هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية مقال رأي للكاتبة الألمانية، كريستيانا شلوستر، حول حظوظ انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من أن أنقرة تخطط للانضمام للاتحاد
الأوروبي في غضون سنة 2023، إلا أن الدول الأوروبية ترفض ذلك، ومن الواضح أن
انضمام تركيا للمجموعة الأوروبية أمر صعب التحقق نظرا لتوتر علاقاتها مع مختلف
الدول الأوروبية.
وقالت الكاتبة في مقالها الذي ترجمته
"عربي21"، إن "تركيا ترغب في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مع
حلول سنة 2023، وذلك بالتزامن مع مئوية تأسيس الجمهورية التركية، ومن المعروف أن
الأتراك يفتخرون بموروثهم التاريخي".
وأشارت إلى أنه "في اليوم الوطني الموافق التاسع
والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، من المنتظر أن يفتح مطار إسطنبول الجديد
أبوابه حتى وإن لم تنته أشغال بنائه، ومن الواضح أن المسؤولين الأتراك يتبعون نهج
مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، في اتباع النموذج الغربي".
اقرأ أيضا: أردوغان يفتتح مسجدا بألمانيا.. هذا ما قاله عن الإسلام والتطرف
وأكدت الكاتبة أنه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي
وضع صلب مخططاته مواصلة تقديم مساعدات "ما قبل الانضمام" لأنقرة إلى
حدود سنة 2022، إلا أن المفوضية الأوروبية أقدمت على تقليص حجم هذه المساعدات
المالية، وتعد مساعدات "ما قبل الانضمام" مؤشرا على أن تركيا ستنضم إلى
المجموعة الأوروبية يوما ما.
وأشارت الكاتبة إلى أنه "على الرغم من أن تقليص
المساعدات المالية يساعد على توفير المال، إلا أنه سيثير الشعور بخيبة الأمل لدى
الأشخاص الذين يتبنون مبادئ حقوق الإنسان وحرية الصحافة، وأولئك الذين أحدثوا
مشاريع حماية البيئة"، منوهة إلى أن "الاتحاد الأوروبي لطالما استثمر في
المجتمع المدني التركي".
وأوضحت الكاتبة أن "المجتمع المدني التركي لن
يحتج كثيرا على خفض التمويلات التركية، نظرا لأن العديد من ممثليه يقبعون في السجن
على غرار المستثمر التركي عثمان كافالا، الذي بقي منذ خمس سنوات رهن الاعتقال بتهم
واهية ودون محاكمة"، على حد قول الكاتبة.
وذكرت أن "الاتحاد الأوروبي أراد في وقت سابق
معاقبة تركيا عن طريق تأجيل المفاوضات حول الفصل المتعلق بالسياسة الإقليمية، وذلك
بهدف تجميد مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي".
وأوردت الصحيفة أن "كافالا وجه نداء للحكومة
الألمانية يؤكد فيها على براءته من التهم المنسوبة إليه"، مشيرة إلى أن
"كافالا ذكر في ندائه أنه يجب توفير ظروف تطبيق العدالة في دولة لا تحترم
مبادئ حقوق الإنسان".
اقرأ أيضا: "ليبيراسيون": هل سيذوب الجليد بين ألمانيا وأردوغان؟
وأضافت الكاتبة أن "الاتحاد الأوروبي يعاقب
الأطراف الذين يرفضون إعادة هيكلة نظام أردوغان بشكل يجعله نظاما ديمقراطيا ويحترم
سيادة القانون، وعلى الرغم من أن الرئيس التركي قطع وعدا بفتح صفحة جديدة في
العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن أنقرة لن تحترم كل المواثيق الأوروبية".
ولفتت إلى التصريحات الأخيرة للرئيس التركي التي قال فيها إن "بلاده لا تعيش أية خلافات، لذلك لا تحتاج إلى تطبيق مبدأ الفصل بين السلطات".
وأفادت الكاتبة بأنه "على الرغم من أن العديد
من الزعماء الأوروبيين يتبنون وجهة نظر أردوغان، إلا أن ذلك لا يغير من حقيقة عدم
انسجام تركيا مع الاتحاد الأوروبي"، معتبرة أنه "لا يجب على الاتحاد
الأوروبي أن يقصي تركيا، بل على العكس يجب عليه تحقيق الشراكة معها".
وأوردت الكاتبة أن العلاقات الأوروبية التركية يجب
أن تكون مبنية على مبدأ البراغماتية، مبينة أنه "يجب توسيع الاتحاد الجمركي،
الأمر الذي سيعود بالفائدة على المستوى الاقتصادي على تركيا والاتحاد الأوروبي على
حد سواء، بالإضافة إلى ذلك، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يرفع العقوبات ويفكر فيما
يخدم مصلحة كل من ألمانيا وتركيا".
وفي الواقع، من شأن إجراء على غرار إلغاء التأشيرة
أن يحسن صورة أوروبا أمام تركيا، علما وأن التأشيرة كانت تشكل عبئا على الاقتصاد
التركي وعلى كل عائلة تركية مقيمة في ألمانيا، وعموما، ستخيب زيارة أردوغان إلى
برلين آمال المستثمرين الألمان، الذين سيترددون في بعث استثمارات في تركيا نظرا
لأنهم لا يشعرون بالأمان هناك، بحسب قول الكاتبة.
وفي الختام، رأت الصحيفة أن سنة 2024 لن تحمل في
طياتها أشياء إيجابية بالنسبة الأتراك خاصة وأن الأراضي التركية لن تحتضن نهائيات
كـأس أمم أوروبا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها، فضلا عن تردي وضع حقوق
الإنسان هناك.