة) هذه الأغاني؛ وخلاصة ما جاء فيها من تحقيق: "وثائق تكشف عن أكبر تلاعب في الساحة الغنائية بطلها اسم شعري مشهور يقف خلف أكثر الأغاني نجاحاً هو الشاعر منصور الشادي. تتمثل هذه الوثائق في ديوان شعري مفسوح من وزارة الثقافة والإعلام عام 1423هـ، مسجل باسم الشاعر إبراهيم الجنوبي، ويحتوي على الكثير من القصائد التي ظهرت لاحقاً في ألبومات مطربين كبار، لكن تحت اسم شاعر آخر هو منصور الشادي. ما يستدعي التساؤل: كيف يمكن لشاعرين أن يكتبا نفس القصائد حرفياً؟!! وكيف تغير اسم الشاعر من إبراهيم الجنوبي عام 1423 إلى منصور الشادي"؟!!
فمن هو منصور الشادي؟! إنه "منصور بن حمدان بن حامد البلوي، شخصية رياضية لكرة القدم السعودية، ونادي الاتحاد السعودي في جدة، ورجل أعمال سعودي، وشاعر".
واليوم.. وآهٍ من مصر اليوم! يحتدم الصراع بين مطربتين مصريتين (آمال ماهر وأنغام) وتحذف الأولى متابعة الثانية على تويتر، وتحجبها؛ والسبب شاعر (فز)!!! سعودي، ومستشار بالديوان الملكي، ووزير ورئيس اتحاد الكرة، والرئيس الشرفي السابق للنادي الأهلي المصري، ورافض الرئاسة الشرفية لنادي الزمالك، ومالك نادي جديد لعله أغنى الأندية أموالا وصرفا هو نادي بيراميدز. هذا الشاعر يتكرر فيه سيناريو منصور الشادي السابق، فهو - يا سادة - كاتب أشهر وأجمل الأغاني بالعامية المصرية لأشهر المطربين المصريين (عمرو دياب وأنغام)!!!
وهذا الرجل (الشاعر) حينما تطالع حديثا له تكتشف بكل بساطة مدى ضحالة لغته، وقلة ثقافته وغطرسته، وهو باختصار الآن الوكيل الحصري لما يجدّ على الساحة الرياضية والفنية المصرية (التعيسة).
فهل عاد منصور منصور الشادي بوجه جديد، ومن هو إبراهيم الجنوبي الجديد؟!!
آه يا وطني!!! تُسرق إرادة أبنائك، بيد ثلة غاصبة منقلبة من أحقر من أنجبْت، ويُسرق فنُّك وأدبك بيد الغرباء أو يُباع.
أتوجع على وطني، فهل تتوجعون معي، وتدعون الله أن يكشف هذه الغمة وهذه الحقبة التاريخية المنحطة، عن قريب!