هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حظيت الزيارة الرسمية للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى إسرائيل بتغطية خاصة وواسعة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، سواء للتعرف على جدول أعمالها مع نظرائها في تل أبيب، أو إلقاء الضوء على العلاقات الثنائية.
ويرى الكاتب الإسرائيلي بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أتيلا شومفلبيه أن "زيارة ميركل تعني أن ألمانيا تقف بجانب إسرائيل، رغم أن خلافات الجانبين كبيرة في موضوعات عديدة، لكن الألمان يريدون رؤية أن لديهم التزاما تجاه إسرائيل: الشعب والدولة، بسبب إرث المحرقة النازية، ولذلك يأتي لقاؤها مع نتنياهو تعبيرا عن عمق علاقتهما الثنائية، والثقة المتبادلة".
ونقل شومفلبيه في تقرير ترجمته "عربي21" عن الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "دي فيلت" الألمانية غيل يارون قوله إن "أهم أوجه خلافات برلين وتل أبيب تتمركز في قضايا: إيران، الأونروا، عملية السلام، ومدينة القدس، وسيكون صعبا خلال زيارة خاطفة جسر الهوة في هذه الموضوعات، رغم أن علاقات الجانبين توصف بالغائمة جزئيا".
علاقات تجارية وخلافات
وأشار إلى أن "العلاقات التجارية الألمانية الإسرائيلية وصلت معدلات قياسية تاريخية لم تصل لهذا المستوى من الازدهار، ففي 2017 اقترب حجم التبادل التجاري من عشرة مليارات دولار، هذا أمر غير مسبوق، كما أن علاقاتهما في قطاع التبادل الشبابي ممتازة، وهناك عشرة آلاف شاب من البلدين يقومون بزيارات متبادلة".
وأوضح الصحفي الألماني "أن ذلك لا يلغي خلافات الدولتين، ففي العام الماضي تم إلغاء اجتماع للحكومتين بسبب غضب برلين من سياسة تل أبيب: سواء في القوانين التي شرعها الكنيست، أو السياسة الميدانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، التي لا تروق كثيرا للألمان، كما باقي العالم، باستثناء الولايات المتحدة وميكرونيزيا".
وأكد أن "ألمانيا تحتج على هدم إسرائيل لحي الخان الأحمر لأن ذلك بنظر ألمانيا يدمر حل الدولتين، ومع ذلك فإن زيارة ميركل تعبير عن التزام أخلاقي من الدولة الألمانية تجاه اليهود، وليس بالضرورة تعبيرا عن توافق مع الحكومة الإسرائيلية، لأن خلافاتهما واسعة وكبيرة".
وختم بالقول إن "الخلافات القائمة لا تنكر عمق التحالف الألماني الإسرائيلي، الذي قد لا يقل عن الولايات المتحدة، ولك أن تعرف فقط حجم التمويل الألماني للغواصات البحرية التي قدمتها لإسرائيل".
العقوبات على إيران
من جهتها، نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير ترجمته "عربي21" عن مصدر سياسي إسرائيلي كبير قوله إن "هذه الزيارة تكشف أن ألمانيا تفتح عيونها جيدا تجاه الخطر الإيراني، رغم وجود خلافات مع تل أبيب حول كيفية منع إيران من تحصيل السلاح النووي، لكنْ هناك توافق على ضرورة منعها، ووقف برامجها الصاروخية، وسياستها الإقليمية في المنطق".
أما موقع لـ"القناة السابعة" التابع للمستوطنين فقد حاور مدير مركز شمعون فيزنتال في القدس للأبحاث السياسية أفرايم زوروف، الذي قال إنه "رغم تصريحات ميركل عن المحرقة النازية، وحفظ أمن إسرائيل، فإنها تواصل الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على إيران، وتبذل جهدها لاستمرار النظام الإيراني في إدارة أعماله وتجارته المزدهرة مع ألمانيا".
وأضاف في المقابلة التي ترجمتها "عربي21" أنه "في ظل وصول التجارية البينية بين طهران وبرلين إلى مليارات الدولارات، فإن ذلك يضع علامات استفهام حول مدى جدية ميركل في الحرص على أمن إسرائيل، ما يعني أن موقفها من العقوبات ضد إيران يضر بأمن إسرائيل".