هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتب أدم تايلور، يقول فيه إن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام يصف خطة ترامب الانسحاب من سوريا وكأنها خطة بقاء هناك.
ويقول تايلور في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن غراهام، السيناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا، أصبح واحدا من أهم حلفاء الرئيس دونالد ترامب في الكابيتال هيل، مشيرا إلى أن السيناتور المتشدد عبر الشهر الماضي عن غضبه من قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، وأصدر بيانا شجب فيه الإعلان، واصفا إياه بأنه "خطأ يشبه أوباما اقترفته إدارة ترامب".
ويستدرك الكاتب بأن السيناتور غير من لهجته الأسبوع الماضي، بعدما التقى الرئيس في البيت الأبيض، وقال للصحافيين في وقت متأخر إن الرئيس "أخبرني شيئا لم أكن أعلمه، وجعلني أشعر بالارتياح من الطريقة التي نتجه فيها في سوريا".
ويتساءل تايلور عن التفاؤل الجديد لدى السيناتور بشأن الخطة السورية التي عبر عنها الرئيس، مشيرا إلى أن السيناتور قدم تفاصيل جديدة في تغريدة على "تويتر" يوم الأحد، أكد فيها أن "الرئيس سيحرص على أن أي انسحاب من سوريا سيتم بطريقة يجب التأكد فيها من: تدمير تنظيم الدولة بالكامل، وألا تملأ إيران الفراغ، وحماية حلفائنا الأكراد".
ويفيد الكاتب بأن ترامب أشار في السابق إلى أن تنظيم الدولة قد هزم، ولهذا فإنه يشعر بالراحة لسحب القوات من سوريا، وقال في تغريدته التي كتبها في 19 كانون الأول/ ديسمبر: "لقد هزمنا تنظيم الدولة، السبب الرئيسي لوجودنا في فترة ترامب".
ويشير تايلور إلى أن عددا من المحللين يرون أن التنظيم لم يهزم بعد كما يبدو الحال، وقالت حكومة الولايات المتحدة إن تنظيم الدولة لا يزال يحتفظ بعشرات الآلاف من المقاتلين في العراق وسوريا، لافتا إلى أنه يبدو أن ترامب خفف من لهجته في تغريدة يوم الاثنين بشأن هزيمة تنظيم الدولة، وأشار إلى أن التنظيم ذهب في معظمه، وأن انسحاب القوات الأمريكية سيكون بطيئا.
ويعلق الكاتب قائلا إن "هزيمة تنظيم الدولة ليست مهمة سهلة، والأصعب هو هزيمة تنظيم الدولة مع الحد من تأثير إيران في سوريا، ورغم وجود بعض الإشارات على عملية إعادة تحديد القوات الأمريكية دورها من أجل احتواء إيران، إلا أن إعلان الرئيس عن سحب القوات يعني أن العملية قد انتهت".
ويلفت تايلور إلى أن المحللين يخشون من بقاء القوات الإيرانية في سوريا دون رقابة، حيث أنها لن تؤثر على البلاد فقط، بل ستكون قادرة على مد التأثير وبناء ممر بري بين طهران والبحر المتوسط، بشكل يسمح لها بتهديد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة إسرائيل.
وينوه الكاتب إلى دعم الأكراد، حيث وضعت الولايات المتحدة قوات حراسة على الحدود مع تركيا؛ لمنع الأخيرة من الهجوم عليهم، مشيرا إلى أن إعلان ترامب جاء بعد مكالمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتهديده بالهجوم المحتوم على مناطق الأكراد.
ويعتقد تايلور أن "مظاهر القلق هذه ليست جديدة، وفي الحقيقة فإن الطريقة التي وصف فيها غراهام خطة انسحاب ترامب، تشبه الخطة التي وصفها وزير الخارجية ريكس تيلرسون قبل عام تقريبا، وهي خطة اقترحت بقاء أمريكيا، التي تضمن انتشارا أمريكيا في سوريا بهدف احتواء إيران".
ويبين الكاتب أن هذه الخطة تشبه خططا أخرى صادق عليها المبعوث الخاص لسوريا جيمس جيفري، الذي أشار إلى أن وجود الأمريكيين في هذا البلد مدة طويلة لتتم هزيمة تنظيم الدولة واحتواء إيران، وقال: "لهذا فنحن لسنا في عجلة من أمرنا".
ويذكر تايلور أن الرئيس عجل الآن من خروج الأمريكيين؛ باعتباره جزءا من وعوده الانتخابية، وكتب في تغريدته يوم الاثنين: "كانت حملتي الانتخابية تقوم على معارضة الحرب التي لا تنتهي".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "وصف غراهام لخطة ترامب لا يعطي انطباعا يأنها نهاية للوجود الأمريكي في سوريا، وحتى لو كان وصف السيناتور لنية الرئيس غير صحيح فإنه يضيف إلى حالة التشوش لحلفاء أمريكا وأعدائها على حد سواء، ودور واشنطن في الشرق الأوسط".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)