هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية تطورات الساعات الأخيرة في قطاع غزة عقب مسيرات الجمعة الـ43 على طول الحدود مع إسرائيل، وفيما طالبت أوساط إسرائيلية بالبحث عن حلول أخرى غير الحرب والاتفاق مع حماس، فقد اعتبرت أخرى أن غزة أفسحت المجال لوجود خلافات في الرأي داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
شالوم يروشاليمي الكاتب الإسرائيلي بصحيفة مكور ريشون قال، إن "الطريق الوحيدة أمام إسرائيل لحل مشكلة غزة لا تتمثل بحرب مستمرة، كما أن السلام مع منظمة دينية مثل حماس تدعو للقضاء عليها أمر غير ممكن، وبالتالي فإن الطريق المثلى هي منح سكان غزة المساعدة اللازمة، وإمكانية إيجاد ظروف ملائمة لحياة جيدة لهم".
وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "المعطيات الإحصائية تتحدث عن مغادرة غزة خلال الأشهر الأربعة بين مايو وسبتمبر 2018 قرابة 17 ألف نسمة، ممن لا يستطيعون الحياة في هذه الظروف القاهرة، وقد دفعوا آلاف الدولارات للخروج من القطاع، ووصلوا إلى القاهرة ثم دول أوروبا أو الولايات المتحدة وكندا، بينهم أطباء وذوو مهن مطلوبة، بسبب سوء الظروف المعيشية القاسية".
وأكد: "أعيد المطالبة بتغيير السياسة الإسرائيلية تجاه غزة، وبدلا من فرض الحصار المطبق وملاحقة كل سفينة صيد، يجب فتح القطاع قدر الإمكان باتجاه الغرب، ولدينا سوابق في هذا الاتجاه، فوزير الحرب المستقيل أفيغدور ليبرمان اقترح إقامة ميناء فلسطيني لغزة في قبرص، كما عرض وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس إقامة جزيرة مائية من أجل الانفصال النهائي عن القطاع".
وختم بالقول بأنه "لابد من إقامة المزيد من المعابر الخاصة بالقطاع، وممرات مائية وسفن للمسافرين، وتسهيل أكثر لمرور المساعدات الإنسانية لكل سكان غزة، هذا مشروع دولي يجب أن يكون لكل الدول العظمى في العالم دور فيه: الولايات المتحدة وروسيا والدول الاتحاد الأوروبي، بحيث تتركز المساعدات لغزة في الجانب الإنساني".
أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا الإخباري قال، إن "غزة هي الامتحان الأول لقائد الجيش الجديد الجنرال أفيف كوخافي، لأن هذه البقعة الجغرافية آخذة بالتوتر أكثر مع مرور الوقت، خاصة في ظل استمرار المظاهرات الأسبوعية، وإعاقة إدخال الأموال القطرية، وقرار السلطة الفلسطينية الانسحاب من معبر رفح".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في ظل الانقسام السائد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول التعامل مع غزة، فإن المستوى السياسي الإسرائيلي معني جدا بمنع حدوث أي تطورات خارقة، والعمل بحذر وحساسية من خلال تعزيز القوات على حدود غزة، خشية التعامل مع السيناريو الأكثر تطرفا".
وأوضح أنه "بعد يوم واحد فقط من دخوله مقر رئاسة هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وصل كوخافي إلى مقر قيادة المنطقة الجنوبية للاطلاع عن قرب على استعدادات الجيش للتعامل مع المظاهرات الأسبوعية، والخطط التنفيذية الميدانية لأي تدهور أمني متوقع".
وختم بالقول: "رغم أن لبنان تمثل تهديدا قويا، لكن غزة تواصل استنزافا للجيش، ورغم قسوة البرد في القطاع، فقد شارك أكثر من 12 ألف متظاهر فلسطيني في مسيرات الساعات الأخيرة في عدة مواقع على طول الحدود، حيث أشعلوا إطارات السيارات، وألقوا القنابل الحارقة والحجارة والعبوات الناسفة".