نجح رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية، رجب طيب
أردوغان، ورئيس حزب
الحركة القومية، دولت بهتشلي، في
إنقاذ تحالف الجمهور الانتخابي من التفكك، وتوصل الحزبان إلى تفاهمات يتنازل بموجبها كل واحد منهما لحليفه في مدن؛ من خلال عدم تقديم مرشحين لدعم مرشحي الحزب الآخر.
كان بهتشلي قد أعلن في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أن حزب الحركة القومية
لن يرشح أحدا لرئاسة
بلديات إسطنبول وأنقرة وإزمير في
الانتخابات المحلية، بل سيدعم مرشحي حزب العدالة والتنمية. كما صرح أردوغان بأن حزب العدالة والتنمية هو الآخر لن يقدم مرشحا في بعض المدن، ليدعم مرشحي حزب الحركة القومية، دون أن يسمي تلك المدن. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عنها في المستقبل القريب، بعد لقاء آخر يجمع أردوغان وبهتشلي.
إحياء تحالف الجمهور
رفع حظوظ مرشحي حزب العدالة والتنمية في تلك
المدن الثلاث الكبرى. وقبل التحالف، كان احتمال فوز مرشحي حزب العدالة والتنمية في إسطنبول وأنقرة يساوي احتمال خسارتهما، إن لم يكن أقل منه، ولكن الآن يمكن القول بأن احتمال فوز مرشحي حزب العدالة والتنمية في كلتا المحافظتين أكبر من احتمال خسارتهما أمام مرشحي المعارضة. أما إزمير، فيرى كثير من المحللين أن حزب الشعب الجمهوري أقرب فيها إلى الفوز إن لم يقدِّم الناخبون مصالح المحافظة على تعصبهم الأيديولوجي.
إحياء تحالف الجمهور رفع حظوظ مرشحي حزب العدالة والتنمية في تلك المدن الثلاث الكبرى
وأعلن حزب العدالة والتنمية عن ترشيح محمد أوزهاسكي لرئاسة بلدية العاصمة، أنقرة، وترشيح وزير الاقتصاد السابق، نهاد زيبكجي، لرئاسة بلدية إزمير. ولم يكشف حتى الآن عن اسم مرشحه لرئاسة بلدية إسطنبول، وسط تكهنات تفيد بأن رئيس البرلمان التركي بن علي يلدريم هو مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة أهم بلدية في البلاد.
ومما لا شك فيه أن أسماء المرشحين قد تزيد حظوظ حزب أو تقلصها في الانتخابات المحلية. ومن هذه الناحية، يمكن القول بأن الأسماء التي أعلنها حزب العدالة والتنمية حتى الآن موفقة؛ لأن محمد أوزهاسكي سبق أن تولى رئاسة بلدية قيصري لثلاث فترات، وكان من أنجح رؤساء البلديات، كما تولى حقيبة البيئة والتخطيط العمراني في حكومة بن علي يلدريم. ولديه خبرة واسعة في الإدارة المحلية اكتسبها في رئاسة بلدية قيصري، كما أنه يتولى منصب نائب رئيس حزب العدالة والتنمية المسؤول عن الإدارات المحلية. وبالإضافة إلى ذلك، لن يجد أوزهاسكي صعوبة في الحصول على أصوات الناخبين الأتراك القوميين في أنقرة؛ لأنه ليس بعيدا عنهم.
أما في إسطنبول، فترشيح بن علي يلدريم شبه مؤكد. وبعد هذه اللحظة، يكون ترشيح غيره مفاجأة كبيرة. وقد يسأل سائل: "ما الذي أخّر إعلان ترشيح بن علي يلدريم حتى الآن؟". ولعل الجواب يكمن في كون إسطنبول أهم بلدية في البلاد، حيث يقال في الساحة السياسية التركية إن إسطنبول تعتبر "
تركيا صغيرة"، وإن الحزب الذي يفوز فيها يحكم البلاد. ومن المتوقع أن يعلن حزب العدالة والتنمية مرشحه لرئاسة بلدية إسطنبول في حفل كبير؛ يليق بأهمية المدينة ومكانتها لدى أردوغان الذي يعشقها وسبق أن تولى رئاسة بلديتها.
وسائل الإعلام التركية تحدثت عن أسباب أخرى لتأخير تسمية مرشح حزب العدالة والتنمية لرئاسة بلدية إسطنبول، وذكرت أن يلدريم طلب من أردوغان أن يشارك في اختيار المرشحين لبلديات أقضية إسطنبول، بحجة أنه سيعمل معهم في إدارة المحافظة، في حال فوزهم، وأن الإعلان عن ترشيح يلدريم سيكون بعد اختيار المرشحين لبديات الأقضية.
كانت حظوظ مرشحي المعارضة بالفوز في الانتخابات المحلية المقبلة في إسطنبول وأنقرة كبيرة، إلا أنها تراجعت بعد توصل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إلى التفاهمات الأخيرة
هناك إشكالية أخرى في ترشيح بن علي يلدريم لرئاسة بلدية إسطنبول، وهي أن يلدريم يتولى حاليا رئاسة البرلمان، كما تولى قبل ذلك رئاسة الوزراء. وفي حال ترشيحه وفوزه، سيضطر للحضور في مراسم الترحيب لاستقبال مسؤولين كانوا يعملون تحت إمرته. ولكن هذه الإشكالية يمكن حلها بتعديل قواعد البروتوكول.
كانت حظوظ مرشحي المعارضة بالفوز في الانتخابات المحلية المقبلة في إسطنبول وأنقرة كبيرة، إلا أنها تراجعت بعد توصل حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إلى التفاهمات الأخيرة. وتجري حاليا مباحثات بين أحزاب المعارضة للتوصل إلى تفاهمات مشابهة لمنافسة مرشحي تحالف الجمهور، إلا أنه لن يكون سهلا لوجود تباينات في مطالب أكثر من طرفين.